facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دبلوماسية الملك: رؤى واضحة وأهداف ثابتة


هزاع البراري
14-02-2025 07:05 PM

من يتابع دبلوماسية الملك عبد الله الثاني منذ خمسة وعشرين عاما والمنبثقة عن مواقف الأردن واضحة المعالم والمعبر عنها وعن نهجها داخليا وخارجيا في أوقات الهدوء وأوقات الشدة، سيجدها ثباتة الجذور، وتستند على رؤى شديدة الوضوح لا تقبل المساومة ولا الحيد عن الركائز الوطنية والمصالح الأردنية والعليا، والمرتبطة بجوهر الصراع الوجودي وهو القضية الفلسطينية، فاللاءات الأردنية معلنة ومعبر عنها قولا وفعلا وهو ما وضع الأردن دوما في مواجهات دبلوماسية وسياسية عاصفة، خبرناها وتمرسنا في التعامل معها، ولم تمر مرحلة من عمر الدولة الأردنية إلا وتنطح ثلة من المشككين والمستكثرين وهو سياق أيضا خبرناه وعانينا منه وليس ما يحدث اليوم ببعيد عن كل تلك السياقات الماضية والقريبة، لكن اللافت حقا أن الأردن بسياسته ونهجه الراسخ والواضح والذي يمثله الملك بمواقفه وجهوده محليا وعربيا ودوليا، تبقى هي القلعة الحصينة التي تتكسر على أسوارها كل الأجندات المشبوهة وغير الوطنية، والتي يدين كثير منها بولاءات خارجية معروفة المطامح والغايات.

لقد دفع الأردن عبر تاريخ الدولة الحديثة أثمانا مضاعفة لمواقفه ورفضه لمشاريع التصفية والتهجير، فحُصر سياسيا وحُرب اقتصاديا وتم التضييق عليه إقليميا، لكنه بقي متماسكا صلبا متراص الصفوف، ولم تفلح كل محاولات زعزعة اللحمة الوطنية، إذ سرعان ما يتعرى دعاة الفتنة وتفوح رائحة سمومهم، ولعل مرد هذه القوة الذاتية تنبع من صلابة موقف الملك وحضوره القوي في كل منعطف حرج، ووعي الأردنيين، وإدراكهم لما يحاك لوطنهم من مؤامرات ودسائس من عدو متربص يحاول دائما ترحيل مشاكله ومآزقه على حسابنا ويجد من يروج لذلك للأسف، متكئا على دولة عظمى كأمريكا تتبنى روايته وتدعم خططه في تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على كل أساسات قيام دولة فلسطينية متفق عليها عالميا، ومسكوت من وأدها قبل اكتمالها عالميا أيضا، ليبقى الأردن الصوت الأعلى والمستمر المنادي بحل الدولتين، والمنافح عن حق الفلسطنيين في وطنها وأرضهم ودولتهم، حتى ذهب البعض بوصف إصرار الملك على حل الدولتين بأنه الآن خارج السياق الواقعي وتغريد خارج السرب.

لقد أكد اللقاء الأخير مع الرئيس الأمريكي ترامب على هذه المنطلقات الملكية / الأردنية، وهي ذاتها منذ الخامس من حزيران 1967، لم تتغير من حيث الجوهر والمعتقد، ورغم أن اللقاء دبلوماسي / سياسي إلا أن الرئيس ترامب لم يكن هذا ولا ذاك، إذ يؤكد الملك عبد الله الثاني بأكثر من صيغة - بعيدا عن لغط الترجمة الفورية - رفض خطة ترامب نهائيا، وبحديثه عن الرد العربي وما لدى مصر من منظور حول غزة، مهد الطريق للخطة العربية المعبرة عن الموقف العربي، والتي سيعلن عنها في ختام القمة العربية أخر هذا الشهر، إذن وضع الملك الخطة العربية والتي أرى أنها تعتمد الركائز الأساسية للخطة المصرية، لتكون على الخط الساخب قبل الإعلان عنها، وهذا ذكاء يعطي الخطة العربية زخما عالميا وترقبا دوليا لها، ويعيد التضامن العربي إلى الواجهة من جديد بعد أن تلاشت ملامحه المؤثرة منذ الربيع العربي، هذا هو الملك عبد الثاني واضح الرؤى وثابت في أهدافه الوطنية والعربية الصادقة ويعرف كيف سيوس الأمور لصالح العرب والقضية الفلسطينية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :