الحياة السياسية في الأردن / المنظور القريب
د. بركات النمر العبادي
10-04-2025 10:46 AM
"الجزء السابع"
يتأثر مستقبل الأردن في المنظور القريب بعدد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإقليمية، من المهم أخذ هذه العوامل في عين الاعتبار لفهم الاتجاهات التي قد يسلكها الأردن في السنوات القادمة ، ومن النقاط التي قد تؤثر على مستقبل الأردن في المنظور القريب:
1-الاستقرار السياسي والملكية
الملكية الأردنية ، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ، تتمتع بمستوى عالٍ من الاستقرار السياسي ، في الوقت الحالي و يظهر النظام الأردني قدرة على الحفاظ على توازنه الداخلي وسط التحديات الإقليمية والاقتصادية ، وقد تركز الحكومة في المستقبل القريب على استكمال عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي ، لكن من غير المتوقع حدوث تغييرات جذرية في النظام السياسي في الوقت القريب ، ما لم تحدث تطورات مفاجئة على المستوى الشعبي أو الإقليمي.
2-الإصلاحات الاقتصادية والتحديات المالية
الأردن يواجه تحديات اقتصادية كبيرة ، بما في ذلك البطالة المرتفعة ، و الديون العامة المتزايدة ، والاعتماد الكبير على المساعدات الخارجية ، و في المستقبل القريب ، سيحتاج الأردن إلى تعزيز النمو الاقتصادي من خلال تنويع مصادر الدخل ، وتقليص الاعتماد على المساعدات ، وتحسين بيئة الأعمال ، وهناك توجهات لإصلاح قطاع التعليم والصحة ، لكن تأثير هذه الإصلاحات سيظهر على المدى البعيد.
3-التحديات الاجتماعية
الركود الاقتصادي قد يؤدي إلى زيادة الفقر والبطالة بين فئات الشباب ، مما قد يزيد من مشاعر الإحباط بين السكان ، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العديد من الأسر الأردنية ، وبالتالي ، قد تشهد البلاد في المستقبل القريب زيادة في الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية ، خاصة إذا لم يتم توفير فرص عمل كافية أو تحسين الظروف المعيشية.
4-التطورات الإقليمية والأمنية
الأردن يقع في قلب منطقة مليئة بالتحديات ، بدءًا من الأزمة السورية و سقوط نظام الاسد إلى التوترات في العراق وفلسطين، و على الرغم من التوترات الإقليمية ، إلا أن الأردن حافظ على سياسة مستقلة تحافظ على استقراره الداخلي وتوازنه مع القوى الإقليمية والدولية ، وفي المستقبل القريب ، سيظل الأردن في موقف حساس ويحتاج إلى التعامل بحذر مع أي تغييرات قد تحدث في المنطقة ، ولكن الدبلوماسية الاردنية الهاشمية تعالج كل خلل في حينه بحكمة العقلاء المجربين.
5-العلاقات الدولية والتعاون مع الولايات المتحدة والدول العربية
العلاقات مع الولايات المتحدة، ودول الخليج ، والمنظمات دولية مثل صندوق النقد الدولي ، ستظل محورية لمستقبل الأردن ، سيعتمد الأردن على الدعم المالي والعسكري من هذه الأطراف في المستقبل القريب ، وسيسعى لتعزيز هذا التعاون في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية ، كما قد يعزز الأردن علاقاته مع دول أخرى مثل روسيا والصين في محاولة لتنويع تحالفاته.
6-الدور الإقليمي والاقتصادي
على الرغم من التحديات ، يُحتمل أن يواصل الأردن تعزيز دوره كوسيط رئيسي في القضايا الإقليمية مثل السلام الفلسطيني الاسرائيلية والعلاقات مع العراق وسوريا ، من المتوقع أن يظل الأردن لاعبًا رئيسيًا في تحالفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب ، ما يعزز مكانته على الساحة الدولية.
وفي المنظور القريب، من المتوقع أن يواجه الأردن تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة ، ولكنه سيسعى للاستمرار في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تدريجية ، الاستقرار السياسي يبقى عاملًا رئيسيًا في ضمان استمرارية النظام الملكي ، بينما سيتعين بالحكومة لمواجهة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية بنجاح ، كما أن العلاقات الدولية ستظل مهمة لضمان استقرار الأردن في ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة ، ومن المعلوم ان ترتيب اوراق الشرق الاوسط لا يمكن ان تتم الا بمشاركة فاعله من الاردن، و هناك تفاهمات اقليمية حول ذلك الامر و خاضة بين السلطة الفلسطينية وتركيا وجمهورية مصر العربية و السعودية ودولة قطر ، اما عن الرئيس ترامب فانه يعلم ان جميع الطرق التي تخدم مشروعه كرئيس للسلام العالمي لابد لها ان تمر من عمان وذلك بفضل حكمة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين و رؤيته السياسية .
عاش الاردن حرا ابيا عصيا على الاعداء، منيعا على العاديات.