الإسلام السياسي: بين الفكرة والواقع، ومسارات الفهم والتجربة
د. محمد بزبز الحياري
19-04-2025 02:28 PM
في ظل تعقيدات المشهد السياسي والفكري، وتداخل المفاهيم الدينية والاجتماعية في الوعي العام، يبرز مفهوم "الإسلام السياسي" بوصفه أحد أكثر المفاهيم جدلاً وتفاوتاً في الفهم والتطبيق والتوظيف.
وفي خضم هذا الجدل، يصبح من الضروري أن نخلع عن أذهاننا الأحكام المسبقة، وأن نتناول هذا المفهوم بمسؤولية فكرية عالية، بعيداً عن التمجيد أو الشيطنة. فالإسلام كدين شامل، لم يغب عن ساحات الحياة العامة عبر العصور، ولكن تبقى الأسئلة قائمة حول الشكل والمضمون، وحول دور الدين في الشأن العام دون أن يتحول إلى أداة للفرقة، أو وسيلة للسلطة.
ولهذا، نفتح هذا الحوار الوطني في لحظة نحن فيها أحوج ما نكون إلى نضج الفهم، لا إلى ضجيج الشعارات.
* راجين التركيز على محور أو اثنين.. لطرح الفكرة بشكلٍ مركز..
- هل الإسلام بطبيعته دين يقتصر على الشعائر والعبادات، أم أنه يمتد ليكون نظاماً شاملاً للحياة بما في ذلك السياسة؟، وإن كان كذلك، فهل تم استيعاب هذا الامتداد بطريقة تنسجم مع مقاصد الشريعة وأولويات الأمة؟.
- هل الفصل بين الدين والسياسة، ضرورة للحفاظ على قدسية الدين وصفائه الأخلاقي، أم أن هذا الفصل ذاته، هو طارئ على تاريخ الأمة وتكوينها؟، وهل يمكن فعلياً بناء نموذج تكاملي دون أن يتحول الدين إلى مجرد أداة سياسية؟.
- منذ مطلع القرن العشرين، ظهرت موجة من المؤسسات ذات التسميات الإسلامية في مجالات متعددة. فهل كانت هذه ظاهرة صحية تعمّق الوعي الديني، أم أنها ساهمت في تمييع المفهوم الإسلامي، وتحويله إلى لافتة شكلية؟، ومن يقف خلف هذه الموجة فعلاً؟.
- كيف يمكن فهم الدور الغربي والصهيوني في نشوء، أو محاربة مشاريع الإسلام السياسي؟، وهل كانت المواجهة قائمة على البعد العقائدي، أم أنها جزء من صراع أوسع على النفوذ والهويات؟.
- ما الذي قدّمه الإسلام السياسي فعلياً للأمة والمجتمعات التي نشأ فيها؟، فهل أسهم في بناء واقع أفضل، أم زاد من تعقيد المشهد السياسي والديني؟، وهل كان عامل استقطاب وصراع، أم رافعة للإصلاح؟.
- هل هناك نسخ موازية لما يعرف بالإسلام السياسي في الديانات الأخرى ، النصرانية السياسية أو البوذية اليهودية السياسية على سبيل المثال؟ .
- من ناحية أخرى ، هل هناك أثر للاحداث العابرة للحدود كمظهر من مظاهر الاسلام السياسي التي نشهدها بين الحين والآخر في تعميق هذا المفهوم، أو في تجريده من شرعيته التاريخية والدينية؟
- وفي الختام ، هل نحن أمام مرحلة مراجعة شاملة وتقييم جذري للاسلام السياسي على أعلى المستويات، إما (بغض الطرف عنه أو تجميده او تحييده)؟ .