التحول الرقمي يُحوِّل التحديات إلى إنجازات عالمية
محمد قبرطاي
20-04-2025 06:47 PM
في عصرٍ تُحدد فيه السرعةُ مسارات التقدم، اختارت المملكة الأردنية الهاشمية أن تكون في قلب التحولات العالمية، عبر تبني الرقمنة كاستراتيجية شاملة لا تُسرِّع الخدمات فحسب، بل تُعيد تشكيل الهوية الاقتصادية والاجتماعية. يقول الخبراء: "التكنولوجيا اليوم هي البنية التحتية الجديدة للدول"، وهذا ما تعكسه الرؤية الهاشمية التي تُؤسس لمملكةٍ ذكيةٍ قادرة على مواجهة تعقيدات المستقبل.
الخدمات الحكومية: من البيروقراطية إلى النقرات الذكية
لم يعد التحول الرقمي ترفًا، بل أداةً لاختراق حواجز التعقيد الإداري. ففي الأردن، تُحوَّل الإجراءات الحكومية إلى منصات إلكترونية لضمان:
• سرعة غير مسبوقة: تقليص زمن إنجاز المعاملات من أيام إلى دقائق.
• الشفافية: تقليل التدخل البشري عبر أنظمة ذكية تُحاسِب تلقائيًا.
• العدالة الاجتماعية: وصول الخدمات إلى المناطق النائية عبر تطبيقات موحدة.
وبحسب استراتيجية التحديث الاقتصادي 2023-2025، فإن الهدف هو بناء حكومةٍ "لا ورقية" تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرار.
الأهداف الاقتصادية: كيف تصنع الرقمنة ثروات؟
لا يقتصر دور التحول الرقمي على تسهيل الحياة اليومية، بل هو محركٌ رئيسي لاقتصاد المستقبل، عبر:
• جذب الاستثمارات العالمية: الشركات التكنولوجية تبحث عن بيئاتٍ ذات بنية تحتية رقمية متكاملة.
• خلق وظائف نوعية: وفقًا لتوقعات البنك الدولي، سيُسهم القطاع الرقمي بـ 25% من الوظائف الجديدة في الأردن بحلول 2030.
• تعزيز التنافسية: تحسين ترتيب المملكة في المؤشرات العالمية مثل "سهولة ممارسة الأعمال"، مما يرفع جاذبية السوق المحلي.
المستقبل: استباق التحديات بخطط ذكية
التحول الرقمي ليس نقطة وصول، بل رحلة مستمرة تتطلب استباق التحديات، مثل:
• الأمن السيبراني: مع تعزيز الاعتماد على الخدمات الإلكترونية، تُطور المملكة أنظمةً متقدمة للتصدي للهجمات الإلكترونية، بالتعاون مع مراكز بحثية دولية.
• الفجوة الرقمية: عبر مبادرات لتدريب كبار السن وسكان المناطق الريفية على استخدام التكنولوجيا.
• التشريعات المرنة: تحديث القوانين بشكل دوري لمواكبة تطورات مثل العملات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
الريادة التكنولوجية: شركات أردنية تُصدِّر الابتكار للعالم
لا يقتصر دور التحول الرقمي على تحسين الخدمات المحلية، بل يمتد لتعزيز مكانة الأردن كـمُصَدِّرٍ للتكنولوجيا إقليميًا وعالميًا. فقد أثبتت الشركات الأردنية التقنية قدرتها على المنافسة دوليًا، حيث حققت إنجازاتٍ رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والحلول السحابية. على سبيل المثال، إحدى الشركات الناشئة في مجال تحليل البيانات الضخمة فازت بجائزة "أفضل مشروع تقني ناشئ" في معرض برلين الدولي للتقنية 2023، بينما توسعت شركة أردنية متخصصة في الأمن السيبراني لتقديم خدماتها لـ12 دولة عربية وأوروبية.
اليوم، يحين وقت تحوُّل هذه الشركات من لاعبين مساهمين إلى قادةٍ مُحرِّكين للتحول الرقمي داخل الأردن، عبر:
• توطين التقنيات المتقدمة التي طورتها خارجيًا، مثل أنظمة الدفع الإلكتروني الآمن.
• قيادة مشاريع البنية التحتية الوطنية، كتطوير المنصات الحكومية الذكية.
• وضع معايير إقليمية في مجالات مثل التكنولوجيا الخضراء والشمول المالي الرقمي.
هذه الريادة ليست تفاخرًا بالماضي، بل استثمارًا في مستقبلٍ تُصبح فيه الأردن حاضنة الإبداع التكنولوجي ووجهة الشركات العالمية الباحثة عن الكفاءات.
التعامل مع التحديات: استراتيجياتٌ تعكس حكمة القيادة
لا تخلو أي رحلة تحول من عقبات، لكن الأردن يعتمد على منهجية واضحة:
1. الشراكات الذكية: التعاون مع القطاع الخاص والعالمي لتبادل الخبرات.
2. الاستثمار في الإنسان: تدريب الشباب على مهارات المستقبل مثل تحليل البيانات والبرمجة.
3. المرونة التشغيلية: تبني سياساتٍ قابلة للتطوير مع كل تطور تكنولوجي.
ويُجمع الخبراء على أن هذه الاستراتيجيات تُضعِف المخاطر وتُعزز فرص النجاح
الأردن على المسار الصحيح... ومستقبلٌ رقميٌ واعد
التحول الرقمي في المملكة الأردنية الهاشمية ليس خيارًا عابرًا، بل التزامٌ برؤيةٍ طويلة المدى تعكس إدراكًا عميقًا لمتطلبات العصر. فبينما تُسرع الحكومة نحو حوكمة رقمية شفافة، وتستعد الأجيال الشابة لقيادة قطاعات التكنولوجيا، تُرسي الأردن أسسًا متينة لاقتصادٍ يقوده الابتكار. وكما تُؤكد الرؤية الهاشمية: "الطريق طويل، لكن الاتجاه صحيح... والمملكة تُبحر بثقة نحو طريق مصاف الدول الرقمية الرائدة.