facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تشيرنوبيل: مأساة غيّرت العالم… وتهديد لا يزال قائماً


السفيرة الأوكرانية ميروسلافا شيرباتيوك
24-04-2025 02:33 PM

في 26 نيسان/أبريل 1986، اهتزّ العالم أمام كارثة ألغت الحدود في لحظة واحدة وتحدثت بلغة الإشعاع. في هذا اليوم، وقعت أكبر كارثة صناعية في تاريخ البشرية – انفجار في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية. لم تكن مجرد مأساة أوكرانية، بل تهديدًا للعالم بأسره.

أخطاء قاتلة أثناء اختبار على طاقة منخفضة في الوحدة الرابعة من المفاعل أدت إلى فقدان السيطرة بالكامل. انصهر الوقود النووي من شدة الحرارة، وانهارت الحواجز الواقية، وانفجر المفاعل، مطلقًا أطنانًا من المواد المشعة إلى الغلاف الجوي. الغيمة المشعة غطت أراضي أوكرانيا وبيلاروس وروسيا، ووصلت إلى أجزاء واسعة من أوروبا. ووفقًا للبيانات الرسمية، تعرض نحو 2.4 مليون شخص للإشعاع، وتلوّثت أكثر من 52 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية — وهي مساحة تفوق مساحة الدنمارك.

لكن الرعب الأكبر لم يكن في الكارثة نفسها، بل في الصمت الذي تلاها. لثلاثة أيام، أخفت السلطات السوفييتية الحقيقة. كان يمكن إنقاذ الآلاف من آثار مثل اليود-131، الذي يسبب سرطان الغدة الدرقية، لو تم إعلام السكان مبكرًا. بينما كان النظام يخدع العالم ويخفي حجم المأساة، كان رجال الإطفاء والشرطة والجنود الأوكرانيون يقاتلون عدوًا غير مرئي دون أي حماية. أكثر من 350 ألف “مصفٍّ” خاطروا بحياتهم لاحتواء الكارثة. تضحية بطولية لا تُنسى.

بُني “تابوت” خرساني لاحتواء الإشعاع، لكنه بدأ يتآكل مع مرور الوقت. وبفضل دعم المجتمع الدولي، أنجزت أوكرانيا في عام 2012 بناء هيكل جديد بتكلفة مليار دولار. في كل عام، في 26 نيسان/أبريل، نستذكر الألم، لكننا أيضًا نكرم الشجاعة. نُحيي الذاكرة كي لا تتكرر الكارثة.

وفي عام 2022، وقف الأوكرانيون مجددًا للدفاع عن محطة تشيرنوبيل.

مع بداية الغزو الروسي الشامل، بدأ فصل مظلم جديد. احتلت القوات الروسية المحطة مؤقتًا وأخذت المدافعين عنها أسرى. لم يكن هذا جريمة حرب فحسب، بل كان ابتزازًا نوويًا. كما استولت روسيا على أكبر محطة نووية في أوروبا – محطة زابوريجيا – وحوّلتها إلى قاعدة عسكرية. ولأول مرة، أصبح العالم شاهدًا على استخدام الطاقة النووية ليس للتقدم، بل كسلاح للترهيب والإرهاب.

هذه الأفعال الخطيرة لا تنتهك فقط القانون الدولي، بل المبادئ الإنسانية الأساسية. لقد أصبحت المنشآت النووية رهائن في حرب. أي خطأ، أو ضربة متعمّدة، أو استفزاز – وقد نكون جميعًا أمام كارثة تفوق تشيرنوبيل.

وفي 14 شباط/فبراير 2025، اهتز العالم من جديد: أصاب طائرة روسية مسيرة برأس حربي متفجر الغطاء الواقي للوحدة الرابعة في تشيرنوبيل. هذه ليست مجرد حرب – هذا إرهاب نووي. ويمكن أن يكون أي شخص ضحية له، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو قارتّه.

روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تهاجم منشآت نووية، تحتل محطات طاقة ذرية، وتبتزّ العالم أجمع.

على المجتمع الدولي أن يُدرك أن أمن أوكرانيا النووي هو أمن البشرية جمعاء. في عام 1986، دفعت أوكرانيا ثمنًا باهظًا نتيجة خطأ بشري. واليوم، نحن في الخطوط الأمامية لمواجهة جنون متعمّد. والطريقة الوحيدة لمنع كارثة جديدة هي الانسحاب الكامل للقوات الروسية من جميع المنشآت النووية، وإعادة السيطرة الأوكرانية عليها.

لا يمكننا أن نسمح بتكرار تشيرنوبيل. ولا يحق لنا الصمت، والعالم مرة أخرى على حافة الهاوية.

سفيرة مفوضة و فوق العادة لأوكرانيا لدى المملكة الأردنية الهاشمية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :