facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشرع ضيفا على الأردن والملك


د.حسام العتوم
26-02-2025 11:52 AM

لقد التقط الأردن – المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله إشارة التغيير السياسي ، و الجيوسياسي ، و الجيوبولوتكي في الجوار الأردني في الشمال داخل اطار الدولة و الأراضي السورية ، بعد اندلاع الثورة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام السنية التي تقدمها الثائر من أجل سورية الجديدة أحمد الشرع الجولاني ، و سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بتاريخ 8 كانون الأول 2024 ، وكامل نظام الأسد منذ عام 1970 و ليس منذ عام 2000 فقط ،و الذي تبين لاحقا بأنها ثورة امتد كفاحها 13 عاما ، و بالنسبة للشرع منذ أن كان عمره 19 عاما ، ولتحقيق هدفه بعيد المدى ارتحل من أفغانستان إلى العراق ، وزج به في سجون ( ابو غريب ، و بوكا ، و كوبر ، و التاجي ) إلى أن أفرج عنه صدفة كما يقول قبل الثورة السورية بيومين ،و ربما كانت هناك أيدي خفية تشبه الولايات المتحدة الأمريكية وراء ذلك .

ووجه جلالة الملك عبد الله الثاني أن يلتقي وزير الخارجية و شؤون المغتربين السيد أيمن الصفدي الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بتاريخ 23 / كانون الأول / 2024 ، الذي أوضح حينها بأنه رئيسا مؤقتا لسوريا لحين إصدار دستور سوري جديد ، و اجراء انتخابات رئاسية سورية جدية خلال الشهورالقليلة المقبلة ، و التحول بالكامل من الثورة إلى الحالة و الحياة المدنية ، و الغاء دستور عام 2012 ،و الشروع بحل الجيش السوري و الأجهزة الأمنية ، و كافة الفصائل الثورية ، و تحرير السجون السورية و في صدارتها سجن " صيدنايا " المرعب في دمشق. وزيارة الشرع للأردن هي الأولى لرئيس سوري منذ عام 2009 ، و مرحب بها . و يرتبط الأردن بسوريا الشقيقة ب 375 كيلومترا ،و يحيوي داخل أراضيه 1،2 مليون لاجيء سوري شقيق ،ومعظمهم ينتظرون تعافي البنية التحتية السورية للعودة طوعا ، و يمتلك ملفا لمياه سد الوحدة وحصة الأردن فيه البالغة 30 مليون متر مكعب لأغراض الزراعة و50 مليون متر مكعب للعاصمة عمان ، وهو معني بضبط حدوده مع سوريا من جهة الشمال و التصدي لتجار المخدرات ، و تكنولوجيا المسيرات ذات العلاقة .

لا علاقة شخصية للشرع بالراديكالية المتطرفة كما يشاع ، و سبق لتنظيمه - هيئة تحرير الشام- أن انفك عن القاعدة و إلى الأبد عام 2017 ،و توجه جذري لنظام سوريا الجديد صوب الحياة المدنية الديمقراطية التي تستوعب كافة الجهات السياسية الموالاة و المعارضة . وهي أي سوريا ماضية لبناء علاقات دافئة متوازنة مع كافة الدول العربية و الإقليمية و الدولية ، و ترفع سوريا – الشرع شعار الداخل السوري أولا ،و لكي يلاحظ المواطن السوري الفرق . و يصرح الشرع بأن بلاده سوريا منهكة من الحروب و تحتاج إلى التنمية و القوة ، و يشير إلى أن سوريا لا تشكل تهديدا لأي دولة في العالم في إشارة لإسرائيل تحديدا . و يؤكد ذات الوقت أنه سيواجه إسرائيل بالضغط الدولي وعبر الأمم المتحدة . ويدعو لإلغاء العقوبات على سوريا التي كانت تستهدف النظام السابق ، و بأنه لا يجوز معاملة الضحية ( الشعب ) و الظالم ( النظام السابق ) بنفس الدرجة .

ما يهمنا أردنيا هو معالجة الملفات الأردنية – السورية العالقة والتي في مقدمتها أمن الحدود ، و المياه ، و اللاجئين ، و تنشيط حجم التبادل التجاري البالغ عام 2024 أكثر من ( 108 ) ملايين دولار ، و الاستفادة من علاقات الأردن الخارجية مع دول العالم مثل الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية ، و المحافظة على علاقة مستقرة مع روسيا الاتحادية ، وعلاقة مقبولة ومحدودة مع إيران لا تشبه العلاقة السورية – الإيرانية السابقة التي شكلت تهديدا واضحا لأمن سوريا من قبل إسرائيل التي تصطاد في الماء العكر . و الاستفادة من الخبرات العسكرية و الأمنية الأردنية ، و رفع العلاقات الأردنية – السورية الدبلوماسية إلى رتبة سفير. و علاقة أردنية – سورية – عراقية – لبنانية – فلسطينية ركيزة لتمتين العلاقات مع الدول العربية في الخليج ، و في شمال ووسط أفريقيا .

تؤمن سوريا الجديدة بالقانون الدولي ، و بالسلم المجتمعي ، و إسرائيل مطالبة بمغادرة الأراضي السورية التي اجتاحتها حديثا بعد انتصار الثورة السورية ، و مطالبة أيضا بالبحث عن سلام مع سوريا يعيد لها جولانها – الهضبة العربية السورية ، و سلام شامل سبق لقمة العرب في بيروت عام 2002 أن طرحته ، وعبر تصريح للأمير / الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز مقابل انسحاب إسرائيلي شامل لحدود الرابع من حزيران لعام 1967هو المطلوب الان ، في زمن تنادي الشعوب العربية فيه بكامل فلسطين ومنها التاريخية ، وهو حق مشروع أيضا في ظل صلف التحديات الإسرائيلية الرافضة لحقوق العرب الشرعية . و جبهة عربية تشترك فيها سوريا ضد سياسة تهجير الفلسطينيين عن أرضهم الشرعية ووطنهم الأصيل مطلوب أيضا .

ومؤتمر وطني سوري عقد في قصر الشعب في دمشق حضره رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع و أركان الدولة السورية ، فيما غاب عنه المكون الكردي الذي انتقد انعقاده ، و تأكيد للشرع على وحدة الدولة السورية فوق ترابها الوطني ، و على ضرورة ابقاء السلاح بيد الدولة فقط ، معتبرا بأن سوريا تقف أمام مرحلة تاريخية هامة . و دعا الشرع لتحقيق العدالة الأنتقالية في البلاد ، و حكومة سورية جديدة قريبا تمثل معظم أطياف الشعب السوري .و تبلغ مساحة سوريا أكثر من 187 الف كيلومتر مربع ، وعدد سكانها أكثر من 22 مليون نسمة ، ولديها 183 كيلومترا على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، و تمتلك احتياطي بترولي 2،5 مليار برميل ، و احتياطي غاز 700 مليار مترمكعب حب تقرير الطاقة لعام 2019 . و الدولة السورية الحديثة معنية بإسترجاع أموال الشعب السوري التي هربها النظام السوري السابق إلى خارج سوريا بعد سقوطه - و إلى سويسرا ، ومنها تجاه روسيا وبحجم 130 مليار دولار حسب قول للسياسي اللبناني – وئام وهاب – الوسيط السابق بين إسرائيل و ماهر الأسد المتهم بالإتجار بالمخدرات ، و الهارب إلى جانب بشار الأسد و حاشيته إلى موسكو العاصمة .

و العلاقات الأجتماعية بين الأردن و سوريا هامة ووطيدة ، و عادات و تقاليد متقاربة ، وفي عام 2020 فقط سجلت 800 حالة زواج أردني من سوريات ، و الأردنيون يفضلون دمشق و سوق الحميدية للتسوق ، و سوريا عموما للسياحة ، و الأردن محطة سياحية هامة للسوريين ، حيث البحرين الأحمر و الميت ، و المغطس مكان تعمد السيد المسيح ، و حمامات ماعين و أم قيس ، و المناطق و القلاع و القصور و الكنائس الأثرية . و يستفيد الزائر الأردني لسوريا من فرق العملة ، و امكانات التجارة الفردية متوفرة . و المأكولات في الأردن و في سوريا متميزة ، و الفلكلور الشعبي الجميل كذلك .وما كان ممنوعا في سوريا سيصبح مسموحا به خاصة حرية الحركة ، و الزيارات ، و الأجراءات الأمنية الحدودية بين بلدينا الشقيقين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :