facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جريمة السنديان


عمر الشوشان
20-02-2025 12:17 AM


في قلب محافظة عجلون، حيث تتألق الطبيعة بجمالها الأخاذ، وقعت جريمة بيئية مؤلمة تمثلت في إبادة طن ونصف من أشجار السنديان المعمرة في منطقة عرجان، إحدى أروع بقاع هذه المحافظة الخضراء. لم تكن هذه الأشجار مجرد كائنات صامتة، بل رمزاً للصمود والتاريخ، وجزءاً لا يتجزأ من هوية عجلون البيئية والثقافية. إن ما حدث ليس مجرد قطع للأشجار، بل اعتداء شامل على نظام بيئي متكامل، وحرمان للمجتمع المحلي من فرص اقتصادية واجتماعية وثقافية، وطعنة في قلب هوية عجلون الخضراء. وفي ظل تقلص مساحة الغابات الطبيعية في الأردن، حيث لم يتبق لدينا أقل من ١٪ من مساحة البلاد، يصبح تنفيذ العقوبات الرادعة أمراً ملحاً لوقف هذا النزيف البيئي.

أشجار السنديان، التي تحتاج عقوداً طويلة لتنمو، تشكل غابات كثيفة تؤوي تنوعاً بيولوجياً غنياً، من طيور وحيوانات صغيرة تعتمد عليها في بقائها. هذه الأشجار تحمي التربة من التعرية، وتساهم في تنظيم المناخ المحلي، وتوفر هواءً نقياً. إن إبادتها بهذا الحجم تهدد التوازن البيئي، وتفاقم أزمة الغابات التي تتآكل مساحتها يوماً بعد يوم، يجب أن تكون العقوبات صلبة وحاسمة لردع المعتدين وحماية ما تبقى من هذا الإرث الطبيعي الناقص.

من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، كانت هذه الأشجار مورداً حيوياً لأهالي عجلون. فالسنديان يوفر خدمات اقتصادية مستدامة، أهمها تعزيز السياحة البيئية التي تجذب الزوار وتنعش الاقتصاد المحلي. حرمان المنطقة من هذه الفرص يستوجب فرض عقوبات تتناسب مع الضرر الاقتصادي والاجتماعي الذي خلفته هذه الجريمة. إن تطبيق العقوبات الرادعة ليس مجرد إجراء قانوني، بل ضرورة لإرسال رسالة قوية بأن التعدي على البيئة جريمة لن تمر دون محاسبة صارمة.

ثقافياً، يجسد السنديان تراث عجلون وهويتها الخضراء التي يفخر بها أهلها. ومع تدني مساحة الغابات الطبيعية إلى أقل من ١٪ من مساحة البلاد، فإن استمرار هذه الاعتداءات دون عقوبات مشددة يهدد بطمس هذا الإرث. نحن مدعوون لتحرك عاجل يجمع بين إعادة زراعة ما أُبيد، وحماية المتبقي، مع تنفيذ عقوبات رادعة تكون درساً لكل من يفكر في المساس بثرواتنا الطبيعية. فهل سنترك السنديان ضحية الإهمال، أم سنجعل العقوبات الرادعة درعاً لحماية هويتنا ومستقبلنا؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :