الأردن بدأ في السنوات الأخيرة بتوجيه جهود كبيرة نحو استثمار الذكاء الاصطناعي بشكل أمثل، حيث يعمل على دمج هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار. تُعتبر المؤسسات الحكومية والخاصة في الأردن من بين الجهات التي تسعى للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء الاقتصادي والاجتماعي، وتوفير حلول تكنولوجية مبتكرة.

فيما يلي أبرز جهود الأردن في استثمار الذكاء الاصطناعي:

1. إستراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية

في 2020، أطلقت الحكومة الأردنية “استراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية” والتي تهدف إلى تشجيع وتوجيه الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. تم وضع خطة شاملة لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، الصحة، النقل، والطاقة، بالإضافة إلى تعزيز البحث والتطوير في هذا المجال. تتضمن الاستراتيجية أيضًا رفع مستوى المهارات الوطنية في الذكاء الاصطناعي من خلال البرامج التدريبية وتطوير الكفاءات التقنية.

2. الاستثمار في التعليم والتدريب

من أجل بناء جيل من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، يقوم الأردن بتطوير برامج تعليمية متخصصة في الجامعات والمدارس التقنية. العديد من الجامعات الأردنية مثل جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا و جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية تقدم برامج أكاديمية في مجالات الذكاء الاصطناعي و البيانات الضخمة. يتم أيضًا إطلاق دورات تدريبية قصيرة و ورش عمل بالتعاون مع الشركات الكبرى لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

3. تعزيز الابتكار في الشركات الناشئة

الأردن يتمتع ببيئة داعمة لريادة الأعمال وخاصة في مجال التكنولوجيا. تم تأسيس العديد من حاضنات الأعمال والمراكز الابتكارية التي تدعم الشركات الناشئة التي تعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة. من هذه المبادرات:

• مركز الابتكار الأردني: وهو منصة لدعم المشاريع الريادية في مجال الذكاء الاصطناعي.

• برنامج “إبداع”: وهو برنامج وطني يهدف إلى تشجيع الابتكار في القطاعات المختلفة ودعم الشركات الناشئة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي.

4. التطبيقات في القطاع الصحي

الأردن يستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في مجال الرعاية الصحية، مثل:

• الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الكبيرة والتنبؤ بالحالات الصحية في وقت مبكر.

• الروبوتات الطبية: تستخدم بعض المستشفيات الأردنية الروبوتات المجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في العمليات الجراحية والمراقبة الطبية.

5. التحول الرقمي في القطاعات الحكومية

بدأت الحكومة الأردنية في تنفيذ مشاريع لتحسين الخدمات العامة باستخدام الذكاء الاصطناعي. تشمل هذه المبادرات:

• نظام المساعدة الذكية في الوزارات الحكومية لتحسين التفاعل مع المواطنين.

• تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الحكومية للمساعدة في اتخاذ قرارات سياسية واقتصادية مدروسة.

6. التكنولوجيا المالية (FinTech)

الأردن يُعد من الدول الرائدة في المنطقة في مجال التكنولوجيا المالية (FinTech). يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في:

• تقديم حلول مالية ذكية مثل التحليلات المالية، إدارة المخاطر، و خدمات الاستشارات المالية.

• تطوير العملات الرقمية وتحليل البيانات الاقتصادية لتحقيق استقرار النظام المالي في البلاد.

7. التعاون الدولي

أدركت الأردن أهمية التعاون مع الدول والمنظمات الدولية لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي. فقد أبرمت العديد من الشراكات مع دول مثل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي لتبادل الخبرات والمعرفة في هذا المجال، وكذلك المشاركة في المؤتمرات الدولية حول الذكاء الاصطناعي و البحث والتطوير.

8. التطبيقات في قطاع النقل الذكي

الأردن يعمل على إدخال الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل لتحسين إدارة المرور و النقل العام. تم اختبار تطبيقات النقل الذكي مثل الأنظمة الذكية لمراقبة الحركة المرورية، وتقنيات تحليل البيانات لتحسين التنقل داخل المدن.

جهود كبيرة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي

الأردن يبذل جهودًا كبيرة في استثمار الذكاء الاصطناعي لتعزيز موقعه التكنولوجي في المنطقة وتحقيق الابتكار المستدام في القطاعات المختلفة. من خلال تطوير استراتيجيات وطنية، تعليم مهارات الذكاء الاصطناعي، دعم الشركات الناشئة، وتطبيق التقنيات في القطاعات الحيوية مثل الصحة والنقل، يسعى الأردن إلى بناء اقتصاد رقمي يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة كأداة لتحقيق التنمية الشاملة و تحسين جودة الحياة للمواطنين.

نعم، الأردن يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي و التكنولوجيا المتقدمة كأدوات استراتيجية لتحقيق التنمية الشاملة وتحسين حياة المواطنين. تسعى الحكومة الأردنية إلى تعزيز استثمارها في هذه المجالات لزيادة فعالية الخدمات العامة، وتحسين الاقتصاد الوطني، ورفع مستوى معيشة المواطنين، وتوفير فرص عمل جديدة، فضلاً عن تحسين القدرة التنافسية على المستوى الإقليمي والدولي. فيما يلي بعض المجالات الرئيسية التي يظهر فيها هذا التوجه:

1. التحول الرقمي في الحكومة

• الحكومة الرقمية: سعت الحكومة الأردنية إلى رقمنة الخدمات الحكومية من خلال منصات الحكومة الإلكترونية، مما يسمح للمواطنين بالحصول على الخدمات بشكل أسرع وأكثر كفاءة، مثل دفع الرسوم، طلب الأوراق الرسمية، تقديم الشكاوى، و الاستفسار عن المعاملات عبر الإنترنت.

• التفاعل الذكي: الحكومة الأردنية بدأت في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين التفاعل بين المواطنين والمؤسسات الحكومية، بما في ذلك الروبوتات الذكية أو المساعدات الافتراضية التي تساعد في تقديم الإجابات بشكل سريع وفعال.

2. التعليم والتدريب على الذكاء الاصطناعي

• البرامج التعليمية المتخصصة: بدأ الأردن بتقديم برامج تعليمية متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، و تعلم الآلة في الجامعات والمدارس التقنية، مع التركيز على تطوير مهارات الشباب في هذه المجالات لمواكبة تطورات سوق العمل العالمي.

• التدريب المهني: توجد أيضًا برامج تدريبية وورش عمل موجهة للمهنيين لتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للعمل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي و التحليل البياني.

3. القطاع الصحي

• تحليل البيانات الصحية: يستخدم الأردن الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية وتحسين التشخيص الطبي. تستخدم بعض المستشفيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الدعم الطبي، حيث يمكن أن يُساعد في تقديم تشخيص دقيق للأمراض بناءً على البيانات الكبيرة.

• تحسين إدارة الرعاية الصحية: يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا في إدارة المستشفيات و المراكز الصحية لتحسين توزيع الموارد، ومراقبة حالات المرضى، والتنبؤ بالأزمات الصحية.

4. الاقتصاد الرقمي

• الابتكار في التجارة الإلكترونية: يعزز الأردن التجارة الإلكترونية من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الاستهداف الإعلاني وتحليل سلوك المستهلكين عبر الإنترنت، مما يساعد الشركات الأردنية على زيادة أرباحها وتوسيع أسواقها.

• التمويل الرقمي: يستخدم الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي لتحليل البيانات المالية و إدارة المخاطر، كما تم إطلاق العديد من الحلول في التكنولوجيا المالية لتحسين خدمات الدفع الإلكتروني، و التحويلات المالية.

5. القطاع الصناعي والتصنيع

• الذكاء الاصطناعي في التصنيع: تحاول الحكومة الأردنية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية في القطاع الصناعي. تقنيات مثل الروبوتات الصناعية و التحليل التنبؤي يتم استخدامها لزيادة الكفاءة و الحد من التكاليف في المصانع والشركات.

6. القطاع الزراعي

• الزراعة الذكية: الأردن يستثمر في التكنولوجيا الزراعية لتحسين إنتاجية الزراعة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البيئية مثل الرطوبة و درجة الحرارة، مما يساعد المزارعين على تحسين إدارة المحاصيل وتقليل استهلاك المياه، وهي قضية حيوية في بلد يعاني من نقص المياه.

7. النقل الذكي والمرونة في المدن

• تحسين إدارة المرور: يستخدم الأردن الذكاء الاصطناعي في تحسين حركة المرور داخل المدن الكبرى مثل عمان من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تساعد في تنظيم إشارات المرور والتقليل من الازدحام المروري.

• النقل العام الذكي: تم تطبيق تقنيات النقل الذكي التي تسهم في تحسين الجدولة و إدارة الحافلات والقطارات في الأردن، مما يساهم في تسهيل التنقل وتقديم خدمات نقل عامة أكثر فاعلية.

8. التوسع في الصناعات المعرفية

• دعم الشركات الناشئة: الحكومة الأردنية تدعم الشركات الناشئة التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في ابتكار المنتجات والخدمات في مجالات مثل الرعاية الصحية، التكنولوجيا المالية، و التعليم الإلكتروني، مما يعزز من قدرتها على خلق فرص عمل جديدة.

الأردن يستثمر في الذكاء الاصطناعي و التكنولوجيا المتقدمة كأداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة و تحسين جودة حياة المواطنين. من خلال تعزيز التحول الرقمي، الابتكار التكنولوجي، و تحسين الخدمات العامة، يسعى الأردن إلى بناء اقتصاد رقمي متنوع وقادر على مواجهة تحديات المستقبل، وتوفير بيئة تشجع على التنمية الشاملة التي تشمل تحسين الصحة، التعليم، التوظيف، و النمو الاقتصادي.