العوامل التي تؤثر في المشاركة السياسية:

- الثقة في العملية السياسية: قلة الثقة في الحكومات والأحزاب يمكن أن تكون من أبرز الأسباب التي تؤثر في إقبال المواطنين على التصويت يشعر البعض بعدم وجود تأثير حقيقي لصوتهم في الانتخابات بسبب الهيمنة المستمرة للمرشحين المستقلين على الدوائر الانتخابية بدلاً من الأحزاب السياسية.

- الوعاء الحزبي والهويات المحلية: غالبًا ما يحدد الناخبون خياراتهم في الانتخابات استنادًا إلى الولاءات المحلية والعشائرية ، حيث تُعتبر الهويات القبلية والعائلية جزءًا رئيسيًا من الثقافة الانتخابية في الأردن ، هذا يقلل من أهمية الأحزاب السياسية المنظمة، ويزيد من التركيز على الشخصيات المحلية بدلاً من البرامج الحزبية.

- الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية: تؤثر الظروف الاقتصادية على المشاركة السياسية بشكل كبير، حيث يشعر العديد من المواطنين باللامبالاة بسبب الوضع الاقتصادي الصعب ، مثل البطالة والارتفاع في تكاليف المعيشة ، مما يجعلهم أقل اهتمامًا بالشؤون السياسية.

- المرأة والشباب: على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة لتعزيز مشاركة المرأة والشباب في السياسة عبر تخصيص مقاعد لهم في البرلمان ، إلا أن المشاركة الفعلية لا تزال محدودة في بعض المناطق ، النساء والشباب قد يواجهون تحديات في الوصول إلى المراكز السياسية بسبب التقاليد الاجتماعية والتمييز في بعض الحالات ، ومن الملفت ان المشاركة السياسية في الارياف و البوادي تكون اكثر فاعلية من المدن في بعض الاحيان .

- قانون الانتخابات: التعديلات المستمرة على قانون الانتخابات قد تؤثر في نتائج الانتخابات ومشاركة المواطنين فيها ، بعض التعديلات ، مثل نظام الصوت الواحد، أدت إلى تأثيرات سلبية على تمثيل الأحزاب السياسية ، وهو ما يؤدي إلى تشجيع بعض الناخبين على عدم المشاركة في الانتخابات بسبب شعورهم بعدم تأثير التصويت.

مشاركة المجتمع المدني:
رغم التحديات في المشاركة السياسية، هناك ازدياد في نشاط المجتمع المدني في الأردن ، حيث أصبح من الواضح أن منظمات المجتمع المدني تلعب دورًا في تشجيع المشاركة السياسية من خلال التوعية بحقوق التصويت والمشاركة الفاعلة في الحوارات السياسية ، هذه المبادرات تساعد في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين حول أهمية المشاركة في الانتخابات والعملية الديمقراطية بشكل عام.

وفي الحقيقة ان الانتخابات البرلمانية والمشاركة السياسية في الأردن تشهد تطورًا مستمرًا رغم بعض التحديات التي تؤثر في مشاركة المواطنين ، ان التغييرات في الأنظمة الانتخابية تهدف إلى تحسين التمثيل السياسي وتحفيز المشاركة الشعبية ، لكن المشاركة السياسية تظل محدودة في بعض الأحيان بسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومن خلال جهود توعية وتحسين النظام الانتخابي ، يمكن زيادة نسبة التصويت وتعزيز ثقافة المشاركة السياسية في المستقبل.
الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية في الأردن
الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الحياة السياسية في الأردن، حيث تساهم في التأثير على السياسات العامة، وتعزيز المشاركة المدنية، ومحاولة إيجاد حلول للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المملكة.



ومن أوجه الحياة السياسية في الاردن الحركات الاجتماعية:
1 - الحركات الاحتجاجية:
الربيع العربي في عام 2011 كان نقطة تحول في العديد من البلدان العربية ، بما في ذلك الأردن ، و على الرغم من أن الاحتجاجات في الأردن كانت أقل حدة مقارنة بالدول الأخرى ، إلا أن الحركات الاحتجاجية التي بدأت في ذلك الوقت كانت تعبيرًا عن الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد، الظروف الاقتصادية، البطالة، و الغلاء.

احتجاجات "الشعب يريد إصلاح النظام": واحدة من أبرز الحركات الاحتجاجية كانت في 2011، حيث خرج الأردنيون إلى الشوارع مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية ، كان المحتجون يطالبون بإصلاحات دستورية ، ومحاربة الفساد ، وتحسين مستوى المعيشة.

الاحتجاجات العمالية: تشهد الأردن بين الحين والآخر احتجاجات من العمال والموظفين للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل ، غالبًا ما تنظم هذه الاحتجاجات من قبل النقابات العمالية التي تطالب بتحسين سياسات العمل.

2 - المجتمع المدني:
- المنظمات غير الحكومية (NGOs) في الأردن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز المشاركة المجتمعية والمساهمة في صنع القرار، هذه المنظمات تعمل في العديد من المجالات مثل حقوق الإنسان ، التنمية الاجتماعية ، والتعليم ، والمرأة ، والمساواة.
- دور المرأة في الحركات الاجتماعية: شهدت السنوات الأخيرة زيادة في نشاط الحركات النسائية في الأردن، حيث تنادي بالحقوق السياسية ، الاجتماعية ، والاقتصادية للمرأة ، بما في ذلك حقها في الترشح للانتخابات والمشاركة في الحياة السياسية بشكل أوسع.
- الحركات البيئية: كانت هناك أيضًا حركات احتجاجية تطالب بحماية البيئة وتحد من التلوث وتعزيز الاستدامة، حيث تزايد الوعي البيئي في السنوات الأخيرة في الأردن.
3 - المطالبة بالإصلاح السياسي:
في السنوات الأخيرة ، ظهرت حركات تطالب بالإصلاح السياسي في الأردن ، سواء كان ذلك من خلال تغييرات دستورية ، أو من خلال تعزيز الدور الرقابي للبرلمان ، يطالب نشطاء هذه الحركات بتوسيع المشاركة السياسية للأحزاب المدنية ، وإنهاء الهيمنة العشائرية على الحياة السياسية.

حركات الشباب تمثل جانبًا حيويًا في هذا السياق ، حيث يسعى الشباب في الأردن إلى المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم ومستقبلهم ، و يُعتبر الوعي السياسي لدى الشباب في تزايد مستمر، وتُعد هذه الحركات جزءًا من الجهود المستمرة لتوسيع المشاركة السياسية.

الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية في الأردن تلعب دورًا محوريًا في الحياة السياسية ، على الرغم من التحديات التي تواجهها الأحزاب السياسية في تشكيل تأثير حقيقي في البرلمان بسبب النظام الانتخابي والعوامل الاجتماعية والاقتصادية ، تظل تلك الأحزاب جزءًا أساسيًا في دعم التنمية السياسية والاجتماعية في المملكة ، و من جهة أخرى، تساهم الحركات الاجتماعية، بما في ذلك الاحتجاجات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني، في التأثير على السياسة الأردنية عبر المطالبة بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، مما يساعد على تعزيز الوعي السياسي ويؤكد الحاجة إلى التغيير المستمر ،وهذا ما دفع بجلالة الملك ان يشرع في عملية الاصلاح السياسي و الاقتصادي ووضع البرامج التنفيذية لها و الاشراف عليها بنفسه وهذا ما يؤكد توفر الارادة السياسية للاصلاح السياسي و الاقتصادي و محاربة الفساد في الاردن.

حمى الله الاردن وجنبه كل كريهة ...

* النائب السابق / د. بركات كامل النمر العبادي .