أمن المملكة الأردنية الهاشمية
د. بركات النمر العبادي
18-02-2025 06:01 PM
إن ما تعرض له جلالة الملك عشية إستقباله في البيت الابيض هو وولي عهده من بلطجة سياسية وتنمر بغيض بإستخدام جمل التمنن على الأردن و التهديد تارة أخرى ، لهو أمر يندى له جبين العالم بخاصه إنه صدر عن زعيم دولة كبرى في العالم الحر الامر الذي حتى لم يراعي فيه أصول الضيافة او الاعراف الدبلوماسية المعروفة و الذي كاد أن يؤدي الى إشعال الشرق الأوسط برمته ، لولا حنكة جلالة الملك وكياسته في التعامل مع هذا الموقف البغيض وخرج من اللقاء بدون خسائر لا بل خرج منتصراًعلى العنجهية و التصرف بدون كياسة من قبل ترامب العنجهي بموقف يسجله التاريخ لجلالة الملك و الاردن.
إن خطورة المساس بهيبة دولة عريقة وحاكم مشهود له كابر عن كابر مثل الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، إنه قد يدفع بشكل مباشر إلى إشعال فتيل النار و البارود في الشرق الاوسط ، وترامب كان يرمي من وراء ذلك الى الضغط على الملك وإنتزاع موافقته على القبول بالتهجير و تصفيت القضية برمتها أو ؟ ، فإن الأمر لم يعد مناورة سياسية ولكنه إثبات وجود من عدمه ، وإن ظهور الملك بهذه القمه قد زاد من شعبيته ، وفوت الفرصة على المزاودين ولم يعد هناك في قاموسنا بيع للقضية كما كان ترمى به المملكة ،و لكم كان مراً علينا ان نرمى بالتأمر عل عروبة فلسطين.
لقد خلف جلالة الملك وراءه تبعات المشهدية السوداوية الصادرة عن سيد البيت الأبيض ، و عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى عمّان يوم الخميس ، ليجد أمامه مشهدية الفرح و الحبور بعودة مليكهم وولي عهده المحبوبين ولسان حال الكثير من الأردنيين يقول إن ترامب أعلن الحرب علينا ولا نريد المساعدات الامريكية ، وتتواصل الخطابات الحادة ضد أمريكا والعلاقات معها ، وقد ظهرت تحت قبة البرلمان الأردني خطابات ساخنة ، تخللها طلب مباشر من رئيس مجلس النواب أن يكون هناك إستقبال شعبي حافل للملك بعد عودته من واشنطن ، كما كانت هناك مبادرات أطلقها أيضاً ناشطون إعلاميون ونواب وقادة في الحراكات الشعبية، تقول بضرورة إستقبال الملك استقبال يليق بسيد البلاد و مواقفه المشرفة ، وهذا بالفعل ما قام به الشعب الاردني بعموم مكوناتة من إستقبال لمليكه الذي تم الإلتفاف حوله وولي عهده الامين.
إن استقرار أمن المملكة الاردنية الهاشمية الداخلي و الخارجي يجب المحافظة عليه بالحديد و النار ، وإن ما حاول ترامب العبث به ، هو العبث بأمن الشرق الاوسط بشكل عام ، وان جميع اتفاقيات السلام المبرمة مع الكيان (وادي عربة و الاتفاقيات الابراهيمية ، وإتفاقيات أوسلو ،و السلام مع مصر،......الخ) سوف تكون مهددة بالزوال و ستشتعل المنطقة بجميع من فيها ، ونقول للرئيس ترامب انت يميني متطرف أكثر من اليمين الاسرائيلي نفسه ، و المطالبة وفرض تبعات الإسرائليين أنفسهم لم يطلبوه او سبق وان طالبوا به ، فأنت بذلك تنقل بندقيتك من كتف الى كتف وتصوبها على رأس الأردن و نسيت أو تناسيت ان دولتك هي الراعي للسلام و الضامن له ، و بالمقابل فإن الاسرائليين في معظمهم لا يحبذون النيل من الاردن او أمنه بالدرجة التي يسعى اليها ترامب بقصد أو بدون قصد وهم يتمسكون بمعاهدة السلام و المعاهداة المبرمة بين الطرفين ، و نحن نقول انه قبل إن يصيب النظام الاردني اي مكروه فان الشعب الامريكي لن يدعك تدمر دولتهم ، و ليكن معلوم ان الملك يقف خلفه الملايين من شعبه و الشعوب العربية و الاسلامية والأردن متين وعصي ، ونحن نعبد الله ولا نعبد عبد الله ، " قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ " التوبة 51
حمى الله الأردن من كل سوء وجميع الدول العربية و الإسلامية و الدول المحبة للسلام .