رمضان في الجامعة الأردنية واللفتة الكريمة
سيف منور السردية
12-03-2025 12:04 AM
بعد ان انتهت محاضرة الدراسات العليا للدكتورة دبي أبو الغنم في قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية في الجامعة الأردنية مساء اليوم، وكنت احد الطلبة الحاضرين، كان موعد الإفطار على الأبواب، ولم نتمكن من العودة الى منازلنا، فذهبت ومجموعة من الزملاء الى مطعم الجامعة الأردنية الرئيسي للإفطار به، وكان اعداد الحاضرين بالمئات من طلبة البكالوريوس والدراسات العليا من جميع الجنسيات، والموظفين المتأخرين في الدوام والامن الجامعي، حيث تفاجئ الحضور بوجود رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات وصحبة معه من ادارة الجامعة يطوفون بين الطلبة والحضور الذين ينتظرون مدفع الإفطار، وكان الرئيس يطمأن على سير المحاضرات التي انتهت للتو وعلى الصائمين الذين اثروا ان يفطروا في الحرم الجامعي لطبيعة عملهم او حبا في أجواء الجامعة الرمضانية.
بعد ان انتهينا من الإفطار في الجزء الخاص بالعاملين في الجامعة الأردنية، وجئنا للمحاسبة والخروج، تفاجئنا بأن المحاسبين قد اغلقوا نوافذ المحاسبة معلنين ان الإفطار قد دفع ثمنه، وتسألنا من وراء ذلك، فقالوا لنا ان الافطار على نفقة الرئيس وإدارة الجامعة، اما الجزء الخاص بالطلبة الصائمين فقد ابلغوهم سلفا ان الرئيس قد حاسب عن الجميع، هذه اللفتة الكريمة التي قامت بها إدارة الجامعة الأردنية تعبر عن مدى عظم هذا الصرح الاكاديمي الكبير ومدى رقي ادارته، فقد كان موقف لافت يعبر عما نتحدث عنه جميعا في أديباتنا العلمية بان الجامعة هي خادمة المجتمع والمؤثرة في محيطها، ولا خير في علم لا ينفع، وفي صرح علمي مقطوع عن محيطه، فقد جسدت هذه اللفتة البسيطة مدى عمق ترابط الجامعة بالأسرة الطلابية والأكاديمية والعاملين بها، فقد انتابني الفخر ان أكون احد المنتسبين الى هذه الجامعة طالبا للدارسات العليا ومساعد تدريس فيها، لأنني شعرت اني في مكان يليق بي الانتساب اليه، ويشرفني العمل والدراسة به، فبوركت الايادي التي خدمت، والايادي التي اطعمت، والايادي التي علمت، والعقول التي ترعى هذا المكان، حمى الله الأردن وأهله الطيبون، ورحم الله مؤسس هذا الصرح العظيم في العام 1962 الملك الحسين ابن طلال طيب الله ثراه، والله من وراء القصد..