facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذكاء الاصطناعي والقوة الناعمة


أ.د عبد الرزاق الدليمي
05-03-2025 10:15 AM

اصبح توظيف الذكاء الاصطناعي (AI) في القوة الناعمة من الاستراتيجيات الحديثة التي تستخدمها العديد من الدول لتحقيق أهدافها السياسية والثقافية والاقتصادية دون الحاجة إلى القوة العسكرية. وتشير القوة الناعمة إلى قدرة الدول على التأثير على الدول الأخرى من خلال الوسائل الثقافية، الاقتصادية، والإعلامية، بدلاً من استخدام القوة العسكرية أو السياسية المباشرة.ومن ابرز الطرق التي يتم من خلالها توظيف الذكاء الصناعي في القوة الناعمة:

الإعلام الرقمي والتوجيه الثقافي:

• الذكاء الصناعي يمكن أن يساعد في إنشاء وتحليل المحتوى الإعلامي وتوجيهه نحو الجمهور المستهدف. من خلال منصات مثل اليوتيوب و الوسائل الاجتماعية، يمكن للدول استخدام الخوارزميات المدعومة بالذكاء الصناعي لإنشاء محتوى ثقافي مؤثر يروج للثقافة الوطنية، الأيديولوجيا السياسية، أو حتى اللغة.

• الذكاء الصناعي يساعد أيضًا في تحليل البيانات الضخمة من أجل فهم اهتمامات الجمهور و توجيه الرسائل بما يتماشى مع هذه الاهتمامات. على سبيل المثال، يمكن إنتاج برامج تلفزيونية، أفلام، أو مسلسلات تسلط الضوء على القيم الثقافية للدولة وتعزيز صورتها الإيجابية.

التسويق الثقافي والدبلوماسية الرقمية:

• العديد من الدول تستخدم الذكاء الصناعي لتحليل الأسواق الثقافية العالمية وتوجيه الرسائل الدبلوماسية عبر الإنترنت. من خلال منصات مثل التويتر، الفيسبوك، وإنستغرام، يمكن استخدام الخوارزميات لتوجيه المعلومات والمحتوى الثقافي نحو جماهير محددة، وزيادة التفاعل مع الدبلوماسية الرقمية.

• دول مثل الصين و روسيا و السعودية قد استفادت من الذكاء الصناعي في تعزيز ثقافتها عبر الإنترنت، حيث تم توظيف الروبوتات و البوتات للتفاعل مع الجمهور العالمي وتعزيز تأثيرها السياسي والثقافي.

التأثير على الرأي العام من خلال تحليل البيانات:

• يستخدم الذكاء الصناعي في تحليل البيانات الضخمة من الشبكات الاجتماعية لتحديد اتجاهات الرأي العام وتقديم تحليلات دقيقة حول المواضيع التي تؤثر في الرأي العام الدولي. يمكن أن تُستخدم هذه البيانات لصياغة استراتيجيات إعلامية موجهة لتعزيز العلامة التجارية الوطنية.

• على سبيل المثال، الدول يمكن أن تستخدم الذكاء الصناعي لرصد المشاعر العامة تجاه قضايا معينة مثل التغير المناخي أو حقوق الإنسان، مما يتيح لها التفاعل مع الرأي العام العالمي بطرق تساهم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

التعليم والتدريب عبر الإنترنت:

• الذكاء الصناعي يمكن أن يكون أداة فعالة في نشر الثقافة والتعليم من خلال الدورات التعليمية عبر الإنترنت، التدريب المهني، و المنصات التعليمية. على سبيل المثال، يمكن أن تساهم الدول في إنشاء دورات تعليمية أو منصات تعليمية رقمية تحتوي على محتوى يروج لثقافتها أو قيمها السياسية.

• هذا النوع من التعليم والتدريب يمكن أن يساعد في تحسين صورتها على الساحة الدولية، حيث يمكن للطلاب في مختلف أنحاء العالم الوصول إلى محتوى يعزز التفاهم الثقافي و التعاون الدولي.

الذكاء الصناعي في تحليل الإعلام والتأثير عليه:

• الذكاء الصناعي يمكن أن يُستخدم في رصد وسائل الإعلام الدولية لفهم كيف يتم تغطية الأخبار والمواضيع التي تهم الدولة. يمكن للدول استخدام هذه المعلومات للتفاعل مع الخطاب الإعلامي في وسائل الإعلام الدولية وتقديم محتوى مضاد أو تصحيح للحقائق.

• يُستخدم أيضًا في إنشاء حملات إعلامية موجهة باستخدام تحليل النصوص و التعلم الآلي لتحسين تأثير الرسائل.

استخدام روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين:

• يمكن للدول توظيف روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الصناعي كأداة لدعم التفاعل مع الجمهور على الإنترنت. يتم ذلك من خلال إنشاء مساعدين افتراضيين يقدمون معلومات موجهة، سواء كانت ثقافية أو سياحية أو تعليمية، وبالتالي يساهمون في نشر صورة إيجابية عن البلد.

• مثال على ذلك، يمكن للدولة استخدام الذكاء الصناعي لتطوير مساعدين افتراضيين يدعمون السياحة الرقمية ويجيبون على استفسارات السياح المحتملين حول الأماكن السياحية أو الفعاليات الثقافية في البلد.

التأثير على السياسة الدولية عبر منصات التواصل الاجتماعي:

• الذكاء الصناعي يمكن أن يساعد الدول في تحليل المناقشات السياسية عبر الإنترنت وتصميم حملات دعائية مؤثرة على منصات مثل الفيسبوك و تويتر. من خلال الذكاء الصناعي، يمكن تحديد الجماهير المستهدفة وتوجيه الرسائل بشكل مستمر لتعزيز مواقف سياسية معينة أو مواقف دبلوماسية.

• على سبيل المثال، في الحالات الانتخابية أو في القضايا الكبرى مثل التغير المناخي أو الحروب الدولية، يمكن للذكاء الصناعي أن يُستخدم لمراقبة الآراء العامة ومساعدتها في توجيه الرأي العام لحشد الدعم لمواقفها السياسية.

الترويج للثقافة من خلال الترفيه الرقمي:

• في مجال صناعة السينما والموسيقى والفنون، يمكن استخدام الذكاء الصناعي لتحليل اتجاهات الجمهور والقيام بتخصيص المحتوى الثقافي لتلبية احتياجات جماهير مختلفة حول العالم. الدول يمكن أن تستخدم هذه الأدوات لخلق أفلام، مسلسلات، وموسيقى تعكس ثقافتها وتساهم في تعزيز صورتها الدولية.

• على سبيل المثال، استخدام الذكاء الصناعي في اختيار الأفكار والأعمال الفنية التي سيتم الترويج لها عالميًا يساعد الدول على توسيع تأثيرها الثقافي في سوق الترفيه العالمي.

يمثل توظيف الذكاء الصناعي في القوة الناعمة أداة حديثة وفعالة لدول عديدة في تحقيق أهدافها على المستوى الدولي. من خلال الإعلام الرقمي، التعليم، التحليل الاجتماعي، و التفاعل الثقافي، يُمكن للذكاء الصناعي أن يساعد الدول في توسيع نفوذها الثقافي والسياسي دون اللجوء إلى القوة العسكرية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :