facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب الضرائب العالمية .. وشهبندر العالم الجديد


هزاع البراري
07-04-2025 11:53 AM

أعلن ترامب في خطاب التنصيب أنه سيعيد عظمة أمريكا، كيف سيفعل ذلك؟ وقد أعلن في الوقت نفسه أنه سيصنع السلام العالمي، أو بمعنى أدق سيفرض وقف الحروب وهذا شأن مختلف عن صناعة السلام، أي أن أمريكا لن تخوض حربا إلا في إطار فرض وقف حرب ما، وبالتالي التوجه إلى خفض النفقات العسكرية، وسحب الجنود الأمريكيين من مناطق النزاع، إذاً كيف يصنع ترامب عظمة أمريكا الجديدة؟ من الواضح أن الهيمنة التجارية – الاقتصادية هي السبيل الأسهل والمدر للأموال بدل من استنفادها، وهذا نهجه الذي غدا أكثر فجاجة هذه المرة، وقد أحاط نفسه بمستشارين يعزفون على ذات اللحن الذي يحبه، ولا ينظرون إلى إرتدادات هذه الحالة إلا من جانب واحد، وهو ماذا نجني من أموال قريبا.

حاول ترامب فرض خطته الغريبة في غزة، وعندما رفضت أطلق يد إسرائيل بشكل سافر بعد أن رفع من وتيرة تسليحها، وكأنه يقول: حسنا سننهي الأمر على طريقتنا، وبالتالي فإن الصمود الأسطوري هو الحل المتاح حاليا، وها هو يرد على تلكؤ إيران في الإستجابة لطروحاته بضرب الحوثيين ضربا موجعا، ويضغط على أوكرانيا ويخنقها ولا يستثني روسيا من هذه الضغوط من أجل وقف الحرب وليس بالضرورة من أجل السلام، لكنه يستثمر كل ذلك اقتصاديا، يريد صفقات ومعادن ثمينة وبحر أحمر آمن تحت سيطرة البوارج الأمريكية لذا بدأ بفك الشراكة مع بريطانيا في ضرب الحوثيين، نعم يريد التجارة كل التجارة بما في ذلك المعابر والمضائق البحرية، فلم يغمض عينه عن قناة بنما أبدا ولا عن جزيرة غريلاند، كل هذا يحدث في إطار إعادة عظمة أمريكا بالطريقة الترامبية.

إن شن حرب الضرائب والرسوم شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، هي الطريق الأسهل والمفروش بالدولارات من أجل أمريكا ترامب، وهي أكثر نجاعة ومتعمة من إرسال مشاة البحرية لخوض حروب هنا وهناك، وهي حروب باهظة الكلفة البشرية والمالية والأخلاقية، وذات نتائج غير مضمنونة. نعم نجح ترامب في إدخال العالم في فوضى الضرائب، وبدأت الأسواق تتكبد خسائر فادحة، لكن اللافت أن الأسواق الأمريكية الداخلية أيضا تلقت خسائر كبيرة، وهزات قوية، وإصيبت السلع الأمريكية بسعار الأسعار، ووجد المواطن الأمريكي نفسه يغرق في التضخم وجنون الأسعار وارتفاع عبئ الضرائب، وغيرها من الآثار التي تضرب الاقتصاد الأمريكي بقسوة، وهذا ما دفع الأمريكيين للخروج ضد ترامب وسياسته، وهي جبهة داخلية سيستغلها خصوم ترامب في الداخل والخارج.

ترامب ليس غبيا، ولكنه متسرع، يحرق المراحل ولا يحب سياسة الخطوة خطوة، لكنه يعول على تدفق التريلونات من كل أصقاع الكرة الأرضية باتجاه الخزينة الفديرالية، ويرى أن تحمل صدمة هذا الواقع الجديد على المواطن الأمريكي سينتج عنه وفر كبير لدى أمريكا، يمكنه في المراحل اللاحقة من سداد جزء كبير من مديونية أمريكا، وتحسين الخدمات والبنى التحية، خاصة الجانب الصحي وشبكة الطرق وغيرها، ناهيك عن تغيير وضع أمريكا من شرطي العالم إلى منصب " شهبندر تجار العالم " حالما بالسيطرة على أسواق العالم، وتقزيم الهيمنة الصينية، واستيعاب التمدد الصناعي والتجاري الهندي، وأنه على العالم إذا رغب في الصناعة والتجارة، فلا بأس ولكن حصة أمريكا يجب أن تدفع سواء على شكل ضرائب إضافية أو رسوم جديدة.

هذه هي أمريكا العظمى التي يسعى ترامب إلى صناعتها، فهل سينجح؟؟ هو يعرف أن أوروبا ضعيفة وغارقة في الحيرة، وأن اعتمادها على أمريكا عقودا طويلة يجعلها تتصرف تحت وقع الصدمة، فلم تتخذ موقفا سياسيا واقتصاديا حازما، كما أن أوكرانيا لقمة سائغة، ومنظمة " بركس " شبه صامتة، ربما بسبب موقف ترامب من الحرب الروسية الأوكرانية، لذا من الصعب تحديد من المنتصر حاليا، فهذا يعتمد على الوضع الداخلي في أمريكا، وعلى نجاعة القرارات الأوروبية إن تصرفت كوحدة واحدة، أما الصين فإن تأثرت بشكل واضح، فإنها دائما ما تتقن القدرة على تلقي الصدمة والتصرف بصبر وضمن استراتيجية بعيدة المدى، لا شك أنها لعبة عض الأصابع، وما سيأتي خلال الأشهر القادمة سيحسم هذا الحرب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :