facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إقالة رئيس الشاباك: قراءة مشهد سياسي على حافة الانفجار


صالح الشرّاب العبادي
23-03-2025 08:16 AM

تشهد إسرائيل اليوم واحدة من أخطر الأزمات السياسية والأمنية في تاريخها الحديث، أزمة تتجاوز خلافًا قانونيًا إلى صراع مصيري حول مستقبل الحكم والهوية الداخلية للدولة ، إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، فجّرت حالة من الغضب الشعبي والسياسي، وسط انقسام عميق واتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يسعى لتصفية المؤسسة الأمنية لصالح تحالفه اليميني المتطرف.

المعارضة، بقيادة يائير لابيد وبيني غانتس، تحذّر من أن سياسات نتنياهو قد تجرّ إسرائيل إلى حافة حرب أهلية، بينما تستمر الاحتجاجات الحاشدة التي تتهمه بالتضحية بأمن الدولة واستغلال قضية المحتجزين لدى حماس لإطالة أمد بقائه السياسي.

فهل ستكون هذه الأزمة القشة التي ستقسم ظهر نتنياهو وتُنهي حقبته السياسية، أم أنه سيتمكن من تجاوز هذه العاصفة كما فعل في أزمات سابقة؟

1. جذور الأزمة: من القضاء إلى الأمن

بدأت الأزمة مع تصاعد التوتر بين نتنياهو والجهاز القضائي على خلفية مشروعه لتقليص صلاحيات المحكمة العليا، وهو ما أدى إلى احتجاجات مستمرة منذ عدة أشهر ، وفي ظل هذا التوتر، جاءت خطوة إقالة رئيس الشاباك رونين بار لتشعل المشهد أكثر، بعد أن أبدت المستشارة القضائية معارضتها القانونية لهذه الخطوة.

تُعد إقالة بار نقطة محورية، لأنها تمسّ إحدى أكثر المؤسسات حساسية في إسرائيل، إذ يتهمه نتنياهو بأنه يعمل ضد مصالح الحكومة ، لكن المعارضة ومؤيدين رئيس الشاباك يروا أن إقالته تهدف إلى تعزيز هيمنة وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الذين يطالبون بإحكام السيطرة على الأجهزة الأمنية لتحقيق أجندتهم اليمينية المتشددة.

2. المظاهرات: شرارة التغيير أم بداية الانفجار؟

منذ الإعلان عن إقالة بار، خرجت عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في مظاهرات متواصلة ترفع شعارات مثل “لا لأمنية الحزب الحاكم” و”نتنياهو خطر على إسرائيل”.
المتظاهرون يرون أن قرار إقالة بار جاء لإرضاء شركاء نتنياهو المتطرفين، خاصة في ظل رفض الحكومة فتح مفاوضات جدية بشأن قضية الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس ، وعدم قدرة طاقم المفاوضات الاسرائيلي متابعة المفاوضات الذي وجد نفسه عالقاً وعاجزاً عن المضي بالمفاوضات بدون صلاحيات .

3. اتهامات المعارضة: “نتنياهو يهدد وحدة الدولة”

يائير لابيد، زعيم المعارضة، صعّد لهجته في مواجهة نتنياهو، محذرًا من أن إسرائيل قد تنزلق إلى حرب أهلية إذا استمرت محاولات الحكومة للسيطرة على القضاء والمؤسسة الأمنية ، ويرى أن نتنياهو يتلاعب بأمن الدولة ويستخدمه كأداة للبقاء في السلطة.
وقد بدأت الدعوات الى عصيان مدني وإضراب عام وزيادة الاحتجاجات في وقت يهدّد رؤساء الجامعات العبريّة بالتحرك إذا أنتهكت الحكومة قرارات المحكمة العليا في خطوة جديرة بدعم المعارضة .

بيني غانتس، وزير الدفاع السابق، حذّر من “انهيار الثقة بين الجيش والأجهزة الأمنية من جهة، والحكومة من جهة أخرى”، مشيرًا إلى أن الأمن الإسرائيلي بات في خطر حقيقي بسبب الصراعات السياسية.

4. خيارات نتنياهو المحدودة

في ظل اشتداد الضغوط الداخلية والدولية، يبدو نتنياهو أمام خيارات محدودة ، فإما أن يتراجع عن قرار الإقالة، ما سيُضعف موقفه أمام شركائه اليمينيين، أو يصر على القرار، مما قد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان وربما انتخابات مبكرة قد تنهي حياته السياسية.

5. هل نحن أمام نهاية حقبة نتنياهو؟

إذا استمرت الاحتجاجات وتعاظمت المعارضة الداخلية، قد تصبح هذه الأزمة نقطة التحول الكبرى التي ستدفع نحو إنهاء حكم نتنياهو الطويل ، فالتحالف الهش الذي يقوده قد لا يصمد طويلاً إذا استمر في تحدي القضاء والجهاز الأمني، خاصة أن صورته أمام الناخبين بدأت تتآكل في ظل تصاعد الاتهامات بتقديم المصالح الشخصية على حساب أمن الدولة.

تعيش إسرائيل لحظة فارقة تتسم بالانقسام والتوتر غير المسبوقين ، في ظل الأزمة الراهنة، لا تبدو نهاية هذه المواجهة واضحة، لكن ما هو مؤكد أن قرار إقالة رئيس الشاباك قد يصبح القشة التي تقسم ظهر نتنياهو وتضع حدًا لحكمه الممتد منذ أكثر من عقد. فهل سيشهد العالم نهاية “زعيم الأزمات” الذي طالما نجح في البقاء وسط العواصف، أم أن هذه المرة مختلفة؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :