facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطاب مزدوج وشعارات مستهلكة: قراءة ناقدة لبيان صلاح عبد الحق حول الأردن وفلسطين


سيف احمد الملاجي
20-04-2025 12:56 AM

في بيانه الأخير، خرج صلاح عبد الحق، القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان المسلمين، ليُدين اعتقال عدد من المشتبه بانتمائهم للجماعة في الأردن، وذلك تحت ذريعة “دعم المقاومة الفلسطينية”. في ظاهر الأمر، يبدو البيان وكأنه دفاع عن قضية عادلة، لكن ما يخفيه الخطاب يتجاوز مجرد الكلمات، ليفضح ازدواجية مواقف الجماعة وتوظيفها المستمر للقضية الفلسطينية في معاركها السياسية الداخلية.

أولاً: دعم المقاومة أم الاستثمار في المعاناة؟

لطالما رفعت جماعة الإخوان المسلمين شعار “نصرة فلسطين”، لكنها في كثير من الأحيان حولته من قضية تحرر وطني إلى ورقة ضغط سياسية تخدم أجنداتها. في بيانه، لم يعبّر عبد الحق عن أي دعم عملي حقيقي للمقاومة، بل اكتفى بإطلاق شعارات اعتاد الناس سماعها منذ عقود. تُستخدم هذه الشعارات لا لتعبئة جماهير الأمة بوعي، بل لاستدرار تعاطفٍ يعيد شرعية جماعة تعاني عزلة سياسية متزايدة.

ثانياً: الأردن ليس ساحة فوضى

ما تجاهله عبد الحق تمامًا هو أن السيادة الأردنية ليست محل نقاش. فالأردن دولة قانون، ومن حقها – بل من واجبها – أن تحمي أمنها القومي وتتعامل مع أي تنظيم يعمل خارج إطار القانون، سواء رفع شعارات المقاومة أو لا. اختزال القضية الفلسطينية في أن تكون غطاء لأي نشاط سياسي أو أمني غير مشروع أمر مرفوض، لا يخدم فلسطين ولا أهلها.

ثالثاً: منابر بلا أفعال

البيان تجنّب بشكل ملحوظ الإشارة إلى أي مبادرة ملموسة من الجماعة لدعم الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة أو في الشتات. لا حديث عن الإغاثة، لا عن إعمار غزة، لا عن دعم الأسرى، فقط تصريحات إنشائية تنتهي بانتهاء الكلمة المسجلة. وهنا، يحق للمراقب أن يتساءل: من الذي يُتاجر بالقضية؟ من يدفع الثمن ومن يجني الفائدة السياسية؟

رابعاً: أين كانت الجماعة حين احتاجت فلسطين أكثر؟

حين وقعت الاعتداءات المتكررة على غزة، أو حين كان المسجد الأقصى يُدنس بشكل يومي، لم نرَ تحركات ملموسة من الجماعة – لا في مصر، ولا في الأردن، ولا في غيرهما من الدول التي تنشط فيها. اختارت الجماعة الصمت أو الانتظار، حتى تتغير الظروف السياسية لصالحها، لتعود وتطلق شعاراتها من جديد.

خامسًا: الأردن… موقف ثابت لا متاجرة

في خضم الزوابع الإعلامية والتصريحات الشعبوية، يبقى الموقف الأردني من القضية الفلسطينية ثابتًا وراسخًا، ليس بالكلام فقط، بل بالفعل والموقف الدبلوماسي والميداني. الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، يحمل على عاتقه الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، ويقف في المحافل الدولية مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين، رغم الضغوط السياسية والاقتصادية. لم يستخدم الأردن القضية كورقة مساومة، بل تعاطى معها باعتبارها قضية أمن قومي وواجبًا أخلاقيًا وتاريخيًا. لذلك فإن من يحاول التشكيك في نواياه أو يتهمه بقمع “أنصار المقاومة”، يتجاهل عمدًا الفرق بين من يدعم فلسطين كدولة، وبين من يتخذها شعارًا للهروب من أزماته الداخلية


خاتمة:

إن القضية الفلسطينية أسمى من أن تُختزل في بيانات سياسية وشعارات عاطفية. ما تحتاجه فلسطين اليوم هو دعم حقيقي، لا ادعاءات عبر منابر مأزومة. وعلى الجماعات التي تدّعي الدفاع عنها أن تراجع خطابها، وتكف عن استغلال معاناة الفلسطينيين في صراعاتها الداخلية مع الدول .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :