facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"خيم شيطانية"


سهم العبادي
28-02-2025 02:39 PM

كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، كانوا يتسابقون في الطاعات، يتهجدون لياليه، ويخشعون في نهاره، فإذا جاء العشر الأواخر شدّوا المئزر، وأحيوا الليل، وأيقظوا الأهل، يرجون ليلة القدر كمن يرجو باب الجنة أن يُفتح له. كانوا يبكون عند وداعه، وكأن قلوبهم تُنتزع، لا يريدون أن يفارقهم شهر المغفرة والرحمة، بينما اليوم… يبكون فقط على انتهاء المسلسل، ويتحسرون على السهرة الأخيرة في "الخيمة الرمضانية"!..

أين رمضان من هذه الخيام التي نُصبت بغير اسمها؟ أين الخشوع من أضوائها المتراقصة، وأين الذكر من موسيقاها الصاخبة، وأين العبادة من موائدها الفاخرة؟ يدّعون أنها "خيم رمضانية"، لكنها لا تعرف من رمضان إلا الاسم، لا قرآن فيها ولا صلاة، لا قيام ولا سجود، لا ذكر ولا دعاء، بل غفلة ولهو وسهر حتى الفجر، ثم نوم حتى العصر، ثم عودة إلى دوامة الشهوات، وكأن رمضان موسم ترفيه لا موسم عبادة.

رمضان الذي كان الصحابة يتهيأون له بالطهر، صار يُستقبل بالعروض الترويجية، والليالي "الرمضانية" التي كانت تضاء بالمصاحف، صارت تُنار بأضواء الحفلات، ومنابر الحكمة استُبدلت بمنصات الغناء، حتى صار البعض يخرج من رمضان وقد زاد بعدًا عن الله بدل أن يقترب منه.

رمضان ليس سهرة أخيرة في خيمة، ولا مشهدًا مؤثرًا في نهاية مسلسل، ولا تذكرة لعالم المتعة المؤقتة، رمضان هو مدرسة إيمانية، من لم يتخرج منها بتوبة نصوح، وخشوع في القلب، ودمعة تفيض من عين خائفة، فقد خسر فرصته العظمى. فاحذروا أن تكونوا ممن قيل عنهم: "رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش".

لست مفتيًا، ولست من أهل الفتوى، ولكن هناك قضايا واضحة كالشمس، لا تحتاج إلى اجتهاد أو فتوى. رمضان ليس شهرك لتُمتع نفسك بالمسابقات والولائم والسهرات، بل هو هدية من الله، فرصة عظيمة للتوبة والمغفرة، قد يكون الله منّ عليك بها ليغفر لك، فلا تضيّعها فيما لا ينفع، فربما لن تدركها في العام القادم.

كلمة حق وددت قولها..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :