facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فجوة الطاقة في القيادة


د. ثابت النابلسي
28-02-2025 09:28 AM

إن سعادة القائد وفريقه لا تكمن في الوصول إلى نهاية الطريق فحسب، بل في الاستمتاع بالرحلة نفسها، حيث تُتاح لهم فرصة اكتشاف أفضل ما لديهم واستثمار قدراتهم لتحقيق الأهداف المنشودة.

فالقيادة ليست مجرد وجهة، بل هي تجربة متكاملة تعكس مهارات القائد في استنهاض الطاقات وتحفيز الإنجاز.

القائد الذي يعتقد أنه على صواب دائمًا قد يغفل عن حقيقة أن الآخرين ربما فقدوا صوابهم بسبب هذا الاعتقاد، وقد يصل به الأمر إلى أن يجهل حتى طريقة تعامله مع نفسه، فينكر أخطاءه ويبرر مواقفه ليظهر أمام الآخرين بصورة الحزم والقوة. غير أن القيادة الفعّالة لا تقوم على العناد والتبرير، بل على الوعي الذاتي والمرونة والتعلم المستمر.

يحتاج القائد إلى رسم مسارات واضحة تستند إلى معايير موضوعية، بحيث يسهل التمييز بين الصواب والخطأ وفق مرجعية عادلة ومتزنة.

إلا أن بعض القادة يضعون معاييرهم الخاصة التي قد تكون صحيحة أو خاطئة، مما يؤدي إلى فجوة في الفهم والتواصل داخل الفريق ، وعندما يبالغ القائد في فرض سلطته أو يتطاول باستمرار على الآخرين، فإنه يخسر تدريجيًا ثقة فريقه، ويفقد الأوراق الرابحة التي كانت بيده في السابق.

القائد الحقيقي ليس مجرد شخص يمتلك القوة، بل هو من يدرك مصدر قوته، لأن الجهل بهذا المصدر قد يؤدي إلى انهيار القيادة عند أول اختبار حقيقي. فنجاح القائد في إدارة الآخرين يعتمد على امتلاكه لمصادر طاقة متنوعة يثق بها ويعززها باستمرار.

فجوة الطاقة في القيادة

الطريق إلى القيادة يشبه رحلة طويلة ذات محطة واحدة وقطار واحد وراكب واحد هو القائد نفسه ، لذا فإن الانطلاق في هذه الرحلة بالأسلوب الصحيح يعدّ الخطوة الأهم لضمان استمرارية النجاح.

غير أن العديد من القيادات والفرق تعاني من فراغات كبيرة ضمن فجوة الطاقة التي تؤثر على الأداء، والقائد ذاته قد يجد نفسه في صراع دائم للحفاظ على فريقه وإنجاز الأهداف.

تتمثل فجوة الطاقة في عدة أبعاد رئيسية، منها:
1. فجوة الطاقة الإيجابية – غياب الحافز والتشجيع داخل الفريق.
2. فجوة الطاقة العاطفية – ضعف الروابط الإنسانية والانتماء.
3. فجوة الطاقة العقلية – عدم وضوح الرؤية الفكرية والاستراتيجية.
4. فجوة الطاقة الفيزيائية – الإرهاق والتعب الجسدي الذي يعيق الإنجاز.
5. فجوة الطاقة الذاتية الداعمة – ضعف الثقة بالنفس وفقدان الإيمان بالقدرة على النجاح.
6. فجوة الطاقة البيئية – غياب بيئة العمل المحفزة والجاذبة للإبداع.

هذه الفجوات تحتاج إلى جهد كبير لسدّها، وذلك من خلال الالتزام والإلهام، وسرعة الإنجاز، وتعزيز روح الفريق، وتقديم الدعم المعنوي والنفسي غير المشروط، إضافة إلى بناء الثقة وتعزيز العلاقات الإيجابية بين أعضاء الفريق ، وهذه العوامل مجتمعة تجعل من رحلة القيادة تحديًا مستمرًا يتطلب وعيًا وإرادة قوية.

الإبحار في القيادة ، بين الإرشاد والتمكين
إن القيادة ليست مجرد إيصال الفريق إلى حيث يريد، بل تتجاوز ذلك إلى تمكينه من الوصول إلى حيث يجب أن يكون.

فالقائد الناجح ليس مرشدًا للطريق فقط، بل هو من يمتلك رؤية مستقبلية تساعد فريقه على تحقيق النجاح المستدام. الفجوة في الطاقة تنشأ عندما يُطلب من الفرد تنفيذ عمل ما دون أن يمتلك القدرة الحقيقية على أدائه، وهو ما يستدعي من القائد توفير الأدوات والموارد التي تضمن تحقيق الأهداف بكفاءة.

ختامًا، القيادة رحلة مستمرة وليست محطة نهائية، ومن يدرك أهمية استثمار طاقات فريقه بكفاءة هو من يحقق النجاح الحقيقي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :