العمل العربي المشترك .. السبيل الوحيد لمواجهة خطة ترامب
صالح الشرّاب العبادي
15-02-2025 11:15 AM
في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السياسية العربية، تتجه الأنظار نحو الاجتماعات العربية المرتقبة، والتي تهدف إلى صياغة موقف موحد لمواجهة التحديات المفروضة على القضية الفلسطينية، خاصة في ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تُجرى ترتيبات لعقد قمة خماسية في الرياض، تضم مصر، السعودية، الإمارات، الأردن، وقطر، لمناقشة كيفية التعامل مع خطة ترامب بشأن غزة ، من المتوقع أن تُعقد هذه القمة في 20 فبراير الجاري، قبل انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة في 27 فبراير، الى هنا التحضيرات وعقد المؤتمر الخماسي تجهيزا للقمة المرتقبة ، فالقرارات التي ستخرج من هذا المؤتمر يجب ان تكون غاية في الحزم وتكون قرارات استثنائية ليست معهودة أو روتينية او كما هي القرارت السابقة في القمم السابقة .. فليس لدى الدول العربية ترف الوقت او التفكير او المماحكات السياسية ، فالحدث مهم ، والتعامل مع هذا الحدث يجب ان يكون حازماً بدون تردد ..غير ذلك فالدول العربية ستكون امام شعوبها محرجة ، والدول العربية جميعها لا يستثنى منها دولة واحدة معنية بقرارات التهجير وملزمة بالرفض الجمعي الكلي ..
لذلك يجب ان لا تنأى اي دولة عربية بنفسها وتدعي وتقول انا والطوفان من بعدي ، فالطوفان إذا جاء لن يستثنى دولة دون اخرى فهذه الدولة المتطرفة والزمرة المتطرفة الاسرائيلية لا يؤمن جانبها ولا عهود معها فهي ناقضة العهود والمواثيق على مدى التاريخ .
في القمة العربية والاجتماع الخماسي الذي يسبقه يجب عدم تقديم المصالح القُطرِية على المصالح العربية المشتركة وأن ينظر لإسرائيل انها عدو للجميع بغض النظر عن اتفاقيات السلام او اتفاقيات أبراهام او غيرها من المصالح المشتركة بين بعض الدول العربية وإسرائيل حتى لو أدت هذه القرارات الجريئة الى تقويض العلاقات المصلحية مع إسرائيل ، حتى تعلم إسرائيل وامريكا ترامب من وراءها ان لا طائل من تلك التصريحات وهي مرفوضة جملة وتفصيلا..
تهدف هذه الاجتماعات إلى مناقشة الخطط المتاحة والنظر في آليات التعامل ومواجهة خطة الرئيس ترامب، والتوصل إلى رد موحد على هذه الخطة ورفض مخططات التهجير وتقديم الحلول بل فرض هذه الحلول والبدائل وأن تكون حلول لا تردد او تراخي وتطرح بشكل لا بديل عنها ..
تأتي هذه التحركات في وقت حرج، حيث تواجه الدول العربية تحديات كبيرة تتطلب تنسيقًا عالي المستوى، العمل الفردي لم يعد كافيًا لمواجهة القرارات الدولية المؤثرة على المنطقة، بل يتطلب الأمر تكاتفًا جماعيًا لاتخاذ مواقف حازمة وصارمة.
بدون عمل عربي حقيقي وجاد، لن يقتنع المجتمع الدولي بجدية الموقف العربي، مما قد يؤدي إلى استمرار السياسات التي تتعارض مع المصالح العربية، بل وتقوض كل المعارضة العالمية والاقليمية إلى تفسخ حيث في حالة حالة التناحر السياسي وفردية القرارات فأن حتماً ذلك سيؤدي الى التمادي من قبل إسرائيل والتعاطي مع قرارات وتصرفات ترامب متذرعة بحالة الدول العربية وهزالة القرارات والتي ستستغلها لمصالحها …
بالرغم من أن هذا العمل الجماعي قد يتطلب تقديم تنازلات أو تحمل تكاليف معينة، إلا أنه يمثل المفتاح لرفض كافة القرارات التي تمس الحقوق العربية. يجب المطالبة بالتعويضات وتحميل المسؤولية للدول التي شاركت في الأضرار التي لحقت بالدول العربية وكذلك الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ، وتحميل إسرائيل انها هي التي كانت وراء كل ذلك الدمار …
إن هذه الاجتماعات تمثل فرصة تاريخية للدول العربية لتوحيد صفوفها وتقديم رؤية مشتركة تعكس تطلعات شعوبها في تحقيق العدالة والسلام، هذه الشعوب التي تنتظر من قادتها قرارات استثنائية غير اعتيادية أو روتينية ..
إن المرحلة الحالية تتطلب من الدول العربية تجاوز خلافاتها وتوحيد جهودها لمواجهة التحديات المشتركة، العمل العربي المشترك ليس خيارًا، بل ضرورة ملحة لضمان حقوق ومصالح الأمة العربية في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة ، وفي ظل الصراع الدولي الاقتصادي والسياسي وبعد ان سمعت ورأت من تصريحات متطرفة ..
الدول العربية تمتلك من المقومات الاقتصادية والسياسية والحضارية والثقافية والمواقع الاستراتيجية التي تجعلها ذات قرارات نافذة للعالم والهيئات الدولية..