facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب


ماهر أحمد لوكاشه
27-02-2025 07:28 PM

تحية طيبة وبعد،

في بداية هذا الخطاب، أود أن أعبر عن إعجابي العميق بالدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية على مر العقود في بناء صورة مشرقة للحلم الإنساني. كانت أمريكا منذ بدايات القرن العشرين رمزاً للأمل والطموح، بل وكانت الجنة التي يسعى إليها الملايين من مختلف بقاع الأرض. لم تكن مجرد دولة، بل كانت فكرة عظيمة تجسدت في واقع ملموس، حيث التقدم العلمي، والازدهار الاقتصادي، والحرية الشخصية، والمساواة بين البشر، والقدرة على استيعاب التنوع البشري بكل أطيافه وأصوله ومذاهبه.

كانت أمريكا بوتقة الصهر التي جمعت البشرية تحت سمائها، ولم تكن تميز بين قادم أمس أو القادم اليوم إلا بمقدار جهده وعمله الدؤوب واحترامه للقانون. كان الوصول إلى أراضيها يعني بداية جديدة، حيث الجميع يرحب بك بود وصدق، و لا يشعرونك بأي نفور أو تمييز. كنت تستطيع التجول من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي بحرية مطلقة، متسلحاً برخصة قيادة فقط، دون أي محظورات سوى احترام القوانين المرورية والالتزام بعدم الإضرار بالآخرين. كانت البلاد كلها تحت تصرفك، مستعدة لاحتضان أفكارك واختراعاتك، وتقديم الدعم اللازم لتحقيق نجاحك.

أمريكا كانت أيضاً موطن الحريات الفردية، حيث يستطيع الإنسان التعبير عن آرائه ومعتقداته دون خوف أو قلق. كانت الأراضي الأمريكية تفتح أبوابها للمهاجرين، حتى أولئك الذين قد تكون أوضاعهم القانونية غير واضحة، وتمنحهم فرصة لبناء حياة كريمة بالعمل الجاد والإخلاص. كانت الإدارة الأمريكية، سواء على المستوى الفيدرالي أو مستوى الولايات، تعمل بجد لخدمة المواطنين، وحماية حقوقهم، وتسهيل حياتهم اليومية.

كل ذلك كان نتيجة حساسية شديدة في التعامل مع ميزان العدل فيما يخص المواطنين والقضايا الهامة ، داخلياً وخارجياً. كانت أمريكا العظيمة جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأنها كانت تضع العدل أساساً لكل سياساتها وقراراتها وتطبقه بعدل وحزم على كل المواطنين من كافة الأصول والمنابت.

وهنا ، يا فخامة الرئيس، أود أن أذكرك بأن العدل هو أساس المُلك، وأن أي انحراف في هذا الميزان، لأي سبب كان او لاي فئة كانت ، لن يمكّن أحد أن يعيد ما فقدته أمريكا من قيمّها وصورتها المشرقة. وإذا كان هدفك "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، فإني أؤكد لك أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بإعادة الالتزام بالعدل والمساواة في التعامل مع كافة القضايا المحلية و والإقليمية والدولية ، واحترام التنوع البشري، والحفاظ على الحرية والكرامة الإنسانية.

تلك الأيام التي كانت فيها أمريكا رمزاً للخير والعطاء، نتداولها بين الناس، ولن تعود إلا إذا عادت تلك القيم النبيلة التي كانت الأساس لعظمتها.

ختاماً، أسأل الله أن يوفقك في تحقيق ما فيه خير لأمريكا وشعبها وبلدان العالم وشعوبهم ، وأن يكون عملك مبنياً على العدل والإنصاف وإحقاق الحق ، لأنه بدونهما لن تتحقق العظمة الحقيقية.

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :