facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تشتروا منتجات جيوش الذباب الإلكتروني !


رنا حداد
19-02-2025 06:36 PM

كان لعائلة مزرعة واسعة، تربي فيها الخيول و المواشي وتنتج حقولها و بساتينها الخيرات ، وكان رب الاسرة يذهب في بداية كل اسبوع مع أولاده الكبار إلى السوق لبيع محاصيل المزرعة و جني المال وكانوا يتركون احد الابناء ليحرس المزرعة و البيت الذي تبقى فيه النساء.

وكان الشاب مدربا بإحتراف على إستخدام السلاح. وفي أحد الأيام بينما هو يجوب أرض المزرعة و يحمي حدودها مر به مجموعة من الرجال ليكلموه فأوقفهم بسلاحه على مسافة منه، فلاطفوه بكلام معسول و قالوا له بأنهم مسالمين و لا يريدون سوى الخير له، و لم يكن أولئك الرجال إلا عصابة متمرسة في النهب و السرقة و السطو. أروه ساعة يد فاخرة و جميلة، و أغروه وهم يزينون له سلعتهم.

أعجب الفتى بتلك الساعة و أبدى رغبته في إمتلاكها، وحين وثقت العصابة من تعلقه بالساعة و هو يسألهم عن ثمنها، قالوا له بأنهم يعرضون عليه مبادلتها ببندقيته. فكر الفتى قليلا وكاد يقبل لكنه تراجع ليقول لهم : انتظروني إلى يوم آخر.

انصرفت العصابة بعد أن فشلت في خداع الفتى. في المساء حين عاد أبوه و إخوته حكى لهم القصة، و راح يذكر لأبيه فخامة الساعة و جمالها. فقال له أبوه : «طيب أعطهم سلاحك و خذ الساعة، وحين يهاجمونك و يسرقون قطعان ماشيتك و ينهبون مزرعتك، و يغتصبون أمك وأخواتك، انظر في ساعتك الجميلة و قل لهم: وأنت تتباهى آه إنها تشير إلى كذا و كذا من الوقت».

فهم الابن القصة وزادته الحكمة منها تمسكا بسلاحه، ودفاعه عن ارضه امام كل عابر ، بل وأدرك أنه من الغباء الاندفاع وراء العواطف في كثير من الاحيان.

يحدث اليوم أن تعرض عليك جيوش الذباب الالكتروني، منتجات تظهر على السطح ، يخلفها ما يحدث على منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشبه، بعد كل منعطف ، سيلاً عارماً اجتاح مدينة، فجرف في طريقه أشياء قيمة جداً، وجرف القش والعلب الفارغة.

منتجات ومصطلحات قد تدغدغ عواطفك وتزغزغ نظرك ، مثل ساعة فاخرة ، بريقها احيانا يبعدك عن ان الحكمة تقتضي ألا نتفاعل مع كل ما نسمع، ونقرأ، وألا ننشره والا نعيد نشره ، فهذا موسم الأوهام والضلالات، وموسم لبيع منتجات جيوش الذباب الإلكتروني، وبندقيتك كوطن وكمواطن هي الوعي.

اكبر مشكلة يواجهها وطننا ، وحتى نعالج ، لابد ان نعترف بالمرض، هي اننا لا نجيد احترافية صناعة الوعي والتعامل معها، اذا توفر الوعي باكرا لن تجد من يستطيع تمرير ولا تطويع اي «ابن « او « بنت « من ابناء وطنا الا بما يخدم الصالح العام لوطنه.

لنعترف ايضا ان صناعة الوعي تحتاج اشخاص على قدر الكفاءة والمسؤولية ، حتى لا ندفع الثمن غاليا في بضاعة ومنتجات «فاسدة».

وقمة الوعي الا تغرك «المنتجات البراقة».





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :