نعم .... حقيقة الامر ان الملك عبد الله الثاني كان ولا يزال شجاعا قويا يستمد قوته من عقيدته المتجذرة في روحانية الايمان وتجسيد السلالة الهاشمية والتمسك بالمبادئ والمعتقدات العربية ولإسلامية والحقوق الراسخة لعقلانية الإنسانية والأخلاق الحميدة.

بهذه العبارات أوجز ما رائيته على ارض الواقع من خلال زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة الامريكية واللقاء الذي تحدث عن نفسه بالشجاعة والثقة العالية للملك عبد الله الثاني اثناء الحديث مع الرئيس ترامب بخطوات ثابته نلخصها بالتالي:

أولا: بمجرد سماع الملك عبد الله عن الخطة الامريكية التي تهدف الى تهجير الاشقاء الفلسطينيين من أراضيهم الى شتى بقاع الأرض بغض النظر عن الدولة المستهدفة للتهجير فقد قام مباشرة بالذهاب الى دولة أمريكا ومقابلة الرئيس الأمريكي ترامب الذي تحدث عن تهجير الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية المحتلة و من مبدأ الحرص على الهوية والقضية الفلسطينية التي يعتبرها جزءا لا يتجزأ من وصايا الهاشميين ابيه وجده بالمحافظة على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم التي قام المحتل بإخراجهم منها بالقوة والسلاح، قام الملك عبد الله الثاني بالمكابدة على نفسه برفقة ولي العهد رغم العناء وبعد المسافة بمقابلة الرئيس الأمريكي ترامب والوقوف بالبيت الأبيض على هذه التصريحات.

ثانيا: كانت اللقاء علنيا امام وسائل الاعلام والعالم اجمع أي ان الحديث كان بدون اية مجاملات او اية مقدمات او لقاءات غير معلنه او اتفاقيات سرية او غيرها ليذهب كما يدعي بعض المنظرين والسياسيين بانه ذاهب لإتمام صفقة تمحوا الهوية الفلسطينية التي هي أساس الوصايا الهاشمية بالحفاظ على القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.

ثالثا: رد جلالة الملك على حديث الرئيس الأمريكي ترامب الذي تحدث عن تخصيص جزء من الأراضي الأردنية او المصرية لإقامة مدن او قرى للذين اقترح تهجيرهم الى أراضي دول لا يملكها ولا يملك الحق بان يقيم منتجع سياحي لنفسه على هذه الأراضي بدون موافقة أصحاب الأرض وحق التصرف بها، متناسيا ان هذه الدول ذات سيادة وقانون بحجة انه سيقدم مساعدات بمبالغ مالية ليست ملكه وهي ملك الشعب الأمريكي الذي يرفض بالأساس قيام الظلم والتهجير والتطهير العرقي لكافة اشكال الإنسانية، وان هذه الأموال ليست من حق الرئيس ترامب وهو مؤتمن على هذه الأموال لإدارتها لصالح الشعب الأمريكي واي تصرف بهذه الأموال لغير مصلحة دولة أمريكا تعتبر تصرف غير مشروع وان مجلس الشيوخ الأمريكي سيقوم بعزل الرئيس في حال عدم الموافقة على مقترحات ترامب، قال الملك عبد الله الثاني للرئيس الأمريكي امام الاعلام ((مصلحة بلدي والأردنيين فوق كل اعتبار)) وأيضا تغريدته بعد اللقاء ((اعدت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وهذا الموقف العربي الموحد يجب ان تكون أولوية الجميع إعادة اعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع)) وبهذا التصريح الصريح للمك عبد الله يكون قد قابل الرئيس الأمريكي ترامب بكل صراحة ووضوح ((( لن نقبل بالتهجير مهما كان الثمن))) و تصريح الرئيس الأمريكي بعد مغادرة الملك للولايات المتحدة الامريكية بانه يعتذر بشكل غير مباشر للشعب الأردني وملك الأردن عن الحديث الذي دار بينهم ولم يتوقع ان يكون الرد داخل البيت الأبيض بهذه الجراء والقوة لدليل واضح على انه ملك شجاع وصاحب مبدا وقضية للأشقاء الفلسطينيين والأمة العربية والاسلامية.

رابعا: استقبال الشعب على جنبات الطريق من كل محافظات المملكة عند عودة الملك وولي العهد لدليل واضح ان الشعب يقف وراء قيادته الهاشمية الحكيمة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في الرد المباشر على مقترح الرئيس الأمريكي ترامب بكل حنكة سياسية عميقة رفض سياسة التهجير.

حما الله الأردن ارض وشعب وملك من كل مكروه ونقول لمولاي صاحب الجلالة وولي عهده الأمين امض في رعاية المولى ونقف خلفك في كل خطوة تجاه مصلحة هذا الوطن والاشقاء الفلسطينيين.