لقد قلت لكم سابقا وعندما اتخذ ترمب قراراته العشوائية التى اتخذها من برجه العاجي معتبرا نفسه الحاكم الفرد العظيم ان ترمب سيتراجع وهذا ما حدث لان كل خطواته الارتجالية انعكست سلبا على الاقتصاد الامريكي وعلى المواطن نفسه ارتفاع الاسعار والضغط على المستهلك جعله يلجأ إلى القضاء ليوقف غرور ترمب وصلفة في ١٢ ولاية امريكة مما حدا به إلى ان يعيد النظر ويبدأ بالتراجع.
الصين ليست دولة عادية الصين اليوم تملك اقوى ناتج محلي سلعي في العالم وهذا هو المؤشر الحقيقي للقوة وليست النقود المجردة السلع هي الثروة الحقيقية لانها ما يحتاجه الناس في حياتهم اليومية ومن يملك السلع يملك القدرة على التأثير الصين لا تبيع فقط بل تصنع وتبتكر وتصدر وتتحكم في سلاسل التوريد العالمية وهذا ما يجعلها قوة لا يمكن تجاهلها ترمب حاول فرض رسوم وقيود لكن النتيجة كانت عكسية فقدت امريكا توازنها امام مرونة الاقتصاد الصيني الذي يعرف كيف يرد بدون ضجيج لكنه يوجع من يستهين به.
التراجع ليس ضعفا بل اعتراف بانك لا تستطيع الاستمرار في معركة لا تملك ادواتها الصين لا تعتمد على سوق واحد بل عندها بدائل في اسواق افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية وحتى اوروبا الصامتة التي تشتري وتستهلك بصمت لو قررت الصين ايقاف التصدير لدولة ما سترتفع تكلفة الحياة فيها اكثر من عشرين في المئة وهذه حقيقة يعرفها كل خبير اقتصادي.
الحرب التجارية لا تقود الى نصر بل الى فوضى الكبار لا يربحون بها بل يتألمون جميعا الصين طلبت التفاوض على اساس الاحترام والمساواة وهذا هو منطق الحكماء اما الضغط والاستعلاء فهو طريق الفشل الصين اليوم تعطي درسا في الصبر والتخطيط والرد الهادئ لكنها في النهاية تقول كلمتها في الوقت المناسب من يعتقد ان الصين ستتراجع فهو لا يعرف عقلية القيادة الصينية التي لا تهدد لكنها تفعل عندما تقرر ترمب لا يمكنه مواجهة الحقيقة طويلا لان الاقتصاد لا يعترف بالشعارات بل بالانتاج والانضباط.