استئناف العمليات الحربية في حال انهيار الصفقة غزة .

الوضع في غزة معقد وديناميكي، ويتأثر بالعديد من العوامل السياسية والعسكرية والاقتصادية ، استعدادات المقاومة في غزة والسيناريوهات المحتملة في حالة تجدد الصراع مع إسرائيل عديدة متوقعة وممكن حدوثها ، والاحتمال الاخر تحول كامل في التوقعات حسب مخرجات القمة العربية ومواقف العالم والأمم المتحدة..

استعدادات المقاومة في غزة
التسليح والتدريب: تمتلك فصائل المقاومة في غزة، وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي، ترسانة من الأسلحة تشمل صواريخ محلية الصنع وقذائف هاون وأسلحة خفيفة وتجهيزات عسكرية تدميرية، وبنادق قنص ، وطائرات مسيرة، والغام متنوعة ، كما أن لديها أنفاقًا ومخابئ تحت الأرض تستخدمها للتخزين والتحرك بشكل آمن.

البنية التحتية العسكرية: قامت المقاومة ببناء شبكة معقدة من الأنفاق (أنفاق المقاومة) التي تستخدمها للتنقل والتخزين وحتى لشن هجمات مفاجئة ، معدة بشكل فني متقن التحصين ، موصول مع مواقع عدة واتجاهات مختلفة مع ميزة الظهور والاختفاء من خلالها ، يتخللها غرف قيادة وسيطرة ومستودعات ومناطق تزويد ..

الاستخبارات والمعلومات: تمتلك المقاومة شبكة استخباراتية محلية تساعدها في مراقبة تحركات القوات الإسرائيلية وتوجيه ضرباتها ، تستطيع مراقبة تحركات قوات الاحتلال ومناطق تجمعها وتشكيلها وتحركاتها الجماعية والمنفردة ..

التعبئة الشعبية: تتمتع المقاومة بدعم شعبي داخل غزة، مما يمكنها من تعبئة المقاتلين والمتطوعين بسرعة في حالة الحرب ، وحاضنة شعبية داعمة لم يتم استمالتها او إغرائها بشتى السبل ..

هل ستكون الحرب أشد ضراوة من الحرب الأولى قبل الهدنة؟

ستكون الحرب أكثر ضراوة إذا ما عادت ، بسبب التطورات التكنولوجية والعسكرية التي شهدتها المقاومة، بالإضافة إلى الخبرة المكتسبة من الحرب قبل الصفقة اضافة إلى فترة الهدنة التي منحتهم فرصة لاعادة التأهيل والتدريب والاستعداد ، كما أن إسرائيل قد تزيد من حدة هجماتها لتحقيق أهداف استراتيجية أوسع، مثل تدمير البنية التحتية العسكرية للمقاومة بشكل كامل كما تدعي وتصرح على ألسنة نتنياهو وسموتريتش وبن غافير ،،

استخدام الصواريخ: قد تشهد الحرب زيادة في عدد الصواريخ التي تطلقها المقاومة نحو إسرائيل، مع تحسن في دقتها ومداها.

القتال في المناطق الحضرية والمناطق المبنية ومن بين الركام : إذا قامت إسرائيل باجتياح بري لغزة، فإن القتال في المناطق الحضرية والمبنية سيكون شديد الضراوة، مع احتمالية وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الذين عادوا الى الشمال .

مخلفات الحرب : ستستخدم المقاومة مخلفات الحرب وما تركته قوات الاحتلال في غزة او ما كسبته المقاومة اثناء الحرب الاولى وهذه المخلفات متنوعة بين قذائف عمياء غير متفجرة وأسلحة ومسيرات وسيارات ، وغيرها من المخلفات التي يمكن استعادة تشغيلها والتعامل معها ضد قوات الاحتلال.

هل لدى المقاومة القدرة على مقارعة القوات الإسرائيلية؟

تمتلك المقاومة القدرة على إلحاق خسائر بالقوات الإسرائيلية، خاصة في حالات القتال القريب والكمائن. ومع ذلك، فإن التفوق العسكري الإسرائيلي من حيث التسليح والتدريب والدعم الجوي يجعل المواجهة غير متكافئة.
الحرب غير المتماثلة( غير التناظرية ) : ستعتمد المقاومة على حرب العصابات والتكتيكات غير التقليدية، مما يجعلها قادرة على الصمود لفترة أطول، ولكنها لن تكون قادرة على تحقيق انتصار حاسم وان كانت قادرة احداث مفاجآت متنوعة دقيقة مدمرة او قاتلة لآليات وقوات العدو.

السيناريوهات المحتملة لكل طرف:
سيناريوهات المقاومة:

الصمود وإحداث المفاجآت : ستتبع المقاومة استراتيجية الصمود والصبر والتحمل خاصة في استيعاب الضربة العسكرية الاولى ، لأطول فترة ممكنة وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالإسرائيليين لفرض تكلفة بشرية ، عمليات قتالية قريبة ، تفجيرات محضرة سابقاً ، هجومات فردية جهادية ، استحداث مناطق تقتيل منتخبة ..
استيعاب وقوة الصمود والتحمل للهجوم الأول والضربات المتتالية التي ستتلقاها هي النقطة الحاسمة والفارقة في استمرار قوات المقاومة ..

تصعيد إقليمي: قد تحاول المقاومة جر فصائل أخرى في المنطقة (مثل حزب الله في لبنان) إلى الصراع لفتح جبهات متعددة ضد إسرائيل ، وكذلك ( الحوثين من اليمن)

المفاوضات: في حالة الضغط الشديد، قد تلجأ المقاومة إلى التفاوض لوقف إطلاق النار بشروط تحفظ مكاسبها ، خاصة إذا ما استهدف المدنين الفلسطينيين بعمليات قصف للمناطق التي رجعوا عليها وخاصة شمال القطاع ( الشجاعية ، جباليا ، بيت لاهيا ، بيت حانوت ، غزة المدينة ، واحيائها وما حواها .. حتى وادي غزة ( نتساريم)

سيناريوهات إسرائيل:
الحرب الإعلامية النفسية والاستخباراتية.. التي بدأت بالفعل من خلال التصريحات والاستعداد العملياتي وانفتاح التشكيلات العسكرية على الحدود مع القطاع وخاصة ترديد كلمة ( باب جهنم ، وباب الجحيم ) التي يتم ترديدها يومياً من قبل الساسة الاسرائيليين والقادة العسكريين.

ستبدأ اسرائيل بقصف تدميري بالمدفعية الثقيلة، والطائرات الحربية الحاملة للقذائف والصواريخ التدميرية العميقة ، وقصف بالمدفعية البحرية على طول شاطيء غزة ، مع إطلاق المسيرات حاملة الصواريخ والقذائف والمسيرات الاستطلاعية..

حرب تدميرية طويلة الامد مع غارات خاطفة تدميرية : قد تسعى إسرائيل إلى شن حرب سريعة وحاسمة لتدمير البنية التحتية العسكرية للمقاومة وتقليص قدراتها ، مع استمرارها بالحرب لمدة طويلة قد تستغرق عدة شهور .

استخدام قنابل تدميرية ذات قدرات عالية جداً والتي تم استقدامها من امريكا في آخر دعم امريكي، وقد تكون هذه القنابل مدمرة لأعماق بعيدة ومساحات واسعة تحدث تغيراً هائلاً في طوبوغرافية المدن والقرى في القطاع ، وقد تلقى على الشواطيء لإحداث عملية اغراق كامل وتدمير للطريق الساحلي ..

احتلال شمال غزة : قد تقرر إسرائيل احتلال أجزاء من غزة لفترة محدودة لتحقيق أهداف استراتيجية ، خاصة المنطقة الشمالية ( شمال محور نتساريم الذي أعد لهذه الغابة ) حيث سيتم انشاء قيادات عسكرية تنطلق منها العمليات الى وسط وجنوب القطاع مع تأسيس طرق تزويد ومناطق اخلاء من خلال المعابر الشمالية إلى غلاف غزة ..

تصعيد دولي : قد تحاول إسرائيل كسب دعم دولي لضرب المقاومة، مع الحذر من الانتقادات الدولية بسبب الخسائر المدنية.

التداعيات الإقليمية والدولية:
ردود الفعل الإقليمية: قد يؤدي تصعيد الصراع إلى تدخل دول إقليمية مثل إيران وفصائل العراق واليمن ، مما قد يعقد الوضع أكثر.
الضغوط الدولية : المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة والولايات المتحدة ، الدول العربية ، الاتحاد الأوروبي ، قد يضغط لوقف إطلاق النار، لكن ذلك يعتمد على مدى التصعيد ، ومدى استجابة حماس لتقبل الواقع السياسي والعسكري ..

الخسائر: ستكون الخسائر البشرية هي الأكبر في هذه الحرب وسيتم استهداف التجمعات البشرية في غزة التي يحتمل تواجد المقاومة
بينها او من خلالها ، النزوح الداخلي والخارجي : العمليات العسكرية ستؤدي إلى اكبر عمليات نزوح جماعية غير مسبوقة ومن المحتمل ان يتم تجمع النازحين مرة اخرى في رفح وعلى الحدود مع مصر ( محور فيلادلفيا ، صلاح الدين) مما يضطر إلى فتح الحدود من جراء القصف الكبير لهذه التجمعات الهائلة من السكان..

الحصار : من المحتمل ان يتم حصار مجموعات كبيرة من السكان الذين عادوا الى شمال غزة حصاراً شرساً غير مسبوق قد يؤدي الى الموت المحقق آنذاك إذا لم يتدخل العالم وفك الحصار ..

الحرب المحتملة بين إسرائيل والمقاومة في غزة قد تكون أكثر ضراوة ، مع احتمالية وقوع خسائر كبيرة على كلا الجانبين ، المقاومة لديها القدرة على الصمود وإلحاق خسائر بإسرائيل، لكن التفوق العسكري الإسرائيلي يظل عاملاً حاسمًا ، السيناريوهات المحتملة تتراوح بين ضربات قوية مدمرة حاسمة تستهدف قوات المقاومة من قبل قوات الاحتلال ، وصمود طويل الأمد من قبل المقاومة، مع احتمالية تدخلات إقليمية ودولية.

احتمالية وقوع خسائر كبيرة على كلا الجانبين، المقاومة لديها القدرة على الصمود وإلحاق خسائر بإسرائيل، لكن التفوق العسكري الإسرائيلي يظل عاملاً حاسمًا ، السيناريوهات المحتملة تتراوح بين ضربات قوية مدمرة حاسمة تستهدف قوات المقاومة من قبل قوات الاحتلال ، وصمود طويل الأمد من قبل المقاومة، مع احتمالية تدخلات إقليمية ودولية.

إسرائيل الآن تقوم بحرب نفسية إعلامية تريد من خلالها الضعط الكلي على المقاومة من عدة اساليب، قطّع ومنع المساعدات ، الاستعدادات العسكرية على تخوم القطاع ، استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعب غزة في ظل شهر رمضان المبارك، الدعم الأمريكي في تعديل بنود الاتفاق والصفقة ، الضغط العربي في اعادة الإعمار تحت ظروف معينة ، وجود حماس في عين الحلول السياسية..