facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك والدبلوماسية وحماية الأردن في لقاء ترامب


م. وائل سامي السماعين
13-02-2025 11:49 AM

في لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 في البيت الأبيض، قاد الملك عبد الله الثاني دبلوماسية متكاملة تعكس حكمة القيادة الأردنية، مستندًا إلى أنواع متعددة من الدبلوماسية المتعارف عليها في العلوم السياسية، لضمان حماية السيادة الوطنية، رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وتعزيز التضامن العربي.

1. الدبلوماسية الواقعية (Realpolitik Diplomacy) – مخاطبة واشنطن بلغة المصالح
أكد الملك عبد الله الثاني أهمية الحل العادل للقضية الفلسطينية، مستخدمًا نهجًا براغماتيًا يعتمد على المصالح المشتركة لضمان استقرار المنطقة، حيث قال:
"استقرار المنطقة يخدم مصالح الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة. أي حل غير عادل للقضية الفلسطينية سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار، مما ينعكس سلبًا على الأمن الإقليمي والدولي."
بهذه الرسالة، خاطب الملك الإدارة الأمريكية بلغة يفهمها صانعو القرار في واشنطن، مؤكدًا أن الاستقرار الإقليمي ليس فقط مصلحة عربية، بل هو أيضًا مصلحة أمريكية وعالمية.
2. الدبلوماسية التحالفية (Allied Diplomacy) – تعزيز الموقف العربي المشترك
حرص الملك على تأكيد أن الأردن لا يعمل منفردًا، بل ضمن محور عربي قوي، مشددًا على أهمية التنسيق مع الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة، حيث قال:
"هناك تنسيق مستمر مع أشقائنا في مصر والسعودية لوضع رؤية عربية مشتركة للتعامل مع التحديات الحالية، ونؤمن بأن الحلول يجب أن تكون عربية بالدرجة الأولى."
رسالة سياسية قوية بأن القرارات المتعلقة بفلسطين والمنطقة يجب أن تبقى بيد العرب، وليس مفروضة من الخارج، مما يعزز التضامن العربي ضد أي محاولات لفرض حلول غير عادلة.
3. الدبلوماسية الإنسانية (Humanitarian Diplomacy) – تقديم الدعم دون التفريط في الحقوق
عبر الملك عن التزام الأردن بدوره الإنساني تجاه الفلسطينيين، دون السماح باستغلال هذا الدور لأغراض سياسية، حيث قال:

"نحن نعمل على تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وقد قررنا استقبال 2000 طفل مريض من غزة للعلاج في مستشفياتنا، لأن هذا واجبنا الإنساني تجاه أشقائنا."
هذا الموقف يعكس النهج الأردني القائم على تقديم المساعدات الإنسانية دون القبول بأي تنازلات سياسية تمس حقوق الفلسطينيين، وهو ما يعزز صورة الأردن كدولة تدعم العدالة والإنسانية، دون أن تكون جزءًا من مشاريع مشبوهة.

بكل تأكيد نجح الملك عبد الله الثاني بامتياز في توظيف الدبلوماسية الأردنية المعروفة بحكمتها واعتدالها، لحماية المصالح الوطنية، ورفض التهجير القسري، وتعزيز التضامن العربي. من خلال مخاطبة واشنطن بلغة المصالح، ترسيخ الموقف العربي الموحد، والتأكيد على الالتزام الإنساني دون المساس بالحقوق الفلسطينية، استطاع أن يعزز مكانة الأردن كدولة مستقلة ذات موقف واضح وثابت، لا تتأثر بالضغوط الخارجية، ولا تسمح بأن تكون جزءًا من أي حلول غير عادلة وذلك ضمن الامكانيات المتاحة لديه.

waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :