القبائل والعشائر الأردنية: الدعامة الأساسية للوطن والقيادة الهاشمية
صالح الشرّاب العبادي
26-02-2025 12:02 AM
تشكل القبائل والعشائر الأردنية عنصرًا جوهريًا في نسيج الدولة الأردنية، حيث تُعتبر مكونًا سياسيًا واجتماعيًا بارزًا ساهم بشكل كبير في تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية ودعم استقرارها على مر العقود، لقد لعبت هذه القبائل دورًا محوريًا في تعزيز التلاحم الوطني، من خلال ولائها وانتمائها للقيادة الهاشمية، كما كان لها دور بارز في دعم القضية الفلسطينية وتقديم التضحيات الجسام لمساندة الشعب الفلسطيني، خاصة بعد الهجرات المتتالية التي شهدها الأردن.
منذ تأسيس الإمارة الأردنية عام 1921، برزت القبائل الأردنية كرمز للوفاء للأرض والقيادة، حيث وقفت إلى جانب الملك المؤسس عبد الله الأول وساهمت في حماية الدولة الناشئة ، وقد استمر هذا الولاء مع تعاقب الملوك الهاشميين، حيث كانت القبائل والعشائر تشكل العمود الفقري للجيش والأجهزة الأمنية التي بنت نواتها ودربت مرتباتها حتى اصبح الجيش والأجهزة الأمنية في مصاف قوات العالم حرفية وتميز ، كما أسهمت في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، هذا الولاء لم يقتصر على الدعم الداخلي فحسب، بل امتد ليشمل دعم القضايا العربية في الاقليم ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
منذ تأسيس الدولة الأردنية، كانت القبائل والعشائر داعمًا رئيسيًا للقيادة الهاشمية، حيث شكلت حاضنة شعبية قوية للنظام وساهمت في ترسيخ شرعية الحكم الهاشمي ، وكان أبناء العشائر دائمًا في مقدمة الصفوف عند الحاجة، سواء في الدفاع عن الوطن أو في المشاركة في بناء مؤسساته ، كما لم تتردد القبائل الأردنية في دعم السياسات الوطنية التي تعزز قوة الدولة وتماسكها، وكانت دائمًا الدرع الواقي أمام التحديات الداخلية والخارجية.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقفت العشائر الأردنية إلى جانب القيادة الهاشمية في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وساهمت في تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ، كما شارك أبناء العشائر في المعارك الدفاعية عن فلسطين، وكانوا في مقدمة الصفوف التي قاتلت ضد اليهود المحتلين في حرب 1948 وحرب 1967، وحرب الكرامة 1968، حيث قدموا تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن الأرض والإنسان.
منذ البداية، كانت العشائر الأردنية ركنًا أساسيًا في استقرار البلاد، حيث ساهمت في بناء مؤسسات الدولة ومراحل ازدهاره وخطوات تطوره ، وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال قيم التضامن والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع .
مع قدوم اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن، لعبت العشائر دورًا محوريًا في استقبالهم ودمجهم في المجتمع الأردني. فقد شاركت العشائر الفلسطينيين في الأرض والسكن والعمل، وساهمت في تخفيف معاناتهم، مما يعكس روح التضامن والإخاء التي تميز بها المجتمع الأردني.
كما لعبت العشائر دورًا مهمًا في حل النزاعات وترسيخ قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الأردنيين والفلسطينيين وفيما بينهم ونبذ كل أنواع الفرقة والعنصرية ، مما جعل المجتمع الأردني متماسكًا رغم التحديات الكبيرة التي واجهها ، هذا التماسك الاجتماعي كان عاملًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار الوطني ومواجهة التحديات الإقليمية.
رغم التحديات التي واجهها الأردن، سواء كانت محاولات بث الفتن وزعزعة الاستقرار أو الأزمات الإقليمية، ظلت العلاقة بين القبائل والنظام قوية ومتينة، قائمة على أسس الولاء والانتماء المشترك ، وعلى مدار العقود، شكلت العشائر الأردنية حصنًا منيعًا أمام الفتن ، وكانت دائمًا في طليعة المدافعين عن وحدة الدولة وأمنها واستقرارها ، رافضه كل الإملاءات الخارجية التي يحاول البعض التعامل والتعاطي معها ضد مصلحة الوطن والشعب على حد سواء وبالتالي ضد النظام السياسي الأردني.
العشائر الأردنية داعمًا رئيسيًا للقضية الفلسطينية، حيث وقفت ضد أي محاولات لتهميش القضية أو التقليل من أهميتها، وساهمت في تعزيز الرواية الفلسطينية عربيًا ودوليًا ، هذا الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية يعكس التزام العشائر الأردنية بالمبادئ الوطنية والقومية التي تقوم عليها الدولة الأردنية وتستلهم معانيها من قيادتها الحكيمة.
القبائل والعشائر الأردنية لم تكن مجرد مكون اجتماعي، بل كانت وستظل العمود الفقري للأردن، حيث أسهمت في تأسيس الدولة وبنائها، فكانت وستبقى داعمًا رئيسيًا للقيادة الهاشمية في مختلف الظروف ، كما لعبت دورًا بارزًا في دعم القضية الفلسطينية، حيث قدمت التضحيات الجسام واستقبلت اللاجئين الفلسطينيين بكل ترحاب كما استقبلت غيرهم من مهجري دول الاقليم الذين ما وجدوا حين ادلهمت بهم الخطب إلا الأردن وشعبه وقيادته ملاذاً لهم ، هذه العلاقة المتينة، القائمة على الثقة والولاء والانتماء، جعلت من الأردن نموذجًا فريدًا في المنطقة، قادرًا على تجاوز الأزمات والتحديات، بفضل وحدة شعبه وولاء قبائله وعشائره لقيادته الحكيمة الفريده ..