facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




موقف الملك في البيت الابيض ونتائج القمة العربية


د. عدنان سعد الزعبي
21-02-2025 04:54 PM

لا شك أننا نعيش في مرحلة حساسة ذات انعطافات خطرة تتطلب الوعي الكامل والرؤى التي تقف لهذه المخاطر وقفة ثابتة تفوت على هذه المخاطر مخططاتها وتطلعاتها واطماعها وتصورتها اللامنتهية، فنحن في الأردن ندرك أن المخطط الاسرائيلي لا يقف عند أي بقعة من فلسطين لوحدها بل يمتد تطلعه إلى الكثير من مناطق في الشرق الأوسط وهذا الهدف هو مقصدهم الذي لا ينفكون يسعون اليه ويجاهدون من أجل تحقيقة , فلا اتفاقيات ولا مهادنات ولا علاقات يمكن أن تحد من تنفيذ هذا التطلع . فاذا كانت الآن غزة فالتالي الضفة وبعدها الأردن ولبنان فسوريا وهكذا حتى يصلوا الى مكة والمدينة كما عبرت عنه (جولدمائير ) بعيد حرب ال(67) عندما قالت في طبريا " إني اشتم رائحة أهلي في خيبر".

ما يجري اليوم هو حالة من الهيجان غير الأخلاقي الذي تقوم به إسرائيل بدعم لا منقطع من الولايات المتحدة الامريكية سواء ديمقراطيين كانوا أو جمهوريين ، فاذا كان الطوفان الذي يبديه ترامب عالي الموجه ، فهذا هو أسلوبه وطريقته في حين لم يكن بايدن بأقل سطوة عندما سير جسرا جويا وبحريا لإسرائيل وزوده بافتك الأسلحة وأعتى التسليح لقتل المدنيين وتدمير المباني والبنى التحتية.

تحاول أمريكيا اليوم أن تفرض أرادتها بالقوة والعنجهية ، فتطرح حلول وتقترح أمور لم ولن يقبلها ساسة أمريكيا انفسهم كونها غير عقلانية وتهدد السلام العالمي ، اليوم جاء تاجر لا يؤمن إلا بالربح ويحارب الخسارة فتراه يطرح مشروعاته السياسية كحلقات استثمار رابحة كريفيرا غزة ، والمعادن الثمينة في اكرانيا ضاربا بعرض الحائط علاقات أمريكيا التاريخية مع حلفائها في الشرق الأوسط واروبا .

الهيجان الأمريكي يحتاج إلى (تنفيس ) لأن الحرب وفق منطوقه خسارة للمصالح الامريكية ، وأن المليارات التي تنفق على أسرائيل لا تتماشى أيضا مع سياسة النعيم التي وعد ترامب ناخبيه مستقبلا ، فتراه الآن يبالغ في الفقاعات ، ليحصد أي منافع تمكنه من توفير الفرص للامريكان وتعزيز الاستثمار فيها وبالتالي مواجهة الصين وغيرها من اقتصاديات العالم كما وعد.

هذه النوعية من الزعماء يحتاج إلى المجاراه وعدم التحدي كما يعتقد بعض السياسيين ، فالقادة السياسيون في أمريكيا يعرفون أن ترامب يمسي بشيء ويصبح على شيء آخر ، ولهذا فسياسة المجاراه وسحب البساط مسألة في غاية الأهمية ، خاصة مع بدايات حكمه المتحمس الناقم على الديمقراطيين والعديد من الأجهزة ، اما ترون كيف يتوعد كل من وقف ضده في انتخابات عام 2020 .

