facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لقاء الملك وترامب .. المبادرة الجريئة بين الحكمة والدبلوماسية


أ.د. عبدالله العنبر
15-02-2025 02:58 PM

تُشكل القمة الأردنية الأمريكية بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي مواجهة حاسمة لتجاوز طروحات ترامب بطريقة مختلفة تقودها الحكمة التي يتمتع بها جلالته. ويؤلف طرح الملك صدمة فكرية للرئيس الأمريكي، فقد جعل المستوى الإنساني عنصراً مهيمناً ومفتاحاً من مفاتيح الحل، وتجلى هذا البعد الإنساني في فكرة مفادها استضافة ألفي طفل فلسطيني للعلاج في الأردن مما يؤنسن خطاب الرئيس الأمريكي ويروضه ويؤدي إلى قلب المعادلة التي يطرحها ترامب.

ويقدم جلالته في حواره مع الرئيس الأمريكي الثابت الأول النابع من مدونة الفكر الهاشمي ونصه أنّ "مصلحة الأردن فوق كل الاعتبارات" وكلمات هذه العبارة قلائد من نجوم فوق أعناق النشامى الذين ما لانت لهم قناة ولا انحنت لهم هامة، وعنوانهم تهون نفوسنا ولا يهون الوطن. وهذا الطرح ثابت من ثوابت خطاب الملك الذي يشكل صوت العقل والحكمة والاعتدال والدفاع عن حقوق الأمة في وجه التحديات التي تعصف بها.

ويضع حوار جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي الأمة أمام مسؤولياتها لتجاوز ما يعصف بها من تحديات، ويُظهر الموقف العربي الموحد صخرةً منيعةً في وجه التهجير والتوطين، ويصدر عن أرضية صلبة تواكب المستويين القومي والعالمي، ويبيّن أنّ الإجماع العربي عنصرٌ حاسمٌ في التصدي للتحديات، وأنّ التنسيق المصري الأردني في إعداد خطةٍ بديلة لطروحات ترامب والتشاور مع المملكة العربية السعودية يؤلف وعياً حاداً للمرحلة الحرجة التي تعيشها الأمة.

والملاحظ أنَّ غياب تنسيقٍ عربيٍ موحد يتيح لخطاب الآخر أنْ يهيمن على الإعلام العالمي مهمشاً الدور العربي ومُصادِراً حضوره؛ فالأمة العربية مطالبة بتقديم خطةٍ مغايرةٍ تتعالى على طروحات ترامب، وتقدّم الاستراتيجيات التي تُسقط أقنعة الآخر وتواكب التحديات للخروج من المأزق السياسي. ولا بد أنْ نشير إلى أنَّ الملك عبد الله الثاني وظف الإجماع العربي لإبلاغ ترامب رسالة واضحة المعالم مفادها مواجهة أي مشاريع تهدف إلى التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وشكّل هذا الموقف انتصاراً دبلوماسياً تعتز به الأمة.

وينهض جلالته بدورٍ ريادي تجسد بحمل العبء الأكبر من مسؤولية العمل العربي المشترك إذ يسعى لتوحيد جهود الأمة بطريقة جعلته المبادر الأول في تحقيق منجزٍ راسخ في سياق التضامن العربي. ويكتسب جلالته إعجاب قادة العالم فقد بسط خطابه نفوذاً على الساحتين العربية والعالمية؛ فالخطاب الأُردني تنتظمه سمات راسخة تشكل النسق الثابت الذي يصدر عنه، فالوحدة الوطنية والوحدة العربية والتضامن العربي وحق الشعوب في تقرير مصيرها والاحترام المتبادل بين الدول وحل الخلافات داخل البيت العربي والسلام العادل والشامل ثوابت ميّزت الخطاب الأردني بالمصداقية وعززت مكانته العالمية.

وهذا يظهر أن الخطاب الأردني قادرٌ على المبادرة في قيادة الأحداث السياسية على المستويات الإقليمية والعالمية، ويسهم في تشكيل القرار العربي بعزمٍ وفي اللحظة المناسبة. وصفوة القول أنّ تماسك الأُسرة الأردنية يشكل استراتيجيةً يترتب عليها استقرار الوطن في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، فتماسك هذه الأُسرة مرايا تُعبر عن صدق الولاء وتجليات الانتماء للدوحة الهاشمية التي تواصل المسيرة بغية سلام المنطقة وأمنها وتقدمها وسعادة أجيالها؛ فالأردن لم يكن إلا لأُمته ولن يكون إلا لها، والولاء للقيادة الهاشمية واجب مقدس لا يتقدم عليه أي ولاء، فالأردن القوي العزيز هو مصدر قوة لأُمته. وكما قال جلالة الملك عبد الله الثاني: ((الأردن القوي هو الأقدر على القيام بواجباته القومية، ولا تعارض بين أنْ تبني وطنك وأنْ تقف إلى جانب أشقائك)).

عاش الأُردن واحةَ أمنٍ واستقرار في ظل القيادة الهاشمية الظافرة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :