تشهد العواصم الكبرى حول العالم ازدحامًات مروريًة خانقًة ، مما يؤثر على جودة الحياة اليومية لسكانها ، فسواء كنت في طريقك إلى العمل ، أو تحاول الوصول إلى موعد مهم ، فإنك غالبًا ما تجد نفسك عالقًا في طوابير طويلة من السيارات بلا حركة.

وتُعاني العاصمة الأردنية عمّان من ازدحامات مرورية متزايدة تؤثر على حياة المواطنين واقتصاد المدينة بشكل عام ، ولعل ذلك يعود الى الارتفاع في اعداد المركبات الذي هو نتيجة تزايد اعداد السكان ، أن الارتفاع الكبير في عدد المركبات يعود جزئياً إلى ضعف النقل العام ، مما يضطر المواطنين إلى شراء سياراتهم الخاصة للتنقل فيها ، وأن المواطن الأردني ، كغيره من المواطنين حول العالم ، يسعى للراحة في تنقلاته اليومية ، وعندما تكون الحافلات غير كافية أو غير مريحة ، يصبح امتلاك السيارة الخاصة ضرورة لا رفاهية، فما هي أسباب هذه الأزمات؟ وما آثارها على المجتمع والاقتصاد ؟ وما الحلول الممكنة للتخفيف منها ؟ ..

وفي الحقيقة ، هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الازدحامات المرورية في العواصم بشكل عام و العاصمة الاردنية بشكل خاص ، من أهمها:

زيادة عدد السيارات، مع ازدياد عدد السكان، يزداد عدد المركبات على الطرق، مما يفوق قدرة البنية التحتية الحالية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 1.5 مليون مركبة مسجلة في العاصمة وحدها ، ما يجعل الشوارع مكتظة بشكل دائم ، والوقوف العشوائي على جانبي الطرق يسبب ازدحامًا كبيرًا ، وعدم الالتزام بالإشارات المرورية يؤدي إلى تعطل السير، القيادة ببطء شديد في المسارات السريعة تزيد من التأخير.، ضعف وسائل النقل العام - قلة وسائل النقل العامة أو عدم كفاءتها تجبر الكثيرين على استخدام سياراتهم الخاصة ، مما يزيد من الضغط على الشوارع ، سوء تخطيط الطرق - عدم وجود تخطيط مروري حديث يتناسب مع عدد المركبات المتزايد يخلق اختناقات مرورية مستمرة. ، كثرة الإشارات والتقاطعات - بعض العواصم تعاني من كثرة التقاطعات والإشارات التي تبطئ حركة المرور، خاصة في أوقات الذروة ، حوادث المرو - أي حادث مروري بسيط يمكن أن يؤدي إلى ازدحام كبير بسبب توقف السيارات وفضول السائقين الذين يتباطؤون لمشاهدة ما حدث ، خاصة في أوقات الذروة المزدحمة من الساعة (7-9 صباحًا و4-6 مساءً)، حيث تعج الشوارع الرئيسية بمركبات الموظفين والطلاب، مما يجعل الحركة شبه متوقفة.

ومن اثار الازدحام المروري التاثير الواسع على المجتمع والاقتصاد ، ومنها :إهدار الوقت: يضيع الأفراد ساعات طويلة في الزحام، مما يؤثر على الإنتاجية. زيادة استهلاك الوقود: الوقوف المستمر في الازدحام يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من الوقود وزيادة التكاليف على الأفراد والدولة ، التلوث البيئي: انبعاثات العوادم تزداد في المناطق المزدحمة ، مما يضر بصحة الإنسان والبيئة.التوتر والضغط النفسي : لا أحد يحب أن يكون عالقًا في زحام لا نهاية له .

إن عدم وجود حلول ذكية للمرور في العاصمة عمان سيبقى الازدحام المروري هو السمة المميزة لها فقد اصبحت مدن كبرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتنظيم المرور، لكن عمان لا تزال بحاجة إلى تطوير أنظمة إشارات مرورية ذكية وكاميرات تحليل حركة السير لتوجيه المركبات إلى المسارات الأقل ازدحامًا وفي ظل هذه المعطيات الاحصائية فقد بلغ عدد السيارات في الأردن حوالي 2.12 مليون سيارة، مما يضع ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية للطرق ، وكانت خسائر الازدحام المروري في عمّان، من حيث التأخيرات وإهدار الوقود، بلغت حوالي 1.5 مليار دينار سنويًا ، ما يعادل 5% من الناتج المحلي الإجمالي ، بحسب البنك الدولي ، و يعتبر الاردن الثالث عالميا في حوادث الطرق ، من هنا اصبح ملحا العمل على تبني استراتيجية و خطة وطنية يشارك بها خبراء محليين و دوليين لهذه الغايه، ونطلب من المواطن الكريم ان يتحلى بأخلاق الاسلام و التسامح مع السائقين و (خلينا نستوعب بعضنا البعض ) في شهر الخير ، لان الصخب والجلبة والعراك في الشوارع اصبح خارج عن السيطرة .

حمى الله الاردن، وسدد على طريق الخير خطا جلالة الملك.

* النائب السابق/ د. بركات النمر المهيرات العبادي