بعيدا عن السياسة .. القواسم .. إمارة الشارقة .. مملكة الفكر والأدب
خالد الشرمان
04-03-2025 10:04 PM
وأنا أتجول بنظري وبعقلي هنا وهناك .. وأنا استشف الشعور من إطلالة الروح على الحياة .. أسير عبر رحلة السنوات بحثا عن هدأة للخاطر تارة وعن انبهار يخلب اللب تارة أخرى ... أنظر لدورة الحياة وتقلب الدهر واختلاف الأمور بحكم تغير البشر واختلاف مواقعهم ومصالحهم .. وأعيد التمعن والتذكر .. ومما أذكره في بدايات رحلتي مع الشعر والأدب أن صديقا لي كان يعكف على إنجاز أطروحة الدكتوراة ومن بعد ذلك وضعها في كتاب محكم وكان عنوانها في ذلك الوقت لافتا بالنسبة لي فقد كانت تتحدث عن تاريخ قبيلة القواسم ، ومن حينها بدأت تعشش برأسي فكرة قبيلة القواسم ولماذا اختارها الباحث عنوانا لرسالته وكتابه ، فسألت العديد من الأسئلة واستفسرت عن كثير من الاستفهامات التي دارت برأسي حينها .
أخذتني مسيرة العمر وسبل العيش ... ودارت دورة الأيام ... وبعد مضي سنوات دارت الأفكار وتمازجت ذاكرة الماضي بالحاضر ليسطع اسم القواسم ـ مقرونا بإمارتهم المعطاءة ـ ليس على مستوى الإمارات ولا الخليج العربي ... لا بل على مستوى الوطن العربي ... فهاهم رسل الفكر والثقافة يتوافدون من وإلى إمارة الخير والتاريخ والفكر .. إلى الشارقة .. التي قيض لها الله حاكما عروبياً عربياً مسلماً صاحب فكر متقد وتحليل وذاكرة وفروسية قولاً وفعلاً.
كل الأصدقاء الذين تربطني بهم علاقات أدبية عادوا من ديرة القواسم مبهورين لما لمسوه وشاهدوه من اهتمام معمق بالفن والثقافة ، وكيف أن الدولة وعلى رأسها الحاكم يولون هذا المشروع النهضوي العربي جل اهتمامهم ورعايتهم .. فالأمة التي لا تمتلك الفكر والثقافة هي أمة جامدة ... ولكثرة ما تحدثوا عن هذه الإمارة بت أتمنى أن أذهب لزيارتها وأتنور بنور حاكمها القاسمي الذي يبني بناءً صلباً متيناً في سبيل بث روح الكلمة الجميلة والفن الراقي .. ففي البدء كانت الكلمة .
كل الدول تمتلك المقدرات المالية ... ولكن ليست كلها تستطيع توجيه دفة المال في سبيل تأسيس ومتابعة مشاريع نهضوية عربية ذات استراتيجية مبنية على وعي وإدراك ، إلا أنني أرى بالقواسم وإمارتهم هذه القدرة ، إذ أن الشأن الثقافي يحتل المرتبة الأولى باهتمامات الحاكم ويتابع هو شخصيا ويحضر أغلب الفعاليات الثقافية ، فتحية لهذا المفكر العربي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد ألقاسمي ، ونور الله قلبه بنور العلم والدين والفكر .