facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل يكون وادي نخيلة الجوهرة القادمة في قائمة اليونسكو؟


أ. د. ابراهيم بظاظو الكردي
14-04-2025 08:51 PM

يُعد وادي نخيلة، الواقع في قلب وادي عربة ضمن محافظة العقبة، من المواقع الطبيعية الفريدة في جنوب المملكة، لما يتمتع به من تنوع جغرافي وجيومورفولوجي وجمال طبيعي استثنائي، ويكتسب الوادي أهمية متزايدة بوصفه مقصدًا سياحيًا ناشئًا، يحتضن تضاريس متنوعة تشمل الكثبان الرملية والتكوينات الصخرية والجبال الملونة، فضلًا عن كونه موطنًا محتملًا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية، منها ما يُعتقد أنه مهدد بالانقراض أو نادر على مستوى المنطقة.

وانطلاقًا من هذه الأهمية، يجب العمل على إدراج وادي نخيلة ضمن قائمة التراث العالمي الطبيعي التابعة لمنظمة اليونسكو؛ وذلك لما يملكه من مقومات تؤهله للترشح استنادًا إلى المعايير الدولية المعتمدة، وتُعد هذه الخطوة جزءًا من الجهود الوطنية لحماية الإرث الطبيعي، وتعزيز مكانة الأردن البيئية والسياحية على الخارطة العالمية، انسجامًا مع رؤية التحديث الاقتصادي التي تركز على قطاعات السياحة والاستدامة البيئية.

تتطلب عملية الإدراج سلسلة من الإجراءات تبدأ بإدراج الموقع على القائمة التمهيدية، التي تشكل المدخل الأساسي لتقديم ملف الترشيح الكامل إلى لجنة التراث العالمي، ويتضمن هذا الملف وصفًا دقيقًا للموقع، مدعومًا بالبيانات العلمية والصور والخرائط، إضافة إلى خطة إدارة تضمن حماية الموقع واستدامته على المدى الطويل، مع التأكيد على أهمية إشراك المجتمع المحلي في هذا المسار، بوصفه عنصرًا فاعلًا في صون الموارد الطبيعية وتحقيق التنمية البيئية المنشودة.

ويبرز وادي نخيلة كمرشح قوي للترشيح، إذ يجمع بين جمال طبيعي فائق وتضاريس نادرة، كما يشهد نشاطًا متزايدًا في مجالات السياحة البيئية والمغامرة، من خلال مبادرات محلية رائدة مثل "رواد النخيلة"، التي تسعى إلى تطوير الموقع بطرق مستدامة تحافظ على طابعه البيئي والثقافي، كما يُمكن ربط الموقع بمواقع طبيعية محمية قريبة، مثل وادي رم وضانا، ضمن رؤية وطنية لإنشاء ممرات بيئية متكاملة تعزز فرص التعاون الإقليمي والدولي في حماية الطبيعة.

يبرز وادي نخيلة كبوابة مثالية لإطلاق مشاريع توعوية وتعليمية حول قضايا التنوع البيولوجي والتغير المناخي، إذ يمكن تحويل الموقع إلى مختبر طبيعي مفتوح للباحثين والطلبة والمهتمين بالعلوم البيئية، ومن شأن دعم البحث العلمي وتوثيق الخصائص الإيكولوجية أن يسهم في تعزيز فرص القبول في قائمة التراث العالمي، لا سيما إذا ما ترافق ذلك مع شراكات استراتيجية مع الجامعات والمؤسسات البيئية العالمية.

بناءا على ما سبق نوصي الجهات المعنية بضرورة إعداد ملف ترشيح متكامل بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية وجهات دولية متخصصة، كالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، وبالشراكة مع المجتمع المحلي، من أجل توثيق الخصائص الطبيعية والبيئية الفريدة لوادي نخيلة، كما ندعو إلى إنشاء مركز أبحاث بيئي في المنطقة لدعم الجهود التوثيقية والعلمية المطلوبة، ووضع برامج تدريبية وتعليمية ترفع من وعي الزوار والسكان بأهمية الحماية البيئية.

إن إدراج وادي نخيلة في قائمة التراث العالمي ليس مجرد تكريم لمكان مميز، بل هو خطوة استراتيجية تسهم في الحفاظ على التنوع البيئي وتعزز من فرص التنمية المستدامة في الجنوب الأردني، وترسخ مكانة المملكة كمقصد عالمي للسياحة البيئية والتراث الطبيعي، وتؤكد على التزام الأردن بمسؤولياته الدولية في حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

* أ.د ابراهيم الكردي – كلية السياحة والفندقة / الجامعة الأردنية فرع العقبة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :