facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العرب بين واقع التشرذم وحلم الوحدة .. هل فات الأوان؟


سامي شريم
08-02-2025 09:52 PM

لطالما كانت الدولة القطرية العربية فكرة مؤقتة في نظر القوميين العرب لكنها مع مرور الوقت تحولت إلى واقع صلب منهك لكنه مستمر فالدولة القطرية لم تعد مجرد مرحلة عابرة بل أصبحت سجنا جغرافيا وسياسيا واقتصاديا تسيرها اعتبارات إقليمية ودولية جعلت كل دولة عربية كجزيرة معزولة رغم اشتراكها في اللغة والتاريخ والثقافة والدين.

لكن هل يمكن القول أن هذه الدول القطرية أصبحت مخترقة ومتهالكة؟
الجواب نعم إلى حد كبير معظم الدول العربية اليوم لا تستطيع حماية نفسها إلا عبر تحالفات دولية تكلفها سيادتها واستقلال قرارها أما على المستوى الداخل فقد أصبحت الحكومات تعاني من الفساد والديون والتبعية فيما تعيش شعوبها بين الاحباط والفقر والصراعات وأصبح الوطن العربي ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية والانقلابات والحروب بالوكالة.

الدولة القطرية واقع مفروض لا حل دائم ففي القرن العشرين انتصر مشروع الدولة القطرية كحقيقة على الأرض بينما ظلت الوحدة العربية مجرد نظرية تتكرر في الخطب السياسية والقصائد والأناشيد لكنها لم تجد يوما طريقها إلى التطبيق لا شك أن هذه الدول حاولت في مراحل معينة خلق كيانات وحدوية كما في تجربة الوحدة المصرية السوريةأو محاولات توحيد دول الخليج أو حتى المشاريع المغاربية لكنها جميعا انهارت أمام المصالح الضيقة واطماع الأنظمة الحاكمة والتدخلات الخارجية
والعرب لا زالوا يعيشون في ماض مجيد يتغنون به بينما الواقع المرير يفرض نفسه بعنف والحدود والسيادات باتت خطوطا حمراء غير قابلة للتغيير.

الانتماء للدولة أصبح أقوى من الانتماء للأمة
والنظام العالمي لا يسمح بقيام قوى إقليمية عربية قادرة على فرض نفسها.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هذا هو قدر العرب وهل لا زالوا قادرين على تجاوز هذه المرحلة؟ والجواب نعم
ماذا لو اتحد العرب تصور حجم القوة العربية الممكنة لو افترضنا سيناريوا افتراضيا للوحدة العربية الحقيقية فكيف ستكون ملامح هذه الدولة؟

1. القوة الاقتصادية عملاق عالمي يتحدى. الجميع إجمالي الناتج المحلي للدول العربية اليوم يبلغ حوالي 3.5 تريليون دولار ولكن مع وجود سوق موحد وسياسات اقتصادية متكاملة فإن هذا الرقم يمكن أن يصل إلى 10 تريليونات دولار في غضون 20 عاما مما يضع العرب بين أقوى 5 اقتصادات في العالم.

٢-احتياطات النفط العربية وحدها تتجاوز 55% من الاحتياطي العالمي ومع سيطرة موحدة على الإنتاج والتسعير يمكن للعرب أن يفرضوا سياساتهم على السوق العالمية.

٣-الاستثمار في التكنولوجيا والتصنيع يمكن أن يحول الدول العربية إلى مركز صناعي عالمي بدلا من أن تبقى مجرد مستهلك للأسواق الغربية والشرقية.

٤- القوة العسكرية جيوش تحسب لها ألف حساب..لو توحدت الجيوش العربية فإنها ستكون أكبر جيش في العالم من حيث العدد حيث يتجاوز تعداد الجيوش العربية مجتمعة 4 ملايين جندي.

لو خصصت الدول العربية 5% فقط من ناتجها المحلي للدفاع فسنحصل على ميزانية عسكرية )تفوق 500 مليار دولار سنويا وهو ما يتجاوز ميزانية الدفاع لروسيا والصين مجتمعتين ما يؤدي الى تطوير الصناعات العسكرية العربية ويخلق سلاحا عربيا مستقلًا ولن تحتاج الدول العربية إلى شراء أسلحتها من الخارج بشروط مذلة.

٥-القوة السياسية لاعب لا يمكن تجاهله
بوجود كتلة موحدة يمكن للعرب أن يتحولوا إلى قوة مركزية في الأمم المتحدة وأن يفرضوا شروطهم بدلا من أن يكونوا مجرد أرقام على هامش السياسات العالمية ولا يمكن لأي دولة مهما كانت أن تتدخل في الشؤون العربية دون مواجهة رد قوي من هذه الكتلة الموحدة ويمكن إنهاء النزاعات الداخلية بين الدول العربية حيث ستكون هناك مصالح مشتركة تمنع أي صراع داخلي يضر بالجميع فلماذا لا يحدث هذا؟
ما هي العوائق التي تمنع الوحدة العربية؟

رغم كل هذه الإمكانيات الهائلة إلا أن الوحدة العربية لا تزال حلما بعيد المنال بسبب عدة عوامل
1. الأنظمة الحاكمة تخشى فقدان سلطتها فكل زعيم عربي يريد أن يبقى الحاكم المطلق لدولته حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الأمة.

2. التدخلات الخارجية القوى الكبرى لن تسمح بقيام وحدة عربية لأن ذلك يعني فقدان السيطرة على الموارد العربية الهائلة.

3. الانقسامات الداخليةالطائفية والعرقية والأيديولوجية لا تزال تستخدم كأدوات لتمزيق أي مشروع وحدوي.

4. العقيدة السياسية المتأخرة لا يزال الوعي السياسي العربي يعيش في الماضي بينما الواقع السياسي يتغير بسرعة هائلة.
فهل هناك أمل رغم كل ما سبق؟

لا يزال هناك فرصة حقيقية للعرب إذا بدأت الدول العربية الكبرى (مثل مصر والسعودية والجزائر) بالتنسيق التدريجي في السياسات الاقتصادية والعسكرية.

ثم إنشاء مشاريع اقتصادية مشتركة ترغم الدول على التعاون بشكل عملي مثل سوق عربيةموحدة أو جيش دفاع مشترك.
ثم استثمار الموارد البشرية العربية في مجالات التكنولوجيا والتعليم والصناعة بدلا من إهدارها في الصراعات السياسية فهل يتعلم العرب من التاريخ؟

إن الأحداث الأخيرة من سقوط العراق إلى انهيار ليبيا وسوريا واليمن تثبت أن الدولة القطرية العربية غير قادرة على الاستمرار بمفردها وأنها في النهاية ستكون فريسة سهلة لقوى إقليمية ودولية والحل الوحيد للعرب هو خلق كيان موحد قوي قادر على الدفاع عن مصالحه وحماية شعوبه وفرض شروطه على العالم.

السؤال الذي يبقى هل سيستمر العرب في العيش في الماضي أم أنهم سيستيقظون قبل فوات الأوان ؟

ولنا لقاء في سلسلة مقالات لاحقة تبدأ بالعنوان كيف نبدأ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :