ريفيييرا .. والدون كيشوتية
م. بسام ابو النصر
05-02-2025 08:23 PM
يخرج علينا ترامب هذه المرة وقد طوى سنوات غيابه بمزيد من التشدد والانفلات السياسي، فمع دعوته لضم كندا والمكسيك، يرغب في احتلال غزة وتفريغ اهلها بحجة حجم الدمار وحاجتهم للامان الذي يعتقد هو ان سيتحقق لهم في بلاد الشتات، ترامب حالة نادرة من اللاعدالة واللامبالاة وربما اللا انسانية، وقد أخاف يوما ان يقوم بارسال طائرة لتقصف منزل شخص انتقده، لذلك تذكروا شخصية شبيهة بترامب بداية القرن الماضي ظهرت في نفس الوقت الذي يظهر فيه ترامب.
ولعل مبادرته " ريفييرا الشرق الاوسط " تثير الاستهجان لدى كل القوى في العالم وتزيد من عزلة الولايات المتحدة التي بدأنا نسمع عن رغبة ولاية عظمى ككاليفورنيا تمعن في رغبتها بالانفصال عن باقي الولايات المتحدة، وهناك اجراءات قانونية لتكون كاليفورنيا خامس اقوى اقتصاد في العالم ،
ولعل الرئيس ترامب يزيد الأمور تعقيدًا بوقفة مهينة للولايات المتحدة الى جانب يمين متطرف في اسرائيل الدولة المحتلة والمعتدية، ويضع في أذنيه سدادة أثناء
مروره من جانب مظاهرة في مقربة من البيت الابيض تنادي بمحاكمة المجرم نتنياهو، ويحاول ان يمارس ضغطًا هائلًا على زعماء عرب ليجعل هناك احتقان في الشارع العربي ومزيد من خلق التطرف والكراهية بسبب مواقف متباينة من مبادرته التي لن ترى النور وستموت قبل ان يخرج من التاريخ بعد اربع سنوات وربما سيشهد العالم خلال هذه السنوات توترًا شديدا، فالاتحاد الاوروبي سيكون متماسكًا اكثر في وجه هذه الغطرسة، وقد اعلن حلف الناتو وقوفه الى جانب الدينمارك التي تمتلك جزيرة غربنلاند التي يرغب ترامب بامتلاكها ايضا، والصين وروسيا وباقي الدول الامريكية، وقد نصحو على بلاد اخرى يطمح لامتلاكها، وقد يعلن يوما ما ان القمر او المريخ ملكية امريكية لا يحق لأحد ان يصوب اليها عنان خياله.
ترامب سيهدي غزة للمستوطنين، وسيجبر الاردن ومصر على القبول بمن تبقى حيا من اهل غزة وسيجبر بعض الدول العربية على الدخول في التطبيع الابراهيمي، وسيكون واهم في هذه الثقة المفرطة فلن يقبل الغزيون ان يخرجوا بعد ان صبروا تحت الدمار 500 يوما تقريبا، ولن يقبل الاردن تحت قيادة جلالة الملك عبدالله وخلفه الاردنيون والفلسطينيون وكل عربي ومسلم وأيضا ما ينطبق على الاردن ينطبق على مصر فالرئيس السيسي يرفض بشكل علني وغير قابل للتأويل الطلب الترامبي، وترفض المملكة العربية السعودية شقيقتنا الكبرى ترهات ترامب ويستغرب الامريكيون كيف لرئيس انتخبوه ان يدخلهم مقصلة الكراهية مرة اخرى. مطالبون في الحادي عشر من هذا الشهر الوقوف خلف مليكنا الذي يحمل الرد الشعبي والرسمي ورد القوى السياسية ورد مجالس الاعيان والنواب، ورد اطفال الاردن وشيوخها، ان الاردن ليست بديلا لدولة فلسطين التي يموت لاجل اقامتها الشهداء ويحارب لاجل اقامتها الشجعان، والاردنيون ككل العرب الغيارى لن يكونوا بديلا ولن يقبلوا والهاشميون قالوا كلمتهم بلاءاتهم الثلاث، فالاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين
قالها ملوك الاردن من عبدالله الاول وحتى عبدالله الثاني، ويقولها اصغر طفل في مريغة وأكبر شيخ في عمراوة، وكل الحواري المنتشرة تتوالد فيها امهاتنا اطفالا من رحم البطولة التي لا تقف على رجل لم يفهم التاريخ كما يجب ويعتقد ان الجغرافيا تباع وتشترى، غزة ليست الاسكا حتى يتم شراءها وفلسطين ليست ولاية مسروقه من شعب نسيها، فكل فلسطيني وكل اردني ووراءهم العرب والمسلمين، يعلمون ابناءهم منذ الطفولة، أن فلسطين ستعود من النهر الى البحر، وأن ما يزيدنا إصرارا هو خروج زعيم لا يفهم ان الاوطان في مشرقنا غير قابلة لاي مساومة.
الفلسطينيون ما زال لديهم مفاتيح بيوتهم العتيقة، وصور ابناءهم الشهداء، وقبور الاجداد على مشارف قيسارية ويافا وحيفا وفي القدس، وينتظرون العودة من خلالهم او من خلال ابناءهم واحفادهم، والريفيرا لن تكون الا في خيال مستر دون كيشوت الذي نحزن على ان يقود دولة بهذا الحجم
وهذا الثقل ويُنتخب من اكثرية كنا نظن انها ستحمل العالم الى رخاء وسلام.