الأردن الحصن المنيع للقضية الفلسطينية: موقف ثابت ورفض قاطع للتهجير
عبدالله ابوعلي
15-02-2025 11:48 PM
لطالما كان الأردن في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية ثابتًا على مبادئه الراسخة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة فمنذ نكبة عام 1948 والأردن يشكل السند السياسي والإنساني للفلسطينيين رافضًا أي حلول تتعارض مع حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
موقف الأردن الراسخ من التهجير :
في خضم الأزمات المتعاقبة التي تحيط بالقضية الفلسطينية تبرز محاولات لفرض حلول قسرية ومنها فكرة تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر وهنا كان الموقف الأردني واضحًا وصارمًا: لا للتوطين، ولا للتهجير، ولا لأي حلّ يكون على حساب الأردن أو الهوية الفلسطينية.
فقد أكد الملك عبد الله الثاني، في أكثر من مناسبة أن الأردن لن يكون وطنًا بديلًا وأن أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية تحت أي مسمّى لن تجد قبولًا.
إن الرفض الأردني القاطع لهذه المخططات ينبع من قناعة وطنية وقومية إذ يرى الأردن أن أي تهجير قسري للفلسطينيين هو استمرار للمشروع الصهيوني الساعي إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها وفرض واقع جديد يتنافى مع القرارات الدولية والشرعية الأممية.
التنسيق الأردني-المصري والتضامن العربي :
إلى جانب الأردن، تقف مصر موقفًا مماثلًا إذ ترفض القاهرة بشكل قاطع أي مشاريع تهجير للفلسطينيين إلى أراضيها معتبرة أن ذلك يخدم الاحتلال الإسرائيلي ويقوض الحق الفلسطيني في العودة وقد شهدت الفترة الماضية تنسيقًا عالي المستوى بين الأردن ومصر تمثل في لقاءات ومواقف رسمية أكدت أن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الوصاية الهاشمية على المقدسات ودورها في حماية الهوية الفلسطينية :
يلعب الأردن دورًا محوريًا في حماية الهوية العربية والإسلامية للقدس من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وهو دور تاريخي تعزز مع مرور العقود خاصة مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى ومحاولات تهويد المدينة المقدسة ويشكل هذا الدور ركيزة أساسية في الدفاع عن القضية الفلسطينية حيث يعمل الأردن على منع أي إجراءات إسرائيلية تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.
الدعم الأردني المستمر لفلسطين :
إلى جانب المواقف السياسية الصلبة لم يتوانَ الأردن عن تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة فمن خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والهلال الأحمر الأردني تتدفق قوافل المساعدات بشكل مستمر تأكيدًا على أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف دبلوماسي بالنسبة للأردن بل قضية قومية وإنسانية تتصدر أولويات الدولة الأردنية.
إن موقف الأردن من القضية الفلسطينية لا تحكمه اعتبارات ظرفية أو حسابات سياسية متغيرة بل هو موقف مبدئي يرتكز على أسس راسخة من الحق والعدالة والدفاع عن الأشقاء الفلسطينيين ومع تزايد الضغوط الدولية والإقليمية يظل الأردن صخرة صلبة أمام أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير شعبها مجددًا العهد والتأكيد على أن فلسطين للفلسطينيين وأن الأردن للأردنيين وأن لا بديل عن حل عادل وشامل يعيد الحقوق إلى أصحابها الشرعيين.