facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ازدواجية المعايير الغربية: دعم أوكرانيا والتغاضي عن فلسطين


صالح الشرّاب العبادي
03-03-2025 08:26 AM

على مدى العقود الماضية، برزت ازدواجية المعايير في السياسة الغربية بشكل واضح، خاصة في تعاملها مع القضايا الدولية المتعلقة بحقوق الشعوب تحت الاحتلال أو العدوان. هذه الازدواجية ليست خفية، بل هي ظاهرة معروفة لا تحتاج إلى تفسيرات معقدة ، وفي هذا المقال، سنستعرض بعض الحالات الحديثة التي تجلت فيها هذه المعايير المزدوجة، مع التركيز على دعم أوكرانيا والتغاضي عن معاناة الشعب الفلسطيني.

الحالات التاريخية لازدواجية المعايير

حرب البلقان: خلال حرب البلقان، وقف الغرب صامتًا أمام عمليات القتل الجماعي التي حدثت على مرأى ومسمع العالم ، لم تتحرك الدول الغربية بشكل فعال لوقف هذه المأساة الإنسانية، مما أظهر عدم اكتراثها بحقوق الشعوب المضطهدة ، وما مجزرة سربرنيتسا التي وقعت في يوليو 1995 خلال حرب البوسنة والهرسك ببعيدة عن الأذهان ..


حرب الخليج : في حرب الخليج، اتحد العالم الغربي والعربي والإسلامي ضد احتلال العراق للكويت ، تم اتخاذ قرار أممي لإخراج القوات العراقية من الكويت، لكن هذه الحرب تسببت في معاناة كبيرة للشعب العراقي، حيث قُتل وشُرد الآلاف.

الحرب الروسية الأوكرانية : مع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، انتفض العالم الغربي والأوروبي لدعم أوكرانيا بشكل غير مسبوق. تم تقديم دعم سياسي وعسكري هائل لأوكرانيا، مع فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا.

الصراع العربي الإسرائيلي : على النقيض من ذلك، يتعامل الغرب مع الصراع العربي الإسرائيلي بازدواجية واضحة ، فبينما تدعم الدول الغربية إسرائيل بشكل غير مشروط، يتم التغاضي عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال منذ أكثر من سبعين عامًا ، رافقتها المجازر والابادة الجماعية التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني إلى هذه اللحظة بدون ادنى اكتراث او اهتمام او وقف لهذه المجازر والمذابح .،

المفارقة بين دعم أوكرانيا والتغاضي عن فلسطين

مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، سارعت الدول الغربية إلى تقديم دعم سياسي وعسكري هائل لأوكرانيا ، تم تزويد أوكرانيا بأسلحة حديثة وتمويل ضخم، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، الإعلام الغربي صور أوكرانيا كدولة تقاتل من أجل الديمقراطية، ووصف شعبها بأنه يعاني من "احتلال غاشم".

على الجانب الآخر، عندما يتعلق الأمر بفلسطين، يتعامل العالم الغربي مع الاحتلال الإسرائيلي وكأنه واقع يجب تقبله ، رغم أن إسرائيل تمارس الاحتلال والتهجير القسري وقتل المدنيين، فإن القوى الغربية لا تفرض عليها عقوبات، ولا تدعم الفلسطينيين بنفس الطريقة التي دعمت بها أوكرانيا ، بل على العكس، تواصل الولايات المتحدة والدول الأوروبية تقديم مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل، مما يجعلها شريكًا غير مباشر في الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون يوميًا، وتقدم تصريحات متتالية بتهجير الفلسطينيين من ارضهم وتراثهم وحضارتهم واقتطاع أراضيهم وسلب حقوقهم الإنسانية من الدول التي تدعي السلام والديمقراطية.

دور الإعلام في تشكيل الرأي العام

تلعب وسائل الإعلام الغربية دورًا كبيرًا في توجيه الرأي العام، وقد أظهرت انحيازًا واضحًا في تغطية الحربين ، فبينما يتم التركيز على معاناة الأوكرانيين وبث صور الدمار والدموع بشكل متواصل، فإن المشاهد القادمة من غزة والضفة الغربية لا تلقى نفس الاهتمام ، بل يتم غالبًا تصوير الفلسطينيين وكأنهم طرف في نزاع "معقد"، دون الاعتراف بأنهم شعب واقع تحت الاحتلال ، لا بل انهم قتلوا ناقلي الحقيقة والصحفيين في اكبر جريمة عالمية ضدهم على مر التاريخ.

المصالح الاستراتيجية وراء الازدواجية

تفضح هذه الازدواجية حقيقة أن السياسة الغربية لا تحركها المبادئ الأخلاقية، بل المصالح الاستراتيجية ، أوكرانيا لها أهمية جيوسياسية في الصراع مع روسيا، لذا تم دعمها بشكل هائل ، بينما فلسطين لا تخدم نفس المصالح، بل أن إسرائيل تُعتبر حليفًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط، ولهذا تحظى بدعم غير مشروط ، لتبقى اسرائيل الذراع والقوة العظمى في هذا الاقليم بدون منازع .

إضافة إلى ذلك، فإن الضغط اللوبي الاسرائيلي في الغرب يجعل من الصعب على الساسة الغربيين اتخاذ مواقف عادلة تجاه القضية الفلسطينية ، حيث يُواجه أي انتقاد لإسرائيل بحملات إعلامية مضادة، بل أحيانًا باتهامات بمعاداة السامية والتي اصبحت الشماعة التي يعلق عليها كل من ينتقد سياسة اسرائيل وزمرتها المتطرفة وأعمالها الاجرامية.

مستقبل القضية الفلسطينية

رغم أن هذه المعايير المزدوجة أصبحت واضحة، إلا أن هناك وعيًا عالميًا متزايدًا حول هذه الظاهرة ، الشعوب لم تعد تتلقى المعلومات بنفس الطريقة التقليدية، وأصبحت قادرة على الوصول إلى مصادر متعددة، مما يساهم في كشف التناقضات في السياسات الغربية.

إن استمرار هذه السياسة المزدوجة لا يعني أنها لن تتغير، فالضغوط الشعبية المتزايدة قد تدفع الغرب يومًا ما إلى إعادة النظر في تعامله مع القضية الفلسطينية، كما حدث مع قضايا أخرى في التاريخ ، لكن حتى ذلك الحين، سيبقى السؤال قائمًا: هل المبادئ الغربية حقيقية، أم أنها مجرد شعارات تُستخدم عندما تخدم المصالح؟.

القمة العربية والتوقعات

نحن على أعتاب القمة العربية التي تعتبر قمة تاريخية، حيث تأتي في أصعب وأحلك الظروف، فهل ستكون مخرجات هذه القمة حسب الطموحات الكبيرة التي ينتظرها أو تنتظرها الشعوب العربية والشعب الفلسطيني تحديدًا؟ هذا ما سيكشف عنه المستقبل القريب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :