الملك عبدالله الثاني المعظم وولي عهده الامين الحسين بن عبدالله يستقبلان ضيفيهما وضيف الاردن السيد الرئيس السوري أحمد الشرع الذي حل ضيفاً مرحبا به في الاردن، من المعلوم ان المملكة الاردنية الهاشمية تدعم كافة الجهود الرامية لإعادة بناء الشام، فقد عانى الأردن منذ اندلاع الحرب الاهلية السورية عام 2011 وحتى سقوط نظام بشار الاسد من استضافة اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون لاجىء سوري ، كما عانى ويعاني الاردن من عمليات التهريب, والهجمات المسلحة لمهربي المخدرات والهجمات الارهابية لدخول الأردن ونيتهم خلق الفوضى واثارة الرعب بين الناس على طول الحدود مع الشقيقة سورية البالغة (375) كم.

وهذه الزيارة ستفتح افاق جديدة على مستويات متعددة من المجالات العسكرية ، مثل التدريب و الهيكلة العسكرية ، الى مجالات مفتوحة في اعادة بناء البنية التحتية لمختلف المجالات و القطاعات ، واعادت التبادلات الاقتصادية في مجال تجارة المواد الغذائية و الادوية ومواد البناء ،وتنشيط تجارة السلع و الخدمات بين البلدين الشقيقين ، ولعل التعاون الامني بين البلدين يعد من اهم القضايا التي ستبحث و ستاخذ نصيبها من الاهتمام بالإضافة الى التعاون في مجال الجمارك و التهريب ، و يدرك الأردن أن هناك تغيراً في المنطقة و وان هناك شرق أوسط جديد بداء يتشكل ، وسوريا والاردن جزء من هذا التغير ، و الاردن يحترم خيارات الدولة السورية ، ويتطلع إلى بناء دولة سورية قوية تحافظ على الأمن والسلام لشعبها وجيرانها، والعمل على تقوية العلاقات معها .

أما كيف ينظر الامريكان لتطور العلاقة بين الدولتين، فيمكن القول إن الولايات المتحدة تتفهم بعض دوافع الأردن في تعزيز التعاون مع سوريا ، خاصة فيما يتعلق بالأمن والاقتصاد ، ومع ذلك تظل واشنطن حذرة وتراقب عن كثب طبيعة هذا التعاون ، لضمان عدم تعارضه مع السياسات والعقوبات الأمريكية المفروضة على االجانب السوري ، مع ذلك لم يتم التصريح بشكل واضح عن موقف الولايات المتحدة من تعزيز العلاقات الأردنية - السورية، إلا أن الأردن يسعى دائمًا لتحقيق مصالحه الوطنية، وقد أكد جلالة الملك عبد الله الثاني أن "مصلحة الأردن فوق كل اعتبار" في اكثر من مناسبة .

ولكن مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى المشهد السياسي في عام 2025، تثار تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك على السياسة الأمريكية تجاه سوريا والعلاقات الأردنية - السورية ، وفي مقابلة حديثة مع الدكتور محمد المومني وزير الإعلام الأردني، إلى أن عودة ترامب قد تشكل تحديات جديدة للأردن ، خاصة في ظل العلاقات العميقة بين الأردن والولايات المتحدة، وأكد المومني على أهمية أن يعتمد الأردن على جبهة داخلية قوية ، وتعبئة شبكات العلاقات الدولية ، والانخراط مع الإدارة الأمريكية والقوى السياسية الأخرى للتأثير في مسارات السياسة الأمريكية.

ولعل إعادة اعمار سوريا من اهم المواضيع التي ستبحث في هذه الزيارة وكذلك ملف الامن ، واعادت الاعمار لان الحرب أدت إلى دمار واسع في المدن السورية، مما يجعل إعادة الإعمار ضرورية لاستعادة الحياة الطبيعية و الاقتصاد و توفير فرص العمل، و ان إعادة الإعمار يعني تشغيل آلاف العمال والشركات، مما يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد السوري، الذي يؤدي بالضروره لعودة اللاجئين ، و ان توفير بيئة مستقرة وسكن مناسب يُشجع اللاجئين السوريين على العودة من دول الجوار العربي والدولي ، وبخاصة الاردن ولكن هناك عقوبات مفروضة على سوريا وتحديات سياسية تعرقل ذلك ، و تناظل القيادة السورية للتغلب عليها وهذا الامر يلاقي تفهما واضحا من المجتمع الدولي ، والقيادة الاردنية تتحرك مع الجانب السوري لتحقيق ذلك بالتعاون مع قادة دول الخليج و جامعة الدول العربية ، وهذا الامر يشي الى عودة العلاقات العربية العربية والتعاون العربي في القريب العاجل .

حمى الله الاردن وايد قيادته بالسداد .

* النائب السابق / د. بركات النمر العبادي