خلوة اكاديمية تستشرف المستقبل
د. محمد القضاة
23-02-2025 09:10 AM
تقود الجامعة الأردنية ثورة اكاديمية بيضاء منذ خلوة العقبة الأولى عام 2021 إلى خلوتها الرابعة التي عقدتها في الأسبوع الفائت، وهدفها قلب السكون ونشر الوعي بأهمية العمل الأكاديمي الخلاّق الذي يعيد للأكاديميا هيبتها وحضورها وألقها، وها هي الجامعة الأردنية تقدم نماذج تُحتذى في التّخطيط والإدارة، وتسعى إلى مراجعة إنجازاتها واستشراف مُستقبَلِها، ومواجهة التحدّيات العالمية في مجال التعليم العالي، وقد جاءت الخلوة الأكاديمية الموسّعة التي دعا إليها معالي الأستاذ الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الأردنية في العقبة انسجاماً مع سعي الجامعة الدؤوب للاستجابة لما تفرضه الظروف الراهنة من شروط وتحديات تتطلب من مؤسسات الدولة كلّها استنفار الجهود لتحقيق التّميّز ومواكبة التطورات العالمية.
لقد سعت خلوة العقبة التي شارك فيها رئيس الجامعة ونوابه والعمداء ومدراء الوحدات الإدارية لمناقشة مجموعة من المشاريع والمبادرات والرؤى ضمن باقة من المحاور التي جرى العمل عليها لأعوام، فقد التقى رئيس الجامعة ومجلس العمداء بأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في فرع العقبة واستمع إليهم وسلّط الضوء معهم على أهمية العمل على تطوير مهارات الطالب الجامعي الشخصية والإبداعية والتكنولوجية من خلال التحرر من أساليب التدريس والتقييم القديمة والتقليدية وبناء بيئة جامعية تحتضن التنمية وتعزز دور المؤسسات التعليمية.
والحق أن من يطلع على أطروحات الخلوة ومبادراتها والمشاريع التي نوقشت فيها والرؤى والأفكار التي عرضت فيها يدرك أن الجامعة الأردنية تتقدّم الرّكب، وتحدث ثورة أكاديمية حقيقية في خططها وأساليبها وتفكيرها وبنيتها العلمية والبحثية واستقطاب الأساتذة في مختلف المجالات العلمية والايفاد الى ارقى الجامعات العالمية، فضلا عن البنية التحتية التي تتمثل في القاعات الذكية والتشاركية والمختبرات والمدرجات، وتسير في الطليعة للنهوض بالتعليم العالي في الأردن، وإحداث نقلة نوعيّة على مستوى الطالب والمنهاج والأستاذ، وجدّد رئيس الجامعة الخطاب حول أهمية السعي نحو تقدم الجامعة في التصنيفات العالمية والحفاظ على إنجازات الجامعة محلياً وعالمياً من خلال مناقشة الرؤية المستقبلية للجامعة، وتداول مشروع الجامعة الأردنية لتطوير المهارات اللغوية والمهارات الناعمة، ومناقشة تهيئة الطلبة لسوق العمل، ومراجعة الإنجاز وفرص التحسين. بالإضافة إلى توعية الأساتذة بإدارة المخاطر ومواجهة التحديات وواقع البنى التحتية في الجامعة وإجراء تحديث المباني، وليس من نافلة القول الإشارة إلى أن حرص الجامعة على إحداث تغيير نوعي جذري ليس مجرد حديث مجالس؛ ولكنه عمل جادّ تشهد عليه تصنيفات الجامعة التي تسير بارتفاع مطّرد، ويؤكده حصولها على جائزة جلالة الملك عبدالله الثاني للتميّز، وسعيها نحو الأفضل فالأفضل دائماً.
واقول بما قاله رئيس الجامعة اتمنى ان تكون خلوة العقبة قوة دافعة لجامعتنا التي تقودونها انتم، ادخلوا إلى غرف الدرس وتحدثوا مع طلبتكم وعلموهم كيف يفكرون، وكيف يحققون اهدافهم للوصول بهم إلى مستويات متقدمة في تخصصاتهم، كونوا القوة المؤثرة في طلابكم ولتتفجر القوة الكامنة فيهم، ليصنعوا مستقبلا مشرقا لهذه الامة، ولكي نحافظ على الاجيال القادمة وأطفال الامة ونقيهم شرور الأعداء، علموهم الثقة بالنفس واصول الحوار دون خوف او وجل، كي يكون لديهم القدرة على التحليل والتفكير النقدي والإبداعي وتبني وجهات نظر علمية ومنطقية وعمليّة للوصول إلى إطلاق المبادرات التي تحدث التغيير في مستقبلهم الأمثل الذي يطمحون فيه.
mohamadq2002@yahoo.com