أقر مجلس الوزراء تعليمات الدوام الرسمي والدوام المرن لسنة 2025، تمثل التعليمات إطارًا قانونيًا وتنظيميًا لتنظيم عملية الدوام الرسمي والدوام المرن بحيث تمكن الدوائر الحكومية من تقديم خدماتها للمواطنين ومتلقي الخدمة في غير أوقات العمل الرسمي المعتادة وزيادة كفاءة وفعالية آداء الموظفين من خلال توفير المرونة في ساعات العمل.(عمون)
العمل المرن هو نظام يمكِن الموظفين من اختيار ساعات وأنماط نوبات عملهم، ويُطبق في العديد من الشركات في دول العالم، ويُطبق بعدة طرق مثل العمل من المنزل أو في مكتب أو حتى من دولة أخرى.
يُطبق هذا النظام لمساعدة الموظفين على تجنب الإرهاق النفسي، إضافة إلى ذلك يساعد العمل المرن أصحاب العمل على بناء قوة عمل أكثر تنوعًا.
في دراسة عام 2023 وجد باحثون من جامعة هارفارد وبنسلفانيا أن العمل المرن يقلل من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية ويساعد الموظفين على تجنب الإرهاق النفسي ويحمي صحتهم النفسية حيث يلعب الاختيار والتحكم في أنماط العمل دورًا كبيرًا في ذلك.
وقد تسارع العمل عن بعد بسبب جائحة كورونا 19 عام 2020، وأصبح ممكنًا بفضل التقدم التكنولوجي والتحولات في منظور إدارة الموارد البشرية. وقد يتساءل مدير إدارة الموارد البشرية كيف أضمن الانتاجية عندما لايكون فريق العمل كله في مكان واحد؟ ومع ذلك يتيح العمل عن بعد للموظفين العمل من أي مكان دون الحاجة إلى التوجه إلى المكتب، سواء من المنزل أو حتى من مدينة أخرى وهم القادرون على اختيار المكان الأنسب لهم للعمل، في الواقع؛ ليس المهم مكان العمل بل مدى فعالية إنجاز مهامهم وتحقيق أهداف المنظمةالتي يعملون بها.
إن التحول الذي أحدثه العمل عن بعد في علاقات أصحاب العمل والموظفين هو الانتاجية فبدلًا من قياس ساعات عمل كل موظف يعمل المدراء على قياس المهام ومؤشرات الآداء الرئيسية المحددة له. في الواقع يستفيدالموظفين من مرونة العمل لأنه يتيح لهم التوفيق بين العمل والالتزامات العائلية والشخصية ويمكِن الموظفين من رعاية الأبناء أو أحد الوالدين من آداء أعمالهم بكفاءة عند العمل من المنزل.. وهذا يخفف الضغط الاضافي ويمكنهم من التوفيق بين المسؤوليات الشخصية والعمل بنجاح، كما أنه يمنح الموظف سيطرة أكبر على جدول أعمالهم ويساعد في تقليل أوقات التنقل وتجنب إضطرابات الأزمة المرورية.
إضافة إلى ماتقدم يخفف الضغط على إدارة الموارد البشرية من حيث مراجعة الإجازات وطلبها وتسجيل الإجازات المرضية ومتابعة تقييمات الآداء.. ومع ذلك هناك العديد من التحديات للعمل المرن، قد يستغل بعض الموظفين نظام العمل المرن بشكل مبالغ فيه من حيث التكاسل والتقاعس عن إنجاز المهام والخروج مع الأصدقاء و/أو الانشغال مع الأهل في ذات الوقت الذي يتطلب منهم العمل فيه. كذلك قد لا يؤدي العمل المرن إلى تحفيز العاملين ورفع معنوياتهم خاصة في حالة عدم تواجدهم في المكتب وضعف إندماجهم في ثقافة المنظمة؛ وهناك تحدي آخر يكمن في ضعف توفر التكنولوجيا لهؤلاء الموظفين و/أو ضعف في متطلبات البيئة المناسبة للعمل من المنزل.