facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السلام رهينة الأحزاب الدينية الفلسطينية والإسرائيلية


م. وائل سامي السماعين
23-02-2025 07:54 PM

تُشكّل الأحزاب الدينية المتطرفة، سواء في الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني، عقبة رئيسية أمام تحقيق السلام، حيث تستند مواقفها إلى قناعات أيديولوجية راسخة ترى في أي تسوية تنازلاً غير مقبول عن "حقوق مقدسة". ويمكن تلخيص دوافع كل طرف على النحو التالي:

أولًا: الدوافع لدى الأحزاب الدينية الإسرائيلية


تتمسك الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، مثل حزب شاس، يهدوت هتوراه، وحزب الصهيونية الدينية، بعقيدة ترى أن فلسطين بالكامل هي "أرض الميعاد" التي منحها الله لبني إسرائيل، وبالتالي لا يجوز، بأي حال من الأحوال، التنازل عن أي جزء منها , حيث تعتبر هذه الأحزاب أن إقامة دولة فلسطينية على أي جزء مما يسمونه "أرض إسرائيل الكبرى" يُشكّل تهديدًا دينيًا وسياسيًا للهوية اليهودية للدولة، وتعارض بشكل قاطع أي انسحاب من المستوطنات أو الأراضي المحتلة.

ومن منظور تلك التيارات الدينية المتشددة، مثل الحريديم والمستوطنين المتطرفين، إلى الفلسطينيين على أنهم دخلاء لا يمتلكون أي حق في الأرض، وبالتالي فإن أي مفاوضات معهم تُعتبر لاغية من منظور ديني. وتلعب هذه الأحزاب دورًا محوريًا في رسم سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، حيث تتحالف مع قوى اليمين القومي (مثل حزب الليكود) لضمان عدم تقديم أي تنازلات في المفاوضات.

وقد بلغ تطرف هذه الأحزاب حد اللجوء إلى العنف السياسي لمنع أي اتفاق سلام، كما حدث في اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين عام 1995 على يد متطرف يهودي، بعد توقيعه اتفاق أوسلو، والذي اعتبره التيار الديني الصهيوني "خيانة" لقضية الاستيطان.

ثانيًا: الدوافع لدى الأحزاب الدينية الفلسطينية

على الجانب الفلسطيني، تتبنى الحركات الإسلامية المتشددة، مثل حركة حماس، حركة الجهاد الإسلامي، وبعض فصائل الإخوان المسلمين، موقفًا عقائديًا يرى أن فلسطين أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن أي جزء منها تحت أي ظرف. وتنظر هذه الحركات إلى إسرائيل على أنها كيان استعماري غير شرعي، وترى في أي اتفاقية سلام اعترافًا غير مقبول بهذا الكيان.و تستند هذه الجماعات إلى فتاوى دينية تُحرّم التنازل عن أي شبر من فلسطين، معتبرة ذلك "خيانة شرعية". ولهذا تؤمن هذه الحركات بأن القوة والكفاح المسلح هما الطريق الوحيد لتحرير فلسطين بالكامل، وترفض الحلول السلمية باعتبارها "استسلامًا" يُكرّس الاحتلال.

وكما قامت الأحزاب الدينية الإسرائيلية باغتيال رابين لمنع التسوية، ردت الحركات الإسلامية المتشددة بتصعيد عملياتها المسلحة عقب اتفاق أوسلو، باعتباره خيانة وطنية ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

في ظل هذا التشدد الأيديولوجي، تظل أي فرصة لتحقيق السلام رهينة للصراعات العقائدية العميقة بين هذه الأحزاب. فالإسرائيليون المتطرفون يرون أن التفاوض يعني التخلي عن أرض "مقدسة"، والفلسطينيون المتشددون يعتبرون السلام اعترافًا غير مقبول بإسرائيل والتفريط في أرض إسلامية. ونتيجة لذلك، فإن كل طرف يستخدم أساليب مختلفة لعرقلة أي جهود دبلوماسية، مما يجعل السلام في المنطقة هدفًا بعيد المنال، محكومًا بمواقف دينية لا تقبل المساومة أو التنازل.

فهل يمكن للحركات اليسارية او العلمانية او المنظمات الانسانية ان تكون البديل المقبول لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :