تنظر الولايات المتحدة لحلفائها كما لو كانوا مشاريعها، وبالرغم من أن الجميع يمثل أبناءها إلا أن البعض يحظى بمعاملة خاصة، حيث يُنظر إليه على أنه مجتهد ومبدع ويتماشى مع التوجهات الليبرالية، وبعضهم أصحاب ثروة (مرزوقين) وتحبهم امريكا أكثر من غيرهم، في حين يُنظر إلى آخرين كمصدر للمتاعب، ابن عاق متهم بعدم الوفاء، فبعدما علمته وسلحته وتلقى الدعم على مدى عقود تجده يشتم ويلعن بكل جحود.
بعض أبناء الأب سام يمثلون القوة العسكرية ، بينما ترى في الآخرين واجهة سياسية، ويثير هذا التنوع تساؤلات حول مدى التنسيق الاستخباراتي الذي يجمع بين هذه الأدوار المختلفة، والتي من المفترض أن تصب جميعها في خانة المصالح الأمريكية.
هناك من الأبناء من يجد نفسه في مواجهات مسلحة متكررة، تحاول الولايات المتحدة باستمرار التنصل من نسبه، ولا تكتفي بإعلان التبرأ منه، بل تعرض مكافأة لمن يقتله، أو حتى يدلي بمعلومات حول مكان تواجده.
هذا الإبن يطلق عليه الغرب مصطلح "الباسترد" ويقابله في اللغة العربية (ابن الحرام)، وهذا الباسترد هو ابن تم انجابه خارج الشرعية الدولية، عادة ينتج من تزواج السلطة مع الديمقراطيين الذين يعارضون سياسة الإجهاض، فيتم تلقف الإرهابي ورعايته على عكس سياسية بعض المحافظين بوجوب التخلص منه.
ما يحدث هنا ليس جديدًا؛ فالـ CIA لديها تاريخ طويل في التعامل مع شخصيات مختلفة ظاهريًا لتحقيق أهدافها، يشبه هذا الواقع لعبة التوازن الاستراتيجي، حيث يتم الجمع بين الدبلوماسية والعمل العسكري، وأحيانًا يتم دعم فصائل مسلحة ضمن رؤية معينة لإعادة تشكيل المشهد السياسي.
خلال هذا الصراع المستمر، قد تتغير مواقف الأطراف، وقد يجد البعض نفسه أقرب إلى واشنطن بعد فترة من التباعد، أو يتحول إلى لاعب جديد يفرض معادلات غير متوقعة، هذه الديناميكية تخلق تحولات مستمرة في طبيعة العلاقات والمواقف داخل المشهد السياسي الدولي، وقد يصبح الإرهابي "ابن غير شرعي"، ليكمل حضوره مشهد الجليد والنار، عندما يوفق الأب سام بين الإرهاب والاعتدال ويضم الباستر ابن الباستر إلى العائلة.
بحسب قناة العربية فالولايات المتحدة تشهد حالياً مجزرة تسريح لضباط جهاز السي اي ايه لم يشهدها التاريخ منذ عهد جيمي كارتر ، وهو ما يؤكد بأن الأب سام يتغير كل أربع سنوات، ومعه تتغير أولوياته.
الإدارة الحالية في واشنطن تنظر إلى المنطقة بزاوية مختلفة، وتسعى إلى تحقيق استقرار يشمل جميع الأطراف، بحيث يشعر الجميع بأنهم شركاء حقيقيون في مستقبل أكثر سلامًا، الأب الحالي يرى أن دماء جميع أبناءه حرام، ربما لا يسعى لإجهاض أي من أبنائه ، ولكنه عازم على إجهاض كل مشاريع الإرهاب من خلال إجهاض شهوة العلاقات الغير شرعية وما انتجته من عنف وقتل واغتصاب من خلال إعادة هيكلة وتشكيل جهاز السي اي ايه.