ما كشفته أجهزتنا الأمنية مؤخراً من إحباط خلية إرهابية كانت تُخطط للنيل من أمن الوطن واستقراره، ليس مجرد إنجاز أمني، بل هو تجلٍّ جديد لمعنى اليقظة الوطنية والولاء الحقيقي لتراب هذا البلد. إنها رسالة صارخة بأن الأردن سيبقى عصياً على كل من يحاول العبث بسلامه وأمانه، وأن يد الدولة ستبقى ضاربة لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة الأردنيين.

إننا اليوم أمام حقيقة لا يمكن إنكارها: أن أمن الوطن خط أحمر، وأن الأعين الساهرة لا تغفو، بل تقرأ ما بين السطور، وتستبق الخطر بخطوة، وتطوّق المؤامرة قبل أن تولد. في زمن تتكالب فيه التحديات، وتتكاثر فيه أصوات الفتنة والتضليل، أثبتت أجهزة الدولة وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة، أنها ليست حافظة لأمن الحدود فقط، بل درع متين للوعي الوطني، وجبل عظيم يحمي الوطن، وسيفٌ مشرّع في وجه الظلاميين على طول الزمن.

لقد كانت تلك الخلية حلقة جديدة في مسلسل الاستهداف، لكنها بُترت في مهدها، لأن في الأردن رجالاً لا ينامون إلا وضميرهم مطمئن بأن الوطن بخير، ولأن في الأردن مؤسسات تُبنى على أساسات من الكفاءة والإخلاص والعقيدة الصلبة.

من هنا، فإن مسؤوليتنا كمواطنين، وكأصحاب رأي، وكمؤثرين، أن نكون عوناً لا عبئاً، وأن نكون حراساً للوعي، لا أبواقاً للتشكيك أو الانجراف خلف الخطابات المسمومة. علينا أن نسمو فوق الضجيج، ونقف صفاً واحداً خلف وطننا وقيادتنا، لأن الحرب اليوم لم تعد فقط بالبندقية، بل بالكلمة والموقف والاصطفاف الصادق.

تحية من القلب لكل من يقف في الخنادق الأمامية دفاعاً عن الأردن. وتحية لكل من يزرع الأمل في زمن التحديات. وليكن شعارنا الدائم: الأردن أولاً، وأمناً وأماناً دائماً.