إلى أمتنا العربية الكريمة
ماهر أحمد لوكاشه
04-03-2025 12:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
ما يدور اليوم في عقل العالم وتفكيره لا ينفصل عن كيفية إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، وتنفيذ كل ما تطلبه على الأرض. وهنا، أرجو أن أكون مخطئًا، ولكن الذي أخشاه هو أن القضية الفلسطينية قد تُوَأد بأيدينا دون أن نعي حجم المؤامرة التي قد نشارك بها ، أو أن ندرك أبعادها الخطيرة. لقد تم إيهامنا بأن الحديث عن "تهجير الفلسطينيين" من غزة إلى دول أخرى هو لبناء مستقبل أفضل لهم، وكأنهم سيحولون تلك الأراضي إلى "ريفيرا الشرق". لكن الحقيقة المرة هي أن من دمّر وخرّب لن يدفع دولارًا واحدًا، لأنه الطفل المدلل لأبيه، ومن يحميه ويقف خلفه دائمًا.
المشكلة الكبرى التي تواجهها إسرائيل اليوم هي الإنسان و السلاح الفلسطيني في غزة، والذي فشلت في القضاء عليه رغم كل الدمار والقتل الذي اقترفته. ولم تستطع حتى الآن هضم الدرس القاسي الذي علمتها إياه المقاومة الفلسطينية. ولذلك، لجأت إلى "الخطة B"، وهي فكرة التهجير بالتعاون مع الولايات المتحدة. هنا تبدأ اللعبة الخطرة التي تحشر الدول العربية في زاوية ضيقة، حيث يتم تقديم مقترح مفاده: إذا كنتم تريدون الخروج من هذا المأزق، فعليكم أن تتحملوا مسؤولية إعادة إعمار غزة، وأن تعملوا على نزع سلاح الفلسطينيين هناك وتكونوا الضامنين لعدم تكرار اي اعتداء على إسرائيل.
ويتم طرح هذا الأمر عبر طريقتين: إما بإدخال قوات دولة جارة لإدارة شؤون غزة ونزع سلاحها، أو بتعزيز وضع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ونقل قواتها إلى غزة للسيطرة على سلاح المقاومة. وفي كلتا الحالتين، سيكون الثمن باهظًا: إراقة الدم الفلسطيني بلا ضوابط أو حدود. النتيجة ستكون واحدة: تخليص إسرائيل من أي مقاومة فلسطينية أو سلاح شعبي داخل الأراضي التاريخية لفلسطين. وسيبقى الفلسطينيون بلا مخالب أو أسنان، يعيشون كمواطنين درجة ثانية لخدمة المشروع الإسرائيلي.
وبذلك، ينتهي حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، ويفقد حل الدولتين معناه تمامًا. وتتلاشى العصا القوية التي كانت تعرقل عجلة التوسع الإسرائيلي، لتنتهي بذلك القضية الفلسطينية كما نعرفها، وتتحول إلى ذكرى باهتة في ذاكرة التاريخ.
أيها العرب، إن ما يحدث اليوم ليس مجرد قضية محلية أو إقليمية، بل هو مشروع يستهدف وجودنا وهويتنا ومكانتنا. فلا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نكون أدوات في تنفيذ مخططات تخدم العدو على حساب شعبنا وأمتنا. فالقضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية كل عربي حر يؤمن بالعدالة والكرامة الإنسانية.
فلنكن على قدر المسؤولية، ولنعمل على استعادة البوصلة نحو الحق والعدل، قبل أن يصبح الوقت متأخرًا جدًا.
مع فائق التقدير والاحترام..