facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منتج البرامج مهندس الكلمة وقليلٌ من الاحترام لا يضر


لورنس علي المراشدة
23-04-2025 02:28 PM

بالأمس وفي جلسة عابرة من جلسات الزملاء التي تتعلق بتحضيرات المترشحيين لإنتخابات مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، أحدهم موجهاً كلامه لي قائلاً وهو يضحك: “معد برامج؟ دائرة البرامج، يعني شو بتعمل؟ بتطبع خبر حالة الطقس وتعطيه للمذيعة”.

منتج البرامج أو "المعد" ليس مجرد شخص يكتب فكرة ويرسلها للمذيع كما تظن، أو يطبع ورقة ويعطيها للمذيعة، بالعكس هو المفكر، والباحث، الكاتب، الموجّه، هو من يدير المحتوى، وفي بعض الأحيان المُنقذ في لحظات الارتباك على الهواء، هو من يُمسك زمام البرنامج منذ لحظة ولادته، يرسم ملامحه، يحدد اتجاهاته، ويوازن بين ما يُقال وما لا يجب أن يُقال.

المُحزن؟ أن تكون السخرية من زميل، ممن يعمل معك في نفس المجال، ممن يعرف جيدًا كم يتطلب إعداد حلقة من الوقت والجهد والتدقيق، كم نقرأ، ونُعدّل، ونراجع، ونبحث، ونوازن، ونتعب… ثم يأتي تعليق ساخر يختصر كل ذلك في عبارة رخيصة.

قد ترى المذيع يتألق على الشاشة، لكن صدقني، كثير من هذا البريق يبدأ من خلف الكواليس، وهناك في الظل، يعمل المنتج بصمت، لا أحد يصفق له، ولا أحد يذكر اسمه، لكنه يتحمل كل العواقب إن أخطأ، وينسى الجميع أنه كان أساس النجاح حين ينجح البرنامج.

المنتج أو المُعد هو العقل المُفكّر الذي يحرّك الخيوط جميعها، ومن دون معد ذكي، واعٍ، مطّلع، لن تخرج البرامج كما يجب، حتى لو كان المقدم نجمًا لامعًا. فالمحتوى هو الأساس، والمعد هو صانعه الأول.

حين تنجح حلقة يتداول الناس أفكارها على وسائل التواصل، والحلقة الناجحة هي التي تجيب على كل أسئلة الجمهور والتي يكون المعد مطلع عليها، حجم الخطأ في أي برنامج سيكون قاتل مالم يكن هناك منتج برامج ذكي وواعٍ.

أن تأتي السخرية من شخص لا يعرف المهنة، قد نتفهمه، لكن أن تأتي من زميل، من شخص يعرف كم ساعة نقضيها في التنقيب عن فكرة، كم مرّة نغيّر الخط التحريري لحلقة لتكون أكثر مهنية، كم نراجع الأسئلة لنضمن التوازن… فهنا الجرح أعمق.

يا صديقي، تخيل أن تُبخَس كل أفكارك، أن تُختزل خبرتك وساعات تعبك في تعليق عابر من شخص لم يقرأ صفحة مما قرأت، ولم يجتهد لحظة مما اجتهدت، ألن تشعر بالمرارة؟

الاحترام لا يُطلب، لكنه أحيانًا يُذكّر به. فكن أكثر وعياً وتذكر دائمًا: أن الأشخاص في الواجهة لا يعني أنهم الأهم… فهناك من في الخلف يشقّ الطريق، ليبدو غيره كما لو أنه صنع كل شيء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :