قمة الرياض الأخوية الخاصة: خطوة عربية حاسمة لمواجهة التهجير ودعم صمود الفلسطينيين
21-02-2025 12:24 AM
في ظل التصعيد السياسي والعسكري المتواصل في المنطقة، والتطورات الأخيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، خاصة في أعقاب التصريحات الأمريكية المثيرة للجدل حول تهجير الفلسطينيين من غزة، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، تُعقد قمة عربية استثنائية في الرياض يوم غدٍ الجمعة. هذه القمة، التي تُستضاف برعاية المملكة العربية السعودية، ستجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى الأردن ومصر، كمقدمة للقمة العربية الشاملة المزمع عقدها في القاهرة مطلع الشهر القادم.
أهمية القمة والتوقعات منها
تأتي قمة الرياض الأخوية الخاصة في لحظة تاريخية حرجة، حيث تواجه القضية الفلسطينية ضغوطًا غير مسبوقة تهدد وجود الشعب الفلسطيني على أرضه ، ومن المتوقع أن تركز القمة على عدة محاور رئيسية، أبرزها:
رفض التهجير القسري وحماية الحقوق الفلسطينية
ستناقش القمة الوضع الإقليمي بشكل عام، مع التركيز على محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، والتأكيد على حقهم الثابت في البقاء على أرضهم. سيتم التشديد على أن التهجير ليس حلًا، بل سيزيد من تعقيد الأزمة ويقوض أي جهود لتحقيق سلام عادل ، كما ستؤكد القمة على رفض نقل العبء الإنساني والسياسي وبالتالي الأمني إلى الدول العربية المجاورة، مع مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين.
إعادة إعمار غزة: تمكين الفلسطينيين وتعزيز الصمود
ستتناول القمة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي سيتم عرضها في قمة القاهرة المقبلة ، سيتم التركيز على تمكين الفلسطينيين من قيادة هذه الجهود، مع بحث سبل توفير الدعم المالي والفني لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار التي تعزز الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل للسكان، مما يعزز صمودهم على أرضهم دون الحاجة إلى اللجوء إلى التهجير ، كما سيتم بحث إنشاء صندوق عربي لدعم إعادة الإعمار، مع ضمان الشفافية والكفاءة في إدارة الموارد.
تعزيز الموقف الفلسطيني دوليًا
ستعمل الدول المشاركة على تنسيق جهودها الدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، والتصدي لأي محاولات لفرض حلول غير عادلة أو تصفية القضية الفلسطينية ، سيتم التركيز على تعزيز الاعتراف الدولي بحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة، كما ستسعى القمة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لدعم حقوق الفلسطينيين.
التنسيق الأمني والسياسي
ستناقش القمة سبل تعزيز التنسيق الأمني بين الدول العربية لمواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك التصدي للتدخلات الخارجية التي تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة ، كما سيتم بحث سبل تحقيق توافق فلسطيني داخلي حول إدارة قطاع غزة، بما يضمن وحدة الصف الفلسطيني ويمنع أي فراغ سياسي قد تستغله جهات خارجية.
التحضير للقمة العربية في القاهرة
تُعتبر قمة الرياض خطوة تمهيدية مهمة للقمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة مطلع الشهر القادم. ومن المتوقع أن تخرج قمة الرياض بتوصيات ومقترحات تُشكل أساسًا للمناقشات في القمة الموسعة في القاهرة، بهدف توحيد الموقف العربي وتعزيز التنسيق بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة ، كما ستسعى القمة إلى تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي لضمان تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
القرارات المحتملة
من المرجح أن تتضمن مخرجات القمة عدة قرارات مهمة، منها:
1. رفض التهجير القسري : إصدار قرار عربي موحد برفض التهجير القسري والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، مع مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين.
2. إنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار غزة: مناقشة إنشاء صندوق عربي لدعم إعادة إعمار غزة، وتوفير الدعم المالي والفني لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، مع ضمان الشفافية والكفاءة في إدارة الموارد.
3. تسهيل وصول المساعدات الإنسانية: اتخاذ إجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، مع التنسيق مع المنظمات الدولية لضمان توزيعها بشكل عادل وفعّال، خاصة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر والمعابر الأخرى.
4. تعزيز الوحدة الفلسطينية : العمل على تحقيق توافق فلسطيني داخلي حول إدارة قطاع غزة، بما يضمن وحدة الصف الفلسطيني ويمنع أي فراغ سياسي.
التحديات المستقبلية
من بين التحديات التي ستواجه القمة مسألة الحوكمة المؤقتة لقطاع غزة، سواء كانت عربية أو دولية، حتى يتم التوصل إلى مصالحة فلسطينية شاملة تشمل جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية، وفصائل المقاومة الأخرى.
موقف الدول العربية من حماس
فيما يتعلق بحركة حماس، فقد استبقت إسرائيل والولايات المتحدة الموقف من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بأنه لا يمكن التراجع عن قرارات ترامب أو قبول مخرجات القمة العربية الخاصة بالتهجير في ظل وجود حماس ، ومن المحتمل أن يكون هناك توجه عربي لدعم إعادة إعمار غزة بشرط عدم مشاركة حماس في إدارة القطاع، وذلك بهدف تعزيز وحدة الصف الفلسطيني تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية، وتفادي أي انقسامات قد تعيق تحقيق الاستقرار في القطاع أو تسهل التهجير. وقد أعلنت حماس أنها لن تكون جزءًا من المشهد السياسي لغزة، وهو ما يُعتبر خطوة استباقية لتسهيل المواقف العربية.
معضلة نزع سلاح حماس
إحدى المعضلات الكبرى التي ستواجه القمة هي مسألة نزع سلاح حماس. فإسرائيل أعلنت مرارًا وتكرارًا أنها لن تتراجع عن موقفها إلا في حال نزع أسلحة حماس وتفكيكها. وبالتالي، فإن القمتين (الخاصة في الرياض والعربية في القاهرة) ستواجهان تحديات كبيرة في ما يتعلق بالقرارات المتعلقة بهذا الشأن.
الأسئلة المطروحة
1. إدانة جرائم الاحتلال : هل سيتم الاتفاق على إصدار إدانة عربية قوية لجرائم الاحتلال، واعتبار ما تقوم به إسرائيل جريمة تاريخية تستحق العقاب أمام المحاكم الدولية؟
2. وقف التعاون الاقتصادي والتطبيع : هل ستشمل القرارات وقف جميع أشكال التعاون الاقتصادي ووقف التطبيع مع إسرائيل، مع التهديد بإلغاء اتفاقيات السلام إذا أصرت إسرائيل على موقفها من غزة والضفة الغربية؟
قمة الرياض تُعد خطوة حاسمة في مسار التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. من المتوقع أن تسفر القمة عن أرضية صلبة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لتهجيره أو تصفية قضيته ، كما ستشكل مخرجات هذه القمة أساسًا متينًا للقمة العربية الموسعة في القاهرة، والتي ستسعى إلى تعزيز الموقف العربي الموحد في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية وخاصة فيما يخص الشعب الفلسطيني وتهجيره .