facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التصعيد الأمريكي-الإيراني: بين حافة الحرب ومسارات الدبلوماسية


صالح الشرّاب العبادي
03-04-2025 08:24 AM

يشهد الشرق الأوسط توترات متصاعدة مع تزايد التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، مما يجعل المنطقة على حافة انفجار عسكري جديد ، فبينما يلوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام القوة العسكرية للضغط على طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، تؤكد إيران استعدادها للرد بقوة، مستهدفة المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة ، هذا المشهد المعقد لا يقتصر على المواجهة بين الطرفين فحسب، بل يشمل أيضاً تفاعلات القوى الكبرى مثل روسيا والصين، إلى جانب المواقف الأوروبية والتركية التي تتأرجح بين التحفظ والبراغماتية.

استعدادات عسكرية مكثفة
الولايات المتحدة أرسلت تعزيزات بحرية إلى الخليج العربي والمحيط الهادئ، في خطوة اعتبرها المراقبون مؤشراً على استعدادات لعمل عسكري ضد إيران ، في الوقت نفسه، تواصل إسرائيل تكثيف استعداداتها تحسباً لأي مواجهة، إذ ترى في التصعيد فرصة لتوجيه ضربات قاسية إلى المنشآت الإيرانية وإضعاف نفوذ طهران الإقليمي ، على الجانب الآخر، تؤكد إيران أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي في حال تعرضها لهجوم، حيث تمتلك قدرات صاروخية متقدمة وقوة عسكرية قادرة على استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا والخليج، فضلاً عن تحريك حلفائها الإقليميين مثل حزب الله والحوثيين لتنفيذ ضربات ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

الحسابات الدولية: بين المصالح والمخاوف
روسيا والصين: رغم دعمهما السياسي والاقتصادي لطهران، فإن التدخل العسكري المباشر يبقى مستبعداً، خاصة أن روسيا منشغلة بحربها في أوكرانيا ، لكن موسكو قد تزود إيران بأنظمة دفاعية متطورة أو تقدم دعماً استخباراتياً لمواجهة الضربات الأمريكية ، أما الصين، التي تعتمد بشكل كبير على النفط الإيراني، فتفضل تجنب التصعيد العسكري حفاظاً على استقرار إمدادات الطاقة، وقد تلعب دور الوسيط للحد من التصعيد.

أوروبا وتركيا: الموقف الأوروبي ينقسم بين دعم الحلول الدبلوماسية والقلق من امتلاك إيران لسلاح نووي، إلا أن الأزمات الاقتصادية المتفاقمة تجعل الدول الأوروبية غير مستعدة للمشاركة في أي مواجهة عسكرية. تركيا، بدورها، تسعى للحفاظ على توازن علاقاتها بين واشنطن وطهران، لكنها لن تتورط مباشرة في الصراع، بل قد تلعب دور الوسيط لتخفيف التوترات.

الموقف العربي: بين الانقسام والحذر
تتباين مواقف الدول العربية إزاء التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، وفقاً لمصالحها وتحالفاتها ، بعض الدول الخليجية ، تبدي دعماً ضمنياً للموقف الأمريكي، إذ تعتبر أن تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة يصب في مصلحتها، خاصة بعد التهديدات الإيرانية المستمرة لأمنها عبر وكلائها الإقليميين مثل الحوثيين. في المقابل، تتبنى دول أخرى ، موقفاً أكثر توازناً، وتسعى للعب دور الوساطة لتخفيف التوترات، خصوصاً أن أي مواجهة عسكرية ستؤثر بشكل مباشر على أمنها واستقرارها الداخلي وهناك دول رغم معارضتهما لامتلاك إيران سلاحاً نووياً، فإنهما يفضلان الحلول الدبلوماسية، نظراً لحساسية الوضع الإقليمي والموقع الجغرافي وانعكاساته الاقتصادية والأمنية. في المجمل، يظل الموقف العربي محكوماً بالحذر، إذ تدرك الدول العربية أن أي تصعيد عسكري واسع قد يجر المنطقة إلى فوضى غير محسوبة العواقب.

السيناريوهات المحتملة
في ظل هذه المعطيات، يمكن تصور عدة سيناريوهات محتملة :

1. ضربات محدودة: تستهدف محيط المنشآت النووية العسكرية الإيرانية تتصاعد حدتها إذا لم تستجيب ايران للتفاوض ، مع رد إيراني عبر استهداف اطراف القواعد الأمريكية في المنطقة أو تنفيذ هجمات إلكترونية .
2. حرب إقليمية شاملة: تشمل ضربات لجزء من المنشآت النووية ودخول حزب الله والميليشيات العراقية على خط المواجهة، مع تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز واحداث ازمة طاقة ، وضربات لبعض اجزاء القواعد الامريكية ، وقد تتصاعد حدة المواجهات .
3. ضربات مستمرة متتالية يومية لايران كما الضربات في اليمن حيث تاخد امريكا على عاتقها الضربات لايران في حال تستمر إسرائيل في توسيع ضرباتها الى جنوب لبنان وسوريا مع توسع عملياتها ضد اليمن والعراق ، مع ردود متساوية بالرد والمقدار من قبل ايران ..
4. تهدئة مؤقتة عبر الوساطة: ضغط دبلوماسي من روسيا والصين وأوروبا لإعادة إيران إلى المفاوضات مقابل تخفيف جزئي للعقوبات.
5. إسرائيل في هذه الحالة إذا تأكد انها شاركت في ضرب ايران فإن ايران ستعيد قصف إسرائيل بالصواريخ من خلال اجواء الدول المحيطة بفلسطين.
6. مصادر القصف الامريكي : جواً من خلال البارجات ، ومن خلال طائرات بي 52 البعيدة والقاذفات الشبحية بي 2 التي تم نقلها إلى قاعده في المحيط الهندي ، ومن خلال القواعد العسكرية الجوية الامريكية في المنطقة العربية والتي ستهدد بالرد الإيراني ، من خلال القواعد الإسرائيلية .

مصادر الرد الايراني، من ايران نفسها ومن اذرعها في اليمن والعراق ومن المحتمل حزب الله الذي يهدد الان بضربات متلاحقة من اسرائيل..
7. قبول ايران للمفاوضات بشأن النووي وتجنب المنطقة مزيداً من التصعيد وتجنب الضربات الامريكية والتي إذا ما حدثت ستكون متوسطة وتصاعدية ..
8. بنك الاهداف بالنسبة لامريكا : هي ايران نفسها والقواعد العسكرية فيها والمفاعلات النووية والمطارات وقواعد إطلاق الصواريخ بعيدة المدى ..
9. بنك اهداف ايران : جميع البارجات والقواعد العسكرية المنشرة في الاقليم ، إسرائيل، مضيق هرمز، السفارات ، واستخدام الأذرع في العواصم العربية لخلط الأوراق .

إلى أين يتجه المشهد؟
التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران ليس حتمياً، لكنه يبقى احتمالاً قائماً مع استمرار التهديدات المتبادلة ، أي ضربة عسكرية قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي، مما يجعل الحلول الدبلوماسية خياراً تفضله العديد من الأطراف رغم حالة العداء المستمرة. الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت المنطقة مقبلة على مواجهة عسكرية جديدة أو أن الدبلوماسية ستنجح في تجنب الأسوأ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :