facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نقل حيّ ومباشر لأُم المحارق والمجازر في غزة الصمود


د. ماجد الشامي
11-04-2025 10:40 PM

أيقونة عِزٍ ومجدٍ وفخرٍ ووقار بلا غُبار، سكانها يتزيّنون بالغار، صفاتٍ تُلازمُ غزة منذ صِباها. غنية بالماءِ والخضراءِ والوجه الحسن، فاتنهُ الجمال يتلعثم في حضرتها السَمُوح كما الطُغاة. إنها غزة هاشم، شيدها الكنعانيون وإعتنى بها اللاحقون، باهرةٌ بالكمالِ والاعمالِ، تتلذذُ في هواه.

كانت وما زالت عُرضةً للطامعين، بِدأ بالفراعةِ وصولاً إلى وحشٍ اسرائيلي ماكر، لا يُحمدُ عُقباه. ارادها خانعة لنزواتهِ وشهواته، ليُشيدَ عليها مستوطناته إرضاءً لعصاباته، يا ويلاه. فإصطدم بجبابرةٍ، لا ينحنونَ الا للخالقِ وحده، عمالقة قدموا نماذج مؤلمةٍ من أجل ثراه.

قومٌ يأبى للعيشِ في جلبابِ محتل مُتعفن، تفوحُ منه كل روائحِ الذُل والغُل والإكراه. كيف لغزة العزة أن ترضخ لهواه، وهي في النُبلِ والشرفِ ذات مقام رفيع، والتاريخ يهدرُ بِصداها. حاصرها من كل نحوٍ وصوب، وجعلوها أسيرة أحقاده، مكبلة اليدين والرجلين، مُكممة الافواه
.
صمدت والدمعةُ بعينيها، تنزفُ سيلً من دماءٍ روت بها ترابها، والحال يُراوح مكانه ولا من مُسعفا. حرقوا أطفالها بالخيم، ورقصوا فوق جثثهم بالازقة والساحات والطُرقات، ايُعقلُ هذا يا رباه. وابادوا شبابها ونساؤها وشيوخها، وقطعوا الرؤوس ومزقوا الجثث، وبحقهم صَعْبوا إصدار شهادة وفاه. عائلات مُسحت من السجل المدني، لا تجد من يوثق انها في يوم من الايام كانت على قيدِ الحياة.

يتقننون فنون القتل والتدمير والتهجير، ومن القيم الإنسانيه مجردين، أشبه بأجسادِ العُراه. مجازر تُرتكب بحقدٍ وبلا ادنى رحمه، مُبررة بكذبة حق الدفاع عن النفس، أيُعقل ذلك يا الله؟

وعزوتهم من العرب تفننت بالحجج والمبررات لتنأى عن نفسها من الملامات وسلوك اللامبالاه. أطفالها متشرذمون مشردون وُحفاه يفترشون الارض في ألعراء، وأمة عربية متواطئة لفناه ومنفاه.

يتزاحمون على كِسرة عيشٍ وشربة ماء، والضمير الإنساني غارق بقيلولة ليغُضَ النظر عما يراه. يُخالفون ارادةَ الله القوي العزيز في مكارمهِ، ويمنعونَ كل ما تيَسْر من سُبل ومقومات ألحياه. فاغلقوا كل المنافذ والمعابر، ومنعوا إدخال كل إمدادات المساعدات من كل الحباه.

فعرّاها من كل مقومات الحياة، والحقد يُشعشع في نظراته الساديه، سمعاً وطاعةً لأسياده من الطغاة. وطاف في غزة العزة خرابا وجحيماً مبينا، مُتحججاً في سعيه لتحرير عدد أصابع اليد من أسراه. وردموها عن بكرة ابيها، ولم يُبقوا حجراً على حجر، وقطعوا الشجر والبشر.

لبيتم النداء، وفعلتم كما أراد ترامب، وانزلتم بغزة الجحيم، وارتكبتم كل ما يُخالف تعاليم الله. وحش امريكي-اسرائيلي مُستعر، مُستمر دون كلل أو ملل، على فعلِ ما لا يُحمد عقباه، مُتنمر مُتجبر يحرقُ الأخضر واليابس، وحوش بشرية، تاريخهم يشهد لهم أنهم طُغاه. تبا لكم يا من تعشقون القتل والتدمير، وسفكِ دماءٍ ترتكبونها بحق أحباب الله.

شعب أراد في الحياة نسمة السرور والبهجة، فيا رب السماوات القوي الجبار، إسعفه في مُبتغاه.

أمدَ الله العون لغزة وشعبها، بأبابيل من سجيل تنال من المحتلين الاسرائيليين ، نصرة لهم على مُبتلاه. مُدْهم يا رب بالسكينة والطمأنينه، وإجعل خيراتك وبركاتك سِهاماً في سماه تتساقط في مرماه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :