اﻟﺑﻌث ﺑﻌﺛﺎن وﻟﻛن اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ واﺣدة !
اللواء محمد البدارين
09-04-2025 02:08 AM
ﻻ ﺷﻲء ، ﻻ ﺷﻲء اﺳوأ ﻣن اﻟﻌﺑث ﺣﯾن ﯾﺣﻛم اﻟﺑﻼد، ﻓﻔﻲ رواﯾﺎت ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ ﺟدا ، ﺗﺧﺗﻔﻲ اﻟﺟﯾوش ﻓﺟﺄة ﻓﻲ دﻣﺷق ﻛﻣﺎ اﺧﺗﻔت ﻓﻲ ﺑﻐداد ، وﯾﺧﺗﻔﻲ اﻟرﺋﯾس اﻟﻘﺎﺋد او ﯾﮭرب ، ﻓﯾﻣﺎ اﻟﺗﻠﻔزﯾون ﯾﺧطب ﺣﺗﻰ ﯾﻧﻘطﻊ ، ﻓﻣﺎ اﺳوأ اﻟﻘﺎدة اﻟﮭﺎرﺑﯾن ، وﻣﺎ اﺳوأ ﻣﻧظر اﻟﺟﯾوش ﺣﯾن ﺗﺧﻠﻊ ﻣﻼﺑﺳﮭﺎ ﻓﻲ اﻟطرﻗﺎت وﺗرﻣﻲ اﻟﺳﻼح..
ﻟﻘد ظﮭرت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﻛﻧت ﻣﻧﮭﺎ ﺗﺣﯾد اﯾﮭﺎ اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻣؤﺑد ، ﻓﻌﺑر اﻷزﻣﻧﺔ ﻛﻧت ﺗﻧﺳﻰ اﻧك اﻏﺗﺻﺑت اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺑﻼد وﺑطﺷت ﺑﺎﻟﻧﺎس واﻟرﻓﺎق ، واﻧك ﻛﻧت ﺗﻌﻠن اﻟﻧﺻر ﻓﻲ ﻛل ھزﯾﻣﺔ ، اﻧﮭﺎ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ، واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻻ ﺗﻔﺎﺟﻰء إﻻ ﻣن ﯾﻧﺳﻰ اﻟﻣﻘدﻣﺎت، وﯾﻌﺟز ﻋن ﻓﮭم ﻗﺎﻧون اﻟﺳﺑب واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أو ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺛﯾر واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ، وﻛﻣﺎ ﺗﺗﺷﺎﺑﮫ اﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﺷﺎﺑﮫ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻟﻧﮭﺎﯾﺎت ، وﺗﻠك رواﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺗﺗﻛرر ، وﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻘوﻗﻌﺔ أو رواﯾﺔ اﻟظﻼم ، اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻧﺗﮭﻲ ﻣن دون ان ﯾﺳﺄل اﺣد اﺣدا ﻋﻣﺎ ﺣﻘق اﻟﺣزب اﻟذي ﻗﺎد اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﺑر اﻟزﻣن اﻟطوﯾل ، ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﺗزال أھداﻓﮫ ﻓﻲ اﻟوﺣدة واﻟﺣرﯾﺔ واﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺑﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺻور وﻛﻼﺷﯾﮭﺎت ﻣﺷطوﺑﺔ ﺑﺣرف اﻛس ﻋﻠﻰ اﻟﺟدران اﻟﻣﮭدﻣﺔ ﺑﻘﺻف ﺻﺎروﺧﻲ ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﺷواﺋﯾﺎ واﻧﺗﻘﺎﻣﯾﺎ.
ﻻ داﻋﻲ ﻟﻼﺳﺋﻠﺔ، ﻓﻛل ﺳوري ﺗﻘﺎﺑﻠه ﺑﺷﻛل ﻋرﺿﻲ أو ﻣرﺗب ، ﺳﯾدﻟﻲ ﺑﺷﮭﺎدﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﮫ ﺷﮭﺎدة أي ﺳوري آﺧر ، ﻋﻠﻰ اﻣﺗداد ﻣﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ان ﺗﺻل اﻟﯾﮫ ﻣن اﻣﻛﻧﺔ ﻓﻲ دﻣﺷق وﻓﻲ ﺣﻣص وﻓﻲ ﻣﺻﯾﺎف وﻓﻲ ﻗرى ﻛﺛﯾرة ﺟدا ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻟم ﯾﺑق ﻓﯾﮭﺎ ﺳوى اﻟﻣﺋﺎت ﻣن اﻟﻧﺎس، وﻣن اﻟروﺗﯾﻧﻲ أن ﺗﺳﺗﻣﻊ ﻟﻘﺻص اﻻﻋﺗﻘﺎل اﻟﻌﺷواﺋﻲ واﻻﺧﺗﻔﺎء اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ، وﻗﺻص اﻟﺗﻌذﯾب واﻟﻘﺗل واﻟﺗدﻣﯾر واﻻﺑﺗزاز ، وﻓﻲ اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﺳوري اﻟﯾوﻣﻲ ھﻧﺎك ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺳﺗﻔﮭﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻛرار ، ﻣﺛل اﻟﺗﻔﯾﯾش واﻟﺗﻌﻔﯾش وأﺳﻣﺎء اﻟﻔروع اﻷﻣﻧﯾﺔ واﺣدھﺎ ﻓرع اﻟﺧطﯾب اﻟﻣﺗﺧﺻص ﺑﺎﻋﺗﻘﺎل اﻷﻏﻧﯾﺎء وﺳﻠب أﻣواﻟﮭم اﺑﺗزازا، وﻣن أﺣﺳن اﻟﻘﺻص اﻟﻣﺗﻛررة ﻋن اﻟﻔﺳﺎد واﻟرﺷوة، أن اﻟﻣﺟﻧد ﻓﻲ اﻟﺟﯾش ﯾدﻓﻊ ﻣﺧﺻﺻﺎ ﺷﮭرﯾﺎ ﻟﻘﺎﺋده ﻣﻘﺎﺑل إﺟﺎزات ﻣﻔﺗوﺣﺔ ، وﻋﻧد ﻛل اﻟﺣواﺟز ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺎرة أي ﺷﻲء ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠون إن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌﮭم ﻣﺎﻻ، وﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺷرﺣﮫ ﻋن اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻟﺳورﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﮭﯾﺔ ﻟﻠﺗو، ﻟﻛن ﻣن ﺑﻘﻲ ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓرﺣون ﺑﺎﻟﺧﻼص وﯾﻘﯾﻣون اﻷﻓراح ﻓﻲ اﻟﺷوارع ﻟﻠﻌﺎﺋدﯾن ﺑﻌد ﻏﯾﺎب ﻗﺳري طوﯾل ﻋن اﻻھل، ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻣﻧﺎظر اﻟﻛﺂﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺣظﮭﺎ اﻟزاﺋر، ﻓإن ھﻧﺎك ﻓرﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻔوس و اﺳﺗﻌدادا ﻛﺑﯾرا ﻟﻠﻔﻌل ﻟﻛﻲ ﻻ ﯾﻌود اﻟظﻼم ﻣن ﺟدﯾد.
وﻓﻲ اﻟﻌﻣوم ، ﺗﺑدو اﻟﺑﻼد ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺗﺣت اﻟﺳﯾطرة ، وﺗﺑدو اﻟﺣﯾﺎة طﺑﯾﻌﯾﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ، واﻟﻣظﺎھر اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎر ، ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﯾل أﻛﺛر ، وﺣﯾن ﺗﺗﺟﮫ ﺷﻣﺎﻻ وﻏرﺑﺎ ، ﺗﻧﺗﺷر اﻟﺣواﺟز اﻻﻣﻧﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﻔﺎرق اﻟطرق ، وﻋﻧﺎﺻرھﺎ ﯾﺗﻌﺎﻣﻠون ﻣﻊ اﻟﻣﺎرة ﺑﻠطف ظﺎھر ، ﯾوﺣﻲ ﺑوﺟود ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺑﮭذا اﻟﺧﺻوص ، وﻓﻲ اﻟﻘرى واﻟﺑﻠدات ﻓﻲ رﯾف ﺣﻣص وﻣﺻﯾﺎف ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺔ ﺑﻌض ﻣؤﺷرات اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﻣذھﺑﯾﺔ واﻟﻌرﻗﯾﺔ ﺑﺷﻛل ظﺎھر ، ﻟﻛن اﻟﺣﯾﺎة ﺗﺑدو طﺑﯾﻌﯾﺔ أﯾﺿﺎ.
ﻻ ﺷواﺧص ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطرق ، وﺧﺎﺻﺔ طرﯾق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ، ﻟﻛن اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﯾﻧﺗظرون اﻣﺎل اﻟﺗﺣﺳن ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت ، وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ، وھﻧﺎك رھﺎﻧﺎت ﻓورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﯾف اﻟﻘﺎدم ﺣﯾث ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻋودة أﻋداد ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻣﻐﺗرﺑﯾن اﻟﺳورﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻘدرات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺟﯾدة وﻣﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﻏﺗراﺑﮭم ﺳﻧﯾن طوﯾﻠﺔ ، وھﻧﺎك رھﺎن اﻛﺑر ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟﻌﻘوﺑﺎت او ﺗﺧﻔﯾﻔﮭﺎ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ، وﺗﺳود ﺑﯾن اﻟﻧﺎس روح ﻣن اﻟﺗﻔﺎؤل اﻟظﺎھر ، ﺑﺄن اﻻﻣور ﺳﺗﺻﺑﺢ اﻓﺿل ﺑﻣرور اﻟوﻗت ، وﻟدﯾﮭم ﻗﻧﺎﻋﺔ راﺳﺧﺔ ﺑﺄن ﺑﻼدھم ﻏﻧﯾﺔ ﺑﻛل اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺗرﯾد اﻟﻧﮭوض..