البديل المطلوب لتجنب جحيم الحرب
ايهاب الدهيسات
16-02-2025 10:14 AM
يشير التاريخ إلى أن الأكثر تصريحا بالتهديد في الحرب هو الأكثر خسارة ، ولدينا أمثلة تبدأ بجمال عبد الناصر ولا تنتهي بصدام حسين.
لا يمكن لأي مبادرة أن تقنع الإدارة الأمريكية، أو تحقق الأمن الإقليمي، ما لم تتضمن تصورًا واقعيًا حول كيفية التعامل مع حماس مستقبلًا، سواء عبر تفكيك بنيتها العسكرية، أو إقصائها بالكامل من المشهد السياسي.
من بين التصريحات الأخيرة، كان السفير الإماراتي في الولايات المتحدة من القلائل الذين اقتربوا من جوهر الحل، لكن حديث العتيبي تعرّض للتأويل المغالط، لأن كثيرين لا يريدون مواجهة الحقيقة التي تتحدث عن عدم وجود أمن مستقبلي دون معالجة ملف حماس بشكل جذري.
من الناحية الواقعية، لم تعد حماس مجرد طرف في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، بل باتت منظمة مطلوبَة للعدالة الدولية، ومصنفة ككيان إرهابي في الولايات المتحدة وأوروبا، وهذا التصنيف لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة نهجها المسلح وتحالفاتها العابرة للحدود، التي وضعتها في دائرة الشبهات الدولية، ومع استمرار سيطرتها على غزة، ازدادت قناعات المجتمع الدولي بعدم وجود أي دولة يمكنها تأمين مستقبل حماس داخل النظام العالمي.
مع مرور الوقت بات واضحًا أن التحدي الحقيقي الذي يواجه المنطقة لا يكمن فقط في إنهاء الصراعات المسلحة، بل في اقتلاع جذور المشاريع الإقليمية التي تهدد الأمن الدولي، لم يعد الحديث عن حماس مجرد نقاش حول فصيل فلسطيني، بل أصبح جزءًا من معادلة أكبر تتعلق بمشروع إيران في المنطقة، وهو مشروع لا يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية بقدر ما يسعى إلى بسط نفوذه على حساب الدول العربية واستقرارها.
طرح البعض فكرة إعادة إعمار غزة كجزء من الحل، لكن أي خطة بديلة لا تتعامل مع مستقبل حماس بشكل واضح، ستظل ناقصة وغير قابلة للتنفيذ، فالمعادلة هنا ليست اقتصادية أو إنسانية فقط، بل هي معادلة أمنية وسياسية تستوجب إجابة شجاعة على سؤال مصيري: ما مصير حماس؟.
أي خطة عربية مستقبلية، إن لم تضع إنهاء حماس في صلبها، فلن تكون أكثر من إعادة إنتاج للأزمات، وتأجيل للحلول الحقيقية.