facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استراتيجية التوازن


د. بركات النمر العبادي
20-02-2025 11:42 AM

الأردن كغيره من دول العالم المعاصر بحاجة إلى تنويع تحالفاته وعدم الاعتماد المفرط على حليف واحد، سواء كان هذا الحليف أميركا أو بريطانيا على سبيل المثال، فقد أصبح العالم مجنوناً ، و التمسك بحليف مثل الأمريكان كالمتمسك بعود قصب في تيار ماء شديد الجريان في عرض النهر لا تدري لعله يمسي ولا يصبح ، وقد عرف عن الأمريكان التخلي و بسهوله عن حلفائهم و الشواهد كثيرة على إمتداد الوطن العربي والعالم، كما أن حليف واحد يجعل الدولة عرضة للضغوط السياسية والاقتصادية ، و اذا كان البحث يدور حول العلاقة مع الأمريكان، فلا بد إذاً من تعزيز العلاقات مع أوروبا، خاصة وان الاتحاد الأوروبي ليس منسجماً تماماً مع سياسات أمريكا في الشرق الأوسط ، وأغلب الدول تدعم حل الدولتين وترفض التهجير القسري للفلسطينيين ، ويمكن للأردن تقوية علاقاته مع فرنسا وألمانيا على سبيل الاحتمال المدروس ، خاصة في الجانب الاقتصادي والسياسي ، لضمان دعم أوروبي قوي في حال تعرض لضغوط أمريكية، كما انه من المفيد الانفتاح على الصين وروسيا التي أصبحا لاعبين رئيسيين في الشرق الأوسط ، ويمكن للأردن أن يعزز تعاونه معهما ، خاصة في المجالات الاقتصادية مع الصين وعسكرياً مع روسيا، وذلك لتقليل الاعتماد على الغرب، لكن هذا يجب أن يكون بحذر، لأن العلاقة القوية مع هذه الدول قد تثير إستياء واشنطن.
الاردن يعي تماماً أهمية معرفة استخدام أسلوب "اللعب على التوازنات"، أي عدم الإرتماء في حضن طرف واحد ، بل التعامل مع الجميع بحذر وبما يخدم مصالحه ، وقد قالها جلالة الملك بوجه ترامب ان مصلحة شعب الاردن عند جلالة الملك مقدمة على الجميع، وهذا ما تفعله دول مثل تركيا ، التي تتعامل مع الغرب وروسيا والصين حسب مصلحتها، مستخدمتا (استراتيجية التوازن ) في تعملاتها مع الدول، واصبح واضحا بما لا يدع مجالا للشك ان الامريكان هم انفسهم الاسرائليين و ان هذا الحليف هو العدو الذي يريد الارض ولا يهتم لأرواح البشر، وبالاساس بنظرهم لا يوجد بشر الا اذا كان اسرائيلياً، ويتعاملون وفق التعاليم التوراتية المحرفة وان دولتهم قامت على اساس ديني وليس الا.

في ولاية ترامب الاولى في حينها كنت نائبا في المجلس الثامن عشر، في ذلك الوقت قام ترامب بإصدار مرسوم ونقل السفارة الامريكية الى القدس واعترف بحق اسرائيل على كامل القدس الشرقية وهدد بإنهاء الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية ، في وقتها قام عدد من النواب وقالوا ( باي باي وصاية هاشمية اردنية ) وقامت قائمة المجلس وحدثت ملاسنات بين النواب وقد اتيح لي الرد في حينها ومن جملة الرد طالبت الحكومة الاردنية بتغيير بوصلت التحالف الاردني نحو روسيا او الصين و منذ ذلك الحين بدات تتوضح الصورة مع الامريكان، اما عن النواب الناكرين للجميل فقد كان جوابي لهم (انتم مثل مربي ولد الوحش ) والاردن يعمل بشرف مع جميع العرب وغير مستغرب من الفئة الضالة و ما تفعله سواء بالتصريح او التلميح ولا يضر الملك مثل هذه المهاترات واللمز والغمز فإن جلالة الملك لا يعمل بالخفاء وهو واضح وضوح الشمس ونحن نقف خلف الملك بقضها وقضيدها وسلمها وحربها في جميع مواقفه، أما فيما يتعلق باستراتيجية التوازن فقد اصبح واضحا ضرورة ولزوم تقوية التحالف العربي، بعد ان سقط القناع عن دولة مثل دولة الاميركان ، و التي كان العرب يتباهون بالتحالف معها ، واليوم بدلًا من الاعتماد فقط على الغرب ، يمكن للأردن العمل على بناء تحالفات أقوى مع الدول العربية ، خاصة دول الخليج التي تملك نفوذًا اقتصاديًا كبيراً ، ويمكن أن يكون هناك تنسيق مشترك لحماية المصالح العربية ، بدلًا من انتظار قرارات غربية قد لا تكون في صالح المنطقة العربية برمتها .

حمى الله الأردن وسائر بلاد العرب والمسلمين..

* النائب السابق/ د. بركات النمر المهيرات العبادي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :