في ظلّ العدوان الغاشم والمستمر على أهلنا في غزة، تتصاعد مشاعر الغضب والحزن في قلوبنا جميعًا، ونبحث عن طرق واقعية وفعّالة للتعبير عن تضامننا ووقوفنا إلى جانب إخواننا المظلومين من بين هذه الطرق التي تُطرح أحيانًا: الإضراب عن الدراسة أو تعليق الدوامات الجامعية لكن هل هذه هي الوسيلة الأجدى؟ وهل بإيقاف عجلة العلم نبني مستقبلًا يواجه العدوان ويحرر الأرض؟

إن استمرار العمل في الجامعات لا يعني تجاهل معاناة غزة، بل هو في الحقيقة وقوف حقيقي إلى جانبها فالعلم هو السلاح الأقوى في مواجهة الظلم والاحتلال، والدين يأمرنا بالسعي والعمل والاجتهاد الأمم لا تنهض بالاحتجاج وحده بل تنهض حين تُسلّح أبناءها بالعلم، وتزرع فيهم القيم، وتعدّهم ليكونوا قادة التغيير فكم من فلسطيني أنهى دراسته فوق الركام وكم من فلسطينية علّمت القراءة والكتابة على اضواء الشموع.

العدو لا يخاف من صرخة عابرة، بل يخشى من جيل واعٍ متعلم مؤمن يعرف كيف يبني ويخطط وينهض.

الجامعات هي مصانع العقول، وكل ساعة ضائعة في الإضراب هي تأخير لمسيرة النهوض هي تأخير لطبيب قد يعالج جريحًا أو مهندس يبني وطنًا، أو إعلامي يكشف الحقيقة.

غزة بحاجة إلى دعمنا لكن دعمنا لا يكون فقط بالمقاطعة أو التوقف بل بالاستمرار والمثابرة بالدعاء والعمل بالدراسة والتفوق بالدين والعلم معًا.

لنجعل من مقاعد الدراسة منبرًا لنصرة الحق ومن المحاضرات رسالة وعي وصمود ولنؤمن أن العدوان يُهزم حين ننهض لا حين نتوقف، وحين نبني لا حين نعطل.