في مجريات الأحداث العالمية وما بدأنا نعاينه ونشاهده على الساحة العالمية، بتنا نعاين توافق وتقارب روسي أمريكي بالمصالح بدءا في سوريا مرورا باوكرانيا وصولا إلى أفريقيا حتى أوروبا، فيما يمكن قوله بأن التاريخ يعيد نفسه وإليكم توضيح ذلك بالمقال .
بالعودة إلى تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية وما الت اليه النتائج من هزيمة المانيا الهتلرية التي كانت تسيطر على أوروبا، اجتمع رؤساء الدول المنتصرة بهذه الحرب ستالين الروسي وروزفلت الأمريكي وتشرشل البرطاني للحديث في أمور ما بعد الحرب ومؤخرجات الحرب من اجل تقاسم أوروبا ووضع بنود على الدول الاوروبية، مما ظهر للعيان معسكرين شرقي وغربي وحرب باردة بين الاتحاد السوفيتي وأوروبا ليصبح نظام عالمي ثنائي القطبية يسعى كل طرف إلى بسط نفوذه على الدول وتغطية الفراغ السياسي والعسكري والاقتصادي الذي اخلفته الحرب، حيث تم تشكيل حلف الشمال الأطلسي(الناتو) ليشكل مجموعة من الجيوش العسكرية المنظمة للحلف تعنى بالحماية العسكرية لمنطقة أوروبا بعد فرض بنود تمنع تشكيل قوى عسكرية للعديد من الدول الاوروبية لحمايتها مقابل التبعية لامريكا رائدة الحلف مقابل هيمنتها الاقتصادية وتعزيز عملة الدولار كعملة عالمية. ومع مرور الوقت واشتداد الحرب الباردة بتنى نشاهد تعاون صيني كقوة صاعدة إلى جانب السوفييت وعدم اعتراف منظمة الأمم المتحدة بها مقابل تايون التي كانت عضوا معترف فيه من الولايات المتحدة مما عزز قوة السوفييت انذاك، ليسعى الامريكان في عهد الرئيس نكسون إلى كسر هذا التحالف السوفييتي الصيني بالسعي للتنفيذ خطة عراب السياسة الأمريكية الثعلب هنري كسنجر، والمتمثلة بدق الاسافين بينهم حيث تم الاتفاق على الاعتراف بالصين كدولة مقابل وقوفها على الحياد مما قاد إلى التاثير على الاتحاد السوفيتي تمهيدا لسقوطه فيما بعد .
واليوم نشاهد التاريخ يعيد نفسه بأدوات مختلفة ومحاور مختلفة، حيث أن ترامب يسعى للتقارب مع الروس الذي يتوفق معه ايدولوجيا بعدة أمور متمثلة برفض الشذوذ والتوجه نحو مفاهيم الأسرة. فمنذ وصولة وجدنا هذا التوافق في سوريا وما أفضى اليه ذلك من إسقاط النظام السوري السابق بتوافق روسي أمريكي وكذلك مقابلة ترامب مع الرئيس الاوكراني زلنسكي والتي حملت السعي الجاد لأنها الحرب بما يحقق الأهداف الروسية ليشكل ذلك تهديدات تمس دول الاتحاد الأوروبي وخصوصا ان ترامب ليس مع الناتو الذي يكلف خزينة أمريكا الإنفاق الكبير . حيث أن هذه الخطوات تعود لمواجهة الخطر الاقتصادي الصيني وخطة الحزام والطريق الصينية التي شهدت موافقة العديد من الدول الاوروبية بدعوة فرنسية لذلك، حيث أن أمريكا مهدت للروس الامتداد في الدول الأفريقية على حساب الإستعمار الفرنسي نتيجة توجهاته الأخيرة نحو الصين، حيث ذلك يجعل الدول الاوروبية تواجه تهديدات واطماع شرقية روسية مما دفعها منذ سنوات للسعي لإنشاء قوات عسكرية.