أما على صعيد غزة ، فقد طرح ترامب أولا قضية التهجير لغايات الاعمار والعودة ، ثم حولها إلى التهجير الدائم ، ثم طرح امتلاك غزة والاستثمار فيها ، وكانت هذه الطروحات الثلاث خلال مدة لا تتجاوز ال36 ساعة ، إلا أنها لم تلق التأييد داخليا وعالميا غير نتنياهو المعزز والمشجع والمادح الدائم له خاصة وأن مثل هذه الطروحات تتوافق بالتمام والكمال بل واعظم مما كان يتطلع اليه نتنياهو . ولم تكن لدى الأجهزة العميقة في أمريكيا الشجاعة للجلوس معه واعلامه بخطورة ما يطرح في سويعات عهده ، خاصة وأنه أخاف الجميع عندما طرح الغاء وزارة التربية وال(us aid) والمساعدات الامريكية ، وإيقاف دعم الانورو، والمحكمة الجنائية الدولية ، ومنظمة الصحة العالمية ، وفرض الضرائب وغيرها وغيرها . وكان لا بد لشخصية مؤثرة في الشارع الأمريكي لها مصداقيتها أمريكيا واروبيا وعالميا ، تملك الشجاعة والرؤى السديده من أن تواجه ترامب وتطرح وجهة نظرها بكل وضوح ، فكان لقاء البيت الأبيض المشهود ، حيث عرض الملك وجهة النظر المبنية على الصواب والمنطق والأكثر قبولا وتطبيقا ودبلماسية , وشاهدنا غضب ترامب ورفع سقف مطالبه واسلوبه الذي خلا من الاداب والأعراف الدبلماسية . فكان على الملك أولا أن يواجه الرجل الذي رفض الكثير من الزعماء مقابلته هذا أولا ، وثانيا أن ينقل رسالة الأردن والفلسطينيين والعرب ، وثالثا : إيصال الرسالة التي تقول لترامب نحن غير موافقين على ما تطرح ، وهذا ضرب من الخيال بالنسبة للمقريبين من شخصية ترامب وسلوكه .

أسلوب ترامب دفع برئيس الكونغرس ووزير الخارجية وعدد من النواب ومراكز القوى الامريكية .للتواصل مع الملك مباشرة وشكره على دبلماسيته وشجاعته خاصة وأنها حاصرت خيارات ترامب باتجاه الموقف العربي الموحد الذي تقوده السعودية بالدرجة الأولى ومصر الصانع والمنفذ بالتنسيق مع الأردن وفلسطين.

وهنا نستذكر كاردنيين وعرب ومسلمين مواقف الملك مباشرة بعد 11 سيتمبر2001 عندما وقف العالم مع المخطط الاسرائيلي للإساءة للاسلام والمسلمين و تحقيق المخطط الاحتلالي، فكانت وقفته المشهورة في البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي والاتحاد الاروبي والأمم المتحدة يدافع عن الإسلام والمسلمين.

الملك كان واضحا امام الإدارة الامريكية التي أرادت خداع الاعلام ،وأرادت اسرائيل التلاعب بعلاقات الشعوب بحكامها وخاصة في الأردن والشرق الأوسط وحاولت ضرب الاسافين لإضعاف الجبهات الداخلية وخاصة الفلسطينية والاردنية والعربية ، فشاهدنا السطحيين وأصحاب الاجندات والابواق الفارغة يرددون ما تردد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ويحاولون زرع الفتنة بين التحالف الأردني الفلسطيني ونزع الثقة بين النظام الأردن وشعبه ، فكان التوضيح الأمريكي ومن البيت الأبيض وكان الاعتذار من كبريات محطات الاعلام العالمية، اضافة الى الموقف السعودي المصري المشرف .

هذا الموقف العربي الذي سيتم تأكيده في القمة القادمة كبح جماح الهيجان غير العقلاني لادارة ترمب وتراجعها ، فمن حرق غزة ، وتسليم كل الرهائن ، سارت الأمور كما كانت الاتفاقيات والمعاهدات بكل حذافيرها وبدأ المجتمع العالمي والإسرائيلي بالذات يدرك بأن الاعتماد على ترامب و تصديق ما يقوله نتنياهو مسألة في غاية الخطورة وسيوقع اسرائيل في كارثة قادمة . وهذه نتائج تسليم جثث المجندة وأبنائها التي قتلهم الاسرائيلون أنفسهم أثار سخط كل الاسرائليين من نتائج الحرب الشخصية
تطورات سريعة ومتغيرات تظهر وسنجد أن الخطة العربية ستكون هي الأساس في اعمار غزة ، لان ترامب يعتمد على السعودية في تحمل ذلك وبنفس الوقت يريد موقف السعودية في مباحثات اكرانيا فهي بالنسبة له أولوية تتقدم على قضية غزة .

الأيام القادمة مليئة بالاحداث ، وما علينا كأردنيين إلا أن نكون دائما على ثقة بنظامنا السياسي ودبلماسيتنا التي لم ولن تخرج عن المصلحة الأردنية أولا والفلسطينية والعربية على حد سواء ، وهذه الثقة يجب أن تنبع من تجاربنا التاريخية وموقف الاسرة الهاشمية من هذه المصالح الثلاث .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